الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
مسرحية
بقلم عدي المختار

فصول من الدمع

الفصل الاول

المشهد الاول

المنظر العام:

تفتح ستار المسرح على والمسرح ظلام وكل مايتم تقديمه في المشهد الاستهلالي الحركي الصامت سيكون وفق نظرية المسرح الاسود... والممثلون موزعون يسار ووسط ويمين المسرح حسب التالي:

1- يسار المسرح: فيها ثلاث رجال وامرأة ويرمز لهم ب(س)

2- وسط المسرح: فيها رجل واحد ويرمز له ب(و)

3- يمين المسرح: فيها ثلاثة رجال ويرمز لهم ب(ش)

يفتح الستار

يسار المسرح حيث الممثلون (س) متوحدون بجسد واحد منتصب ورؤسهم فقط متقاطعة ينظرون للرجل (و) وسط المسرح الذي لا وجود له الا من كرسي يخيل للمتلقي فارغا، فيما الممثلون (ش) يمين المسرح يجثو احدهم على ركبيتيه بجسد ووجهه للجمهور وراسه على وسط المسرح ويقف اعلى منه بنفس الطريقة الاخر واعلى منه الاخر حتى يخيل للمتلقي بانهم يتابعون شيء بعيد بوقوف نصفي وبعضه جلوس كلي مختلف وجميعهم يراقبون منتصف المسرح حيث كرسي الرجل (و).

موسيقى تصور المرأة الحامل وقت الطلق يرافقها صوت لطفل مسخ،صوت موسيقى مضطربة،تخرج يد يسار من الكرسي الفارغ وسط المسرح تنطلق بحيوية والممثلون في اليمين واليسار لازالوا يتابعون الامر،تخرج ساق يمين الكرسي وتتحرك بحيوية ايضا وتليها يد يسار الكرسي بحركة نشطة ويد يمين الكرسي اكثر نشاطا تتحرك كل الاجزاء على جانبي الكرسي دون راس بحيوية ويتحرك معهما الممثلون في اليسار على شكل جمهور يهتف وهو يدور حول نفسه،والممثلون يمينا يتحركون خلالها بطريقة المسير والمارش العسكري،بضربة موسيقية تنكمش ويعود المنظر الاول كأن الكرسي فارغ تماما والممثلون يمينا ويسارا بتشكيلاتهم الاولى.

(صمت)

يظهر راس من اعلى الكرسي يتلوى ببطء حتى ينتصب ويلتفت يمينا فيسقط الممثلون في اليمين ارضا كانهم يسجدون له،يلتفت يسارا فيهتف الممثلون الذين في اليسار له بطريقة ايمائية،يطرق براسه الى الارض فتنطلق اجزاء جسده،يحاول النهوض لكن لا يستطيع يجثو على ركبتيه يصل الى الممثلين في جهة اليسار يتحسسهم وهم يشمونه فتتصاعد ايماءات شمهم له فيهرب يمينار وهو يضع يده على راسه فزعا فيتوجه يسار المسرح يتحسس الممثلون وهم يشمون تحسسه فيقبضون بايديهم على عنقه وهو يحاول الافلات منهم ويتصارع معهم حتى يستطيع الافلات والعودة لكرسيه مفزوعا يلهث من شدة الخوف والتعب والممثلون في اليمين يحاولون الامساك به من خلف الجدار بحركاتهم الايمائية والممثلون في اليسار يطوفون حول انفسهم يهتفون تعبيريا،يجلس على الكرسي يلهث من شدة الخوف والتعب وهو يلتفت لحركاتهم يمينا ويسار وهو يتحسس الكرسي من تحته فيمسك قطعة قماش ويسحبها ويبقى يسحب بها دون نهاية لها فيذهب الى مقدمة المسرح وهو يسحب بها ومن ثم الى يمين مقدمة المسرح فيتذكر اياديهم التي تمتد له من خلف الجدار ويسحبها الى مقدمة المسرح من ناحية اليسار فتضطرب حركة الممثلين في جهة اليسار بشكل فوضوي ومن ثم يلفها على راسه حتى يصنع منها عمامة كبيرة على راسه وعند اكتمالها على راسه كعمامة يتقدم الممثلون في جهة اليسار بالقرب منه وهم يؤدون صلاة حائط المبكى واما الممثلون في جهة اليمين فانهم يعتلون اماكن مرتفعة بوقوف مختلف عن الاخر وفي جميع الاتجاهات وهم يضعون ايديهم على جباههم وكانهم ينظرون لشيء بعيد.

(اظلام.........صمت)

يضاء المسرح والكرسي تعلوه العمامة براس الممثل (و) ويمين المسرح لازال ممثلوه على وقوفهم ذاته قبل الظلام والممثلون يسار المسرح يجلسون كانهم في صلاة،يتضح ضوء من خلف الكرسي ويعلو حتى يشكل صورة منبر والممثل (و) على الكرسي يتلوها ويعلو صوت يثير حركة الممثل (و) ويجعله يمر بهستيرية يجوب المسرح وهو يذود عن كرسي من هول اتساع صدى الصوت.

صوت الامام الحسين (ع): لم اخرج اشرا ولا بطرا.. (الممثل يحمل سيف من الارض ويرفعه الى الاعلى بغضب)... ولا ظالما ولا مفسدا...(يحمل كتب ويمزقها على طول اتساع مكانه والممثلون في جهة اليسار يعتلون اماكن مرتفعة يتتبعون الطريق من كل الجهات والممثلون في اليمين يدورون حول نفسهم كان احدهم يريد ان يقتنص الاخر بالرمح باجساد مقوسة) بل خرجت للاصلاح في دين امة جدي رسول الله.... (يحمل كل مامزق من اوراق الممثل (و) في جوف الكرسي وهو ينتقل به من مكان الاخر وهو يحاول مبارزة الصوت بخوف )...امر بالمعروف.. وانهى عن المنكر.... (يجثو الممثل (و) على ركبتيه ليحمي بصدره الكرسي مفزوعا مرعوبا في مقدمة يمين المسرح)...امر بالمعروف..وانهى عن المنكر...

(يهرول مفزوعا الممثل (و) نحو الممثلين في جهة اليمين بسيفه يامرهم بالدخول لباحته وهم يسيرون كالكلاب وهو يقف على الكرسي ويرفع سيفه بيده اليمنى الى الاعلى ورمح بيده اليسرى ويشير الى ذاك الوهج في عمق المسرح فيتطاير الممثلون حوله فرحا كانهم كلاب يحتفلون حول فريسه ما بموسيقى حرب متصاعدة فيما يحاول الممثلون في الجهة اليسرى اقتحامهم لكن ثمة شيء يمنعهم فيحاولون ويسقطون اكثر من مرة والوهج يعلو تدريجيا الى سماء المسرح وتحته الممثلون (ش) يلهثون والممثل (و) يقف اعلى الكرسي يرفع سيفه تدريجيا الى الاعلى كلما ارتفع الوهج اكثر وتعالت حركات الممثلين جميعا بشكل هارموني متصاعد حتى ينزل سيفه بضربة واحدة.

(صمت وظلام تام)

يضاء المسرح والممثلون يطوفون في كل المسرح هولا وفزعا وعمق المسرح حرائق للخيام وبكاء وعويل أطفال وصليل سيوف وصهيل خيل وأصوت متقطعة ومن بعيد يعلو نشيج صوت السيدة زينب (ع) ويتصاعد المشهد والقتال بموسيقى هارمونية تنتهي مع إظلام المسرح وظهور رماح في عمق المسرح تعلوها رؤوس تضج بالنور وخلف الرماح الممثلون في يسار المسرح (س)، والممثلون يمين المسرح (ش) هم من يقودون عملية الحرق والقتل خلال المشهد ويمشون على أرجلهم وأيديهم وهم يلهثون وألسنتهم خارج أفواههم حينما تنتصب الرؤوس على الرماح، فيما ينتصب الممثل (و) طيلة هذا المشهد على كرسيه وهو يضحك بصوت تصاعدي هستيري حتى يختنق من الضحك ويسعل حينما تعلو الرؤوس على الرماح ويسقط من الكرسي مع ختام المشهد.

(صمت اظلام تام )

يضاء المسرح وثمة نور يضج وسط الكرسي ومن ثم يتضح والممثل (و) في يسار مقدمة المسرح مع موسيقى خوف والممثلون في يسار المسرح جالسون القرفصاء يهتزون من الأنين والبكاء والممثلون يمين المسرح يصولون ويجولون بشكل دائري على المسرح وبيدهم الرماح كأنهم يتهيئون لاصطياد فريسة،يقترب بحذر الممثل(و) من الوهج الذي يضج من الكرسي واصوات تمتمات وتسابيح وتراتيل يقترب فيمسكه بكلتا يديه ويرفعه ببطء الى الاعلى وصوت ويختلط صوت الحسين (ع) وصوت يزيد (لعن) وهو يتردد في المكاني بشكل هارموني متصاعد:

صوت الامام الحسين (ع): إن كان دين محمد لن يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني.....
صوت يزيد: ( يتعالى تصاعديا مع رفع الرأس) يوم بيوم بدر.....يوم بيوم بدر.....يوم بيوم بدر..........(يصرخ بقهقة هستيرية)... لا دين جاء ولا وحي نزل يتقدم عليه الممثلون يمين المسرح واحدهم يوجه الرمح صوب الراس والممثل (و) يركز النحر بالرمح مع ضربة موسيقية وصرخة تضج بالمكان وبكاء ونواح ولطم على الرؤوس والخدود من قبل الممثلون في يسار المسرح ويطوفون حول الراس ويقف الممثل (و) على الكرسي وهو يضحك بايمائية فيما يتقدم الممثلون جهة اليسار راس وخلفهم الممثلون في جهة اليمين بسيوفهم واسواطهم والمشهد هنا يرسم لوحة مسير السبايا صوب كربلاء يطوفون بمشي متعب وانين وبكاء،وبنهاية مشهد المسير يعلو صوت السيدة زينب (ع) يسبقه نشيجها وهي تقول.

صوت السيدة زينب (ع): اللهم تقبل منا هذا القرآن ييييييييييارب.

فيسقط الممثل (و) من الكرسي سقوط مفاجيء مع ضربة موسيقية فيسقط تنهي المشهد بظلام تام

(إظلام تام )

يضاء المسرح والممثل (و) يمد ساقيه من الكرسي دون ان يظهر راسه للجمهور والممثلون يسار المسرح يجلسون القرفصاء يئنون ويبكون والممثلون يمين المسرح يقفون يرقبون كل الاتجاهات وبايديهم بنادق ومسدسات،يعلو انين ونشيج الممثلون يسار المسرح وهم على جلوسهم ،يفزز انينهم ونشيجهم الممثل (و) يفز مرعوبا ويدور في كل ارجاء المسرح يقتفي اثر الاصوات وبشكل دائري حتى يعود عند كرسيه يقف بصمت ينظر اليه، يحاول ان يقف عليه منتصبا ويسقط ثلاث مرات يكررها وفي المرة الرابعة يقف ويعتليه واقفا وهو يوميء بيديه مرحبا على طريقة (المقبور صدام حسين)،الممثلون في اليسار يتقدمون نحوه وهم يحملون رايات معلقة على رماح ويقف بوجههم الممثلون الذين في جهة اليمين ويتدافعون فيمابينهم بعنف وتبرز في عمق المسرح خلف اعلى الممثل (و) وهج لراس على رمح، ويقتادون الممثلين في جهة اليسار كمعتقلين ويوزعونهم في مقدمة المسرح وهم يضعون رؤسهم في صدورهم وايديهم مقيدة الى الوراء ويقوم الممثلون بجهة اليمين باطلاق رصاصات الرحمة عليهم والممثل (و) يقف منتصبا بذات الحركة يرافقه صوت ضحكات الدكتاتور المعهودة ويعلوا مع تصفية الممثلين صوت السيدة زينب (ع) ورؤوس على رماح في عمق المسرح يعلوها وهج راس الحسين (ع) على الرمح عاليا والممثل (و) تخف حركة يده وتضطرب حركته وينزل هاربا يطوف وحوله يركضون بهتاف اللعن الممثلون وكلما يحاول اعتلاء الكرسي يجهزون عليه فيكمل هربه منهم طوافا حتى يعتلي الكرسي ويقف بحركة يده ذاتها حركة الدكتاتور وتتصاعد حركة يده وتشتد تصاعديا حتى تنتهي مع نهاية صوت العقيلة الى ان يسقط من الكرسي.

صوت السيدة زينب(ع) ( يرافقها بكاء الاطفال والنسوة وصليل السيوف ودخان ينبعث من اطراف المسرح يوحي لحرق الخيام ): ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنّ وشيكاً مغرماً، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك، وما ربك بظلام للعبيد،...، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين.... ألا لعنة الله على الظالمين...

يسقط الممثل (و) مع اخر كلمة للعقيلة (ع) ويتمسك بستار المسرح الثاني فتسقط على طول المسرح ستار احمر فالكل يختفي تحته ويشكل وقوع الستار الأعلى تتشكل كومة كبيرة على المسرح يعلوها من تحت الستار راس وحوله رؤوس والى جانبه أشخاص مما يخيل للمتلقي بأنها رؤوس تتقدم سبي لكن بلا ملامح على شكل كومة قماش تعلن عن هذا الإيحاء التشكل العام للمشهد.

نشيج صوت السيدة زينب(ع): (يرافق التشكل المشهدي هذا) سينصبون لهذا الطف علماً لا يدرس أثره ولا يمحى على مرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة على محوه وتطميسه (صمت وبنشيج عال وبكاء ) فلا يزداد أمره إلا علواً ولا شأنه إلا ارتفاعاً..............اللهم تقبل منا هذا القربان....يييييييييييييييييييييارب.

(صراع في طرف الستار بين اشخاص واحدهم يحاول الافلات منهم للخروج خارج الستار وبعد لحظات من الصراع وهو يحاول خروج اجزاء جسده وهم يبتلعونه يخرج وهو يسحب جسده بقوة ويسقط في مقدمة المسرح ويحمل قربة الامام العباس (ع) ويرفعها صوب الجمهور وبانفاس تلهث وحشرجة حزن يعلو صوته الحزين بانين )

الرجل: قتل الحسين فادمعي مدرار..(يبكي بمرارة)..قتل الحسين فادمعي مدرار(يزحف الى مقدمة المسرح وبكلام وجع ) الجسم بكربلاء...والرأس على القنا...والقربة بلا كفين (يشير للستار) لا حاديا...(يبكي)....

(صمت يخفت خلاله النشيج والأصوات تدريجيا )

المشهد الثاني

المكان: سوق

الوقت: عصرا

المنظر العام:

مجموعة من الناس وهم اصحاب الحرف والباعة في السوق يتجمعون حول بقال، ثمة صوت خرخشة ودربكة كانها احمال تتنقل ودخول ابن البقال وهو يحمل معه اكياس كبيرة فيها ملابس الحروب وخوذها وسيوفها ودروعها وكل متطلبات واقعة الطف ويستقبله البعض.

الابن: (وهو يلهث من التعب) ابتي كان الامر شاقا جدا.

البقال: (لولده ) الاجر على قدر المشقة يابني.

الابن: انتم اوصيتموني بسيوف بتارة،ودروع قهارة،وملابس فتانة،والامر حتى تم اعداده اخذ مني الوقت الكثير.

النجار: المهم ان الامور سارت على خير. القهوجي: وانك لم تنسى شيء.

المرأة: ووصلت مبكرا وبسلامة قبل موعد التجمع بكثير.

الابن: اه.... الحمد الله على كل شيء.

البقال: (يسحب سيفا ودرعا وقوسا وسهام من الكيس ويرميهم على النجار) أنت..... (يقاطعه دخول الرجل ومعه القربة وهو ينادي على طريقة البهلول وهم يلتفتون عليه مستغربين وضعه وجاهلين لشخصيته وحركاتهم التي يشيرون فيها لبعضهم تترجم سؤال إيحائي...من هذا ).

الرجل: عبرة بلا عبرة تماما كطف بلا حسين...(يقف على مكان مرتفع وهو يضع يده على جبينه وكانه ينظر لشيء بعيد او احد ينتظر قدومه من بعيد )..عبرة بلا عبرة تماما كطف بلا حسين...

البقال: (للناس) لا عليكم منه فهو يهذي مذ أن ولدتني أمي (يعود ويسحب سيفا ودرعا وقوس وسهام من الكيس ويرميهم على النجار) أنت ستلعب دور العباس بن علي بن ابي طالب (ع)، (يسحب سيفا ودرعا من الكيس ويرميهم على ابنه) وانت ستلعب دور القاسم ابن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع)، (يسحب ملابس نسائية من الكيس ويرميهم على المرآة) وأنت ستلعبين دور الرباب،(يسحب سيفا ودرعا من الكيس ويرميهم على القهوجي) وأنت ستلعب دور عمر ابن سعد بن ابي وقاص، (يسحب سيفا ودرعا من الكيس) وأنا سالعب دور الشمر بن ذي الجوشن.....(يرفعون سيوفهم الى الاعلى للتباهي وبعضهم استل السيوف والاخرون بدأوا يلبسون ملابس الحرب)...

الرجل: (يصيح من مكانه وجميعهم ينصتون له) لا احد يستوعب نبض الدم المراق لا احد يختصر السرد سعيا لفكر الرأس.... لا احد يستوعب نبض الدم المراق...

البقال: لا عليكم منه فثمة احد يعيش في راسه (يقهقه وهو يقف على مكان مرتفع ) هيا انتهى العد... وبدأت ساعة الصفر...(يبدأون باداء حركات من المعركة وكلا يعلوا صوته وسيفه بما قاله ابطال الطف وقتها ويرافق ذلك قتال بالسيوف )...(يصيح ) كونوا كهم ابطال...

اظلام خاطف تام يظلم فيه المسرح ويضاء بضوء خافت بعدما تضاء بقعتين ضوء يسار اعلى مدرجات الجمهور واخرى يمين اعلى مدرجات الجمهور يسبقهما سحب سيف من غمده فيظهر الامام العباس (ع) يسارا والامام الحسين (ع) يمينا،يسحب الامام العباس (ع) سيفه فيوميء له الامام الحسين (ع) بالرفض،يصعد خلالها المخرج لخشبة المسرح ويخر خلالها الممثلون على الارض وهم جاثين على ركابهم.

البقال: (بخوف) انها احياءا لذكراك.

(يهز الامام الحسين يده والامام العباس راسه (ع) وتظلم المدرجات تماما ويختفيان)
الرجل:وذكراه سيف ودرع...سواد وسلاسل...اهكذا فهمتموه.. (صمت يرافقه انين الممثين وبكائهم بالهمس وينزل الرجل ويتحسس رؤسهم)..الخلود للفعل...لا سلطة للقوة دون عمق... لاسلطة للعاطفة بلا فكر... (يتحول الممثلون الى مجامع تتحرك على وقع كلمات الرجل) بالإحساس وحده (صوت بكاء وحرق خيام ويشكل الممثلون بتشكيلاتهم خيام تهتز وتنوح) تعمق المأساة ويستوعب الدرس..(المجاميع تقف على امان مرتفعة وكل واحد منهم يقف بوجه الاخر) الوعي سبيلنا لفهم الدم الذي انتصر على الكره... (تجلس المجاميع وهي تتحسس الارض) الإنسان رسائل إنسانية (يشكلون تشكيلات توحي بالولادة) ونطفة مبدأ (ويقفون منتصبين) وروح موقف (يتجمعون حوله) هكذا علينا أن نبوح ونجسد....

البقال: (بحزن) وهل نحتوي كل ذاك الجرح ام يحتوينا...لم غاب النصر؟ الرجل: لم يغب النصر.... كن مظلوما فتنتصر خالدا...

البقال: (بمرارة) امقت أي ظالم... واكره الظلم....

الرجل: أذن لم دور الشمر؟.... سلاح الكره كله؟؟..

البقال: أستحضر كرههم... كي أنال ما أريد....لعنة دائمة.

الرجل: جرب احساسا اخر فيعتدل ميزان نقائك.

النجار: (للرجل) هل القتل رحمة؟...وان كانت عكس ذلك الم تكن سهام حرملة تضع حدا للمثخنين بلانين والجراح فتريحهم.

الرجل: صوب سهام فكرك للظالم بدلا من سهام جهلك على المظلوم...هل جربت أن تكون حاديا بلا كفين.... وتطير فيما بعد بجناحين...إن استطعت ستعرف أن القتل لم يكن رحمة بالنسبة لهم بل كان عادة وكرامة...

النجار: من يجرؤ على ذلك ؟...من يستطيع؟

الرجل: أنت.....عشت أحساس المظلوم... وتحسس الظليمة ببصيرتك لا بصرك..وعش اليوم أحساس المظلوم لتتخلص روحك من أدرانها... (يمشي يتفحص الوجوه وبيده القربة) توقف كثيرا عند صيحات الحرب وبكاء العطش...وسمع هدير الماء الذي كان يعلو خريره لاطما بالظليمة.. الظليمة...(يقف امام شاب وجها لوجه ويحزن ويتمتم وهو يهز براسه كي لايصدق الفكرة)... شبيه الرسول.... شبيه الرسول...

الابن: شتان مابين يزيد (لعن) وريعان الشجاعة والإيثار.

الرجل: جرب أن تكون مسكونا بالركعوع.. وصحوة فكر ساعة اعتلال الأجساد... وعقل يعبيد للثورة طريقها..ودمع يعظم شعائر كبش العراق.

الابن: من يجرؤ على ذلك؟...من ظالم لمظلوم بين ليلة وضحاها؟ هل سينسى الناس ماكنت اجسد من دور كانت تتعالى صيحات لعناتهم لي في كل مكان؟.

الرجل: لم لا طالما إن ليل المظلوم أطول من ليل الظالم...لم لا طالما إن الشعوب لا ذاكرة لها... إلا ذاكرة الظليمة التي بقيت تتجدد في كل يوم وآن... (يمشي متفحصا بالوجوه ) لا ضير في لعبة تغير الأدوار الضير أن لا تكون مجرد لعبة ونعيشها بكل تفاصيل حياتنا دون أن نشعر (يقف أمام المرأة فيبكي بهمس ومرارة ويتمتم) الظليمة...الظليمة.

المرأة: لا ظليمة في ترف القصور وصباحات اللوم ومساءات التقريع.

الرجل: ستكونين أكثر شعورا بالاه....والحزن... بل ستنتمين له...جربي أن تكوني سيدة المواجع...وبطلة ألطف وكفيلة السبي.

المرأة: كنت ولازلت أتحاشى الوجع.

الرجل: تحسسوا الوجع...وعيشوا ذاك الجرح الممتد من كربلاء إلى كربلاء...(وهو يسير نحو مكانه المرتفع) رتلوا للآتين تسابيح الظليمة وافتحوا العيون والآذان ووهج الرؤوس علكم تستوعبون همس النحور...

بقعة ضوء تتنقل مابين الممثلين كلا حسب كلامه.. في زوايا المسرح ويضج في المكان أصوات خافته وصليل السيوف وبكاء الأطفال والنسوة تتصاعد تارة وتخفت تارة أخرى وصوت الأمام الحسين (ع) يعلو في المكان.

صوت الأمام الحسين (ع): لم اخرج اشرا.... ولا بطرا.. ولا ظالما ولا مفسدا...
صوت يزيد (لعن) (يعلوا في المكان): ان لم تقتله السيوف قطعته الرماح واعمته السهام.... او سينال منه العطش ويقتله (قهقة).

البقال: (بقعة ضوء عليه وهو يقف على مكان مرتفع ويضج في راسه صوت بكاء الاطفال والعطاشى وهو يرقب بروز العباس(ع) فقط صوتهم واصوات السيوف والقتال )

صوت الشمر (لعن): امنعوه...امنعوه... لا تدعوه يصل الماء..فان وصل وارتوى الحسين وصحبه فلن تقوم لنا قائمة بعد اليوم... امنعوه.. امنعوه...(تتعالى موسيقى القتال هرمونيا) ان لم تسطيعوا فبلنبال والرماح..امنعوه...امنعوه..

(صمت والبقال لازال يبكي وتعلوا صيحات بكاءه ورفضه لمايجري)

صوت الامام العباس (ع): يا نفس من بعد الحسين هوني

وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسيـن وارد المنـون
وتشربيـن بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني

صوت الشمر (لعن): امنعوه...امنعوه... لا تدعو الماء يصل لخيام الحسين... امنعوه.... امنعوه....

(صمت والبقال لازال يبكي وتعلوا صيحات بكاءه ورفضه لمايجري وتظهر المرأة تبكي وتطلم واصوات نشيج السيدة زينب (ع) يضج في المكان بشكل خاف يعلوا كلما تصاعدت موسيقى القتال هارمونيا ويظهر كل الممثلون بشكل متوالي على اماكنهم وهم يبكون)

صوت الإمام العباس (ع): لا أرهـب الموت اذ المـوت زقا

حتى أواري في المصاليت لقى
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقا
إني أنا العبـاس أغـدو بالسقا
ولا أخاف الشرّ يــوم الملتقى

(اصوات قتال سيوف مع انارة مضطربة تتطاير خلالها كفوف وقربة ماء والبقال يجلس على المكان المرتفع ويضع راسه في حجرة وهو يبكي بكاءا شديدا وتظهر المرأة ايضا على مكان مرتفع تلطم على رأسها وتضرب على ساقها ويظهر كل الممثلون بشكل متوالي على اماكنهم وهم يبكون)

صوت الأمام الحسين (ع): «واضيعتنا بعدك يا أبا الفضل...»....

البقال: واضيعتنا بعدك يا أبا الفضل...

المرأة: (بنشيج ) الظليمة.... الظليمة... ألا لعنة الله على القوم الظالمين.

الابن: ليل المظلوم...... أطول من ليل الظالم على المظلوم....

(صمت وجميعهم على أماكنهم المرتفعة التي كان من المفترض أن يجسدوا فيها شخصياتهم وهم يجلسون ورؤوسهم في حجورهم وهم يبكون بهمس ونشيج ويظهر الرجل من عمق المسرح وبيده القربة وهو يتحسس الأرض ويتحسس الأكف القطيعة وهو يبكي ويتمتم)

الرجل: الأسئلة نهر....والأجوبة عطش يفضي إلى عطش... نشيج لا يحضر إلا وقد حضر معه التاريخ كله،نشيج ناطق بالآهات، رددها المرتلون نشيجهم تسابيح عشق في وغى الظلم....فتحولت لارجوزة ينشدها المظلوم في حضرة الظالم...(وهو يتحسس القربة) من يجرؤ؟؟....من يجرؤ؟؟....(يصرخ بهم) من يجرؤ ان يحتوي افق المأساة ويستوعب تفاصيلها... ها (يقف الرجل امام كل واحد من الممثلون فيعطوه ظهورهم).... من(للبقال) يجرؤ؟...

البقال: لا احمل ذاك الايمان بماشاء الله فعل (يعطيه ضهره).

الرجل: (للنجار) من يجرؤ؟

النجار: لا احمل ذاك الايمان الذي اختار الموت حياة (يعطيه ضهره).

الرجل: (للابن) من يجرؤ؟

الابن: لا احمل ذاك الايمان الذي راى في الطف يقظة (يعطيه ضهره).

الرجل: (للمرأة) من يجرؤ؟

المرأة: لا احمل ذاك الايمان الذي يرى في صلب الشمس صلاة (تعطيه ضهره).

الرجل: ( يضحك بمرارة) لا احد يجرؤ؟(يضحك اكثر) لا احد يجرؤ؟(يبكي وهو يشير لعمق المسرح بحزن) فلم ترون مارايت...لذلك لا احد يجرؤ... لم تعيشوا تفاصيل الدم الممزوج بالايثار ولا الظلم الممزوج بالقسوة والكره.... لذلك لا احد يجرؤ....لا نجرؤ لانه لم يعش فينا الا عبره... لم نستوعب فكره... كل ذاك العمر ونحن اما شمر او سعد او حرمله... لم نكن يوما حسين او عباس او سجاد المسكون بالبسمله.. لا احد يجرؤ؟.... لا احد يجرؤ؟... إلا أنا.......فمذ أنجبتني الصوائح التي تتبعها النوائح وانا احمل القربة على طول الطريق مابين جبل المقاطعة وكربلاء النازلة...(يهم بالخروج ويصيحون خلفه جميعهم)

الجميع: الى اين؟

الرجل: إن كنا لا نجرؤ أن نكون فعلينا أن لا نكون...لذلك سأقتفي اثرهم عل في ركابهم اكون (يهم بالخروج)

الجميع: (يصيحون خلفه) انك تضل الطريق، فطريقك لا يفضي إلا لنتؤات الصمت... هو النخيب يا هذا.

الرجل: (يلتفت مبتسما) اعرف طريقي جيدا فاني لا زلت أشم رائحة ألطف واقتفي آثرها مرغما (يخرج)............

الجميع: (يصيحون خلفه) خذنا معك.....(يخرجون خلفه).

إطفاء الإنارة تمام

المشهد الثالث

المكان: صحراء النخيب

الوقت: مساءا

المنظر:

اجساد متناثره بلا رؤس ودم ورصاص بالارض ومع هبوب الريح التي يحاول مقاومتها الرجل الذي يدخل ومعه الممثلون ويتنقلون في المسرح حتى يتمكنون بعد انتهاء العاصفة الترابية التي تحاصرهم من كل مكان ويتطاير حولهم بقايا سعف ونخيل محترق يتطاير في الجو والرجل يذود عن القربة ويحضنها كي لا تسقط منه ويخفت صوت العاصفة تدريجيا وهو يحاول الجلوس على الارض ومع جلوسه تنتهي العاصفة وتختفي فجأة.

الرجل: (وهو يتحسس الارض) تدحرجني الريح من الف عام... (يقبض من الارض رمال ويذرها) وتكبلني المواجع بلا استفهام، (يهرول في كل تجاهات المسرح) ويحتضنني لهاث الاقتفاء فاسرج الدمع دعاء..... (لمقدمة المسرح) اسرج الندم للتاريخ آهات عتب.. (يركن لمقدمة زاوية المسرح اليسرى) واندب كل التواريخ والتباريخ من فرط جبن وغرور....(يتفحص المسرح بحزن وحركات بطيئة)... أمن هنا مرو؟.... الجرح نفس الجرح...والدرب ذاته الكره... امن هنا مرو؟.....(يتحول الممثلون بتشكيلة مسرحية الى قافلة يتمايلون).. امن هنا مرو؟....

(احدهم يلبس ملابس امير اموي الا وهو يزيد (لعن) وشعره منكوش ولحيته لا قرار لها وهو نائم على ظهرة على صخرة وله كرش منتفخ بشكل مخيف لا ينسجم مع تفاصيل جسده وهو يشخر وحوله اربعة ملثمون وعليهم بيدهم اسلحة واحزمة ناسفة على بطونهم)

الرجل: ( وهو يتفحص المسرح يفاجأ بصوت الشخير) ايطلقون العنان للبطر، والدم قاب قوسين او ادنى من القيامة... (يجلس الممثلون على الارض القرفصاء وهم يضعون رؤوسهم في حجورهم ويتمايلون) من يجرؤ على الراحة والسماء اعلنت الحداد....(يتوجه صوب يزيد)... هل مروا من هنا؟؟.... كل الحوافر تختفي الا حوافر الدم تدل على الطريق...

يزيد (لعن): (وهو يتمغط والملثمون ينشرون) لم يمروا.... لا يفضي الحافر الا للتلاشي...(يصرخ بوجه) لن يمروا... لن ادعهم يمرون...(يترجل) اخر مرة منعتهم اوقفت التاريخ ونحرت على صفحاته المعنى...شوهت كل النصوص مقدسة او غير مقدسة واستبدلتها بنصال الرماح.. نص يطوي الفلوات بالوعيد...(صوت ليالي ملاح يزيد) اسبدلتها بغرور كنت اتوق اليه.. بلهث لا ينتهي....واسرجت الكره..(صوت قهقات شمر وسط بكاء الاطفال واصوات حرق الخيام وصراخ النسوة) كل الكره رماح لنحر رؤس لا تعرف غير الترتيل والتسابيح... لا تعرف ان ذاك الزمن كان لي ولا احد ينازعني عليه... (يصرخ) لا احد ينازعني عليه... فكانت كل رمال الصحراء حرملة وشمر طووا الصحراء ومنعوهم عن المرور... فلم يمروا ولم اعد للقصر مذ ذاك الوقت...اقف ارقب كل المارين كي لا ينبض عرق جديد....

الرجل: تقف تسامرك رمال الصحراء وتهدهد مجونك ريحها...فيما ينتصبون ( يقف على مكان مرتفع ويشير خلف الجمهور) صلاة عشق للملايين... (يشير له) وانت يايزيد...

يزيد (لعن): (يصرخ مقاطعا) لا تقلها..(يضع يديه على اذنيه) اياك ان ترددها... اياك.... هي ارجوزة (يركض خوفا في المسرح وهو يسحب معه لحيته الطويلة ويلهث من كرشه) يرافقها الدم تركض خلفي لتبتلعني...اياك... اياك...
صوت السيدة زينب (ع): (يتردد في المكان وهو يصرخ)....وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد......

يزيد (لعن): لا.... لا.... لا... كفى...(يجثو على ركبتيه) كفى... ذبحتهم مرة..... فذبحتني تلك الاصوات الف مرة....(ينتفض) لم يمروا...لن يمروا (يقف على مكان مرتفع وحوله الملثمون وهو يغني بصوت عال)
لما بدت تلك الرؤوس واشرقت

تلك الشموس على ربى جيرون
صاح الغراب فقلت صح او لا تصح
فلقد قضيت من النبي ديوني
...فلقد قضيت من النبي ديوني....(قهقة)

(يتحسس الممثلون الجثث التي بلا رؤوس المتناثرة على المسرح)
الرجل: لم يمروا.... فالطريق مابين النحر وتلة الظليمة جوف قيامة يعلن الصلب لكل السائرون خلف الدم او النداءات...

(اصوات يختلط فيها الكلام مع القهقهات الندية في سيارة لاصوات اباء وامهات كبار وشباب ومتزوجون توحي الاصوات بان سيارة ما تسير تنبض بالحياة)

يزيد (لعن): (يقهقه بسخرية ويشير لتلك الاصوات)... ارادوا المرور لتل الظليمة... فاعدناهم لنحر العطش....
الرجل: لن تستطيع... لازال صداها فعل يتردد كل عام..( فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا) اتذكرها يايزيد...

يزيد (لعن): لا..... اياك ان ترددها... اياك.......اياك... اياك...

الرجل: الدم فم وخلود... كيف طاوعت نفسك لتعيد الكرة مرت اخرى؟... كيف تنام وتصحو بطف جديد؟..

يزيد (لعن): (يرافقه ذات الاصوات تلك في السيارة) كانت الضحكات خطى للعابرين والدموع تنشد الحزن.. فكنا نرقب المارة (اصوات مخيفة والملثمون يجمعون الممثلين ويفصلون النساء وياخذون الرجال ويقيدوهم وبحركات ايمائية يهددون ويتوعدون والممثلون يرتلون ايات قرانية بهمس وهمهمة) نقطع وصل التاريخ بالنبض... ونحشد ثارات بدر ونحيلها لنار تحرق كل شيء (النساء تبكي ويبدأ رمي الممثلين بالرصاص ويختلط اصواتهم باصوات صراخ وبكاء النساء يوم الطف ونشيج زينب الذي يختم بتقبل منا هذا القربان) فصلنا الاه عن الروح ونشرنا لوحات الدم عناوين وعيد،هي نفس البطولات طف بطف.. الزمن لا يعيد نفسه الا لمن يسلمون نحرهم للشمر...وهم سلموا نحورهم لشمر الصحراء...(يتنقل يصف القتلى في المسرح)... هنا صلاة علي لم تتم.... وهنا طموحات حسن اعدمت.... وهناك راس حسين فجر بالرصاص (كان ثمة شيء يتطاير عليه وهو يكلم نفسه بهمس) اللعنة فجر فتشظى دمه مساقط ضوء... اها...اللعنة (يحاول استعادة كبرياءه المزعوم) كلهم هنا على منفى ذرات الرمال التي ارتوت بدم الحسين بالامس وولت هاربة من كربلاء تلوذ بالنخيب...صلوا صلاتهم الاخيرة...والصوت يستغيث من الف عام..وعام...(ينصت لان صوت العقيلة يختلط بصوت وبكاء النساء في سيارة النخيب).

صوت السيدة زينب (ع) بنشيج عال: أما من مغيث يغيثنا... أما من مغيث يغيثنا..

(يعلوا صوت بكاء النسوة والاطفال يرافقها صوت نعي على الطريقة العراقية ويزيد ومن معه يتنقلون في المسرح وايديهم على اذانهم يخيفهم ويؤلمهم النعي)

يزيد (لعن): (ينتفض بحقد يجدده مرة اخرى) لا طريق مابين الحسين وزينب غير الدم... لا طريق مابين الحسين وزينب غير الدم... لن يمر ماء العباس الى خيام زينب... لن يمر ماء العباس الى خيام زينب... (تنهض الاجساد التي بلا رؤوس تطوف في المسرح دون ان ينتبه يزيد) الدم جعلناه حناء العاشقين وتعويذة للاتين... ليس سوى القرابين غد... وليس سوى غد من منع.... ننتصب هنا ونناصبهم المرور..فلن يمروا....(يعود لمكانه المرتفع) لن يمروا...فصحراء العطش عنوان... لن يمروا الا ان شبعت الصحراء من شرب الدم.... الا ان تغير طعم الدم بالماء...لن يمروا....(بقهقه عالية) لن يمروا...

(في عمق المسرح المظلم يبرز راس الامام الحسين(ع) لا يرى منه الا الوهج وتطوف تحته الاجساد بلا رؤوس)
الرجل: القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة.. وسفك الدم والفتنة لكم عادة ولعنتكم من الله ناره....فلن تمر فتنتكم... لن تمر...

يزيد (لعن): (ينتفض بهستيريا ينتقل من نحر لنحر اخر للجثث الموجودة على الراس ويمثل بحركات ايمائية حز الرؤوس وتتقدم الاجساد حول يزيد وهو يهرول للرجل ويقف امامه وجها لوجه وهو).لن يمروا.... لن يمروا... والفتنة وحدها ستمر... لانها تمشي بلا راس.

الرجل: بل سيمرون ودليل طريقهم النحر وترتيلهم نداء الظليمة... ولن تمر صيحات فتنتكم... فهو راس وحد الدنيا فلن تفرقها اجساد عشاق بلا رؤوس... لن تمر....

يزيد (لعن): لن يمروا....

الرجل: بل سيمرون... (تحيط الاجساد المقطوعة الرؤوس حول يزيد ويفتح الرجل قربته ويسقط الماء على تراب الصحراء فيجن يزيد)

يزيد (لعن): (وهو يحاول عبثا جمع الماء من على وجه التراب) لا....لا... لا تستبدلوا لغة الارض... لغتها دماء...دماء...

الرجل: هي امانة اديتها.... الاف السنين مرت وانا احملها كوديعة.. قربة ماء طلبتها سيدة الحزن من اخيها... غيرت لغة الارض...

يزيد (لعن): (وهو يحاول عبثا جمع الماء من على وجه التراب) لا....لا... لا تستبدلوا لغة الارض... لغتها الدم وليس سوى الدم.....الدم...الدم (تحيط به الاجساد المقطوعة الرؤوس حتى يختفي بينهما فيما يتركز راس الحسين (ع) اعلى الاجساد فيشكلون بذلك تجمع اجساد متعددة براس واحد الا وهو راس الحسين (ع)...واصوات يزيد تخفت وتختنق تدريجيا حتى تنتهي ويعلوا صوت الامام الحسين (ع) في المكان وخلاله يدخل احد الارهابيين وهو محشو بحزام ناسف يتحرك في المسرح بكره وحركات قاتل ماجور حتى يستدل لمكان الاجساد والراس ويضل يحوم حولهم...).

صوت الامام الحسين (ع): إني لا أرى الموت إلا سعادة... والحياة مع الظالمين إلا برما.
(يفجر الارهابي نفسه بعد ان يكمل الامام الحسين (ع) كلمتة الشهيرة فيظلم المسرح وتتطاير على الجمهور رايات حسينية صغيرة ترمى بطريقة الرمي من المسرح على الجمهور والظلام يخيم على المكان وبعد رميها يضاء المسرح فيظهر في العمق قباب ذهبية وحولها ملايين الناس وجميع الممثلين يسيرون كالمشاية نحوها وهم يحملون الريات الحسينية السوداء والحمراء)

النهاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تمت


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى