السبت ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٨
بقلم نجيب طلال

فــلاش بــاك: آفـــة الــمســـرح

فــلاش بـاك:

مهما حاولنا أن نعـقـلن الزمان الذي نحن فيه (الآن) وهنا لا نقصد حركيته، بل من يتحركون في حركيته، ككائنات تسعى فرض كينونتها في زمنية الممارسة المسرحية: بحثا أونقـْدا أو ممارسة.... إلا وتختلط الأمور، بين الفهم واللافهم الممزوج بسوريالية اللحظة وديمومة العبت، ونلاحظ جميعنا بأن المفاهيم تختلط وتتوغل في غياهب التجهيل والتسطيح، نتيجة أنـه: كلنا ندعي الفهم والمعرفــة في المجال المسرحي وخلافه، ونتمعلم ونتفلسف وفي عمق الحقيقة نتسفسط على بعضنا البعض، ونمارس المزايدات التافهة فيما بيننا، ونترك عمق الفعل الحقيقي للممارسة الإبداعية والثقافية الحقة، من أجل بناء حضارة قوامها إنسانية الإنسان:

الفاعـلة والفعالة، وليست تلك التي تقذف ديماغوجيا. ومنا من يشنف سامعك الكريمة، بالانجازات والتكريمات والشواهد، ناهينا عن الإطناب التعريفي لذاته المتضخمة، في زمنية الانفتاح وتقارب القارات وتداخل المدن. ومدعاة هـذا القول، ولكي تتضح الرؤية، له علاقة وطيدة لمن اطلع على موضوع (هل المسرحيون لا يقرأون) والذي الذي نشرناه في (1) وذلك بناء على مقالة للصديق والمسرحي: ياسين سليماني (2) إذ كـنت أتمنى من الاعماق أن تتشابك الردود، لتحقيق الوجه الحقيقي للفعـل المسرحي؟ فعل يتفاعل مع الجدل وبالجدل، ولاسيما أن المسرحي مهما كانت درجته دوما في طليعة النخبة المثقفة / المبدعة، والتي تساهم في توظيف وترسيخ القيم وترويج مبادئ التربية الذوقية والجمالية ركحيا وسلوكيا، والوقوف مبدعا ومدافعا مستميتا في تفعيل قيم الحرية والديمقراطية والحداثة والتقدم، ولتفنيد كل الادعاءات التي تهدد كينونة الإنسان في إنسانيته‘ وفي تدجينه وتسطيح أفكاره. لكن يبدو لي أنني أحلم أمام زخم من الانهيارات، ومن تمظهر قيم ثقافية/ مسرحية، بديلة. أسُّـها الانتهازية والاستغلال الفاحِـش، باسم الفكر والإبداع، فمن هـنا تبدأ آفــة المسرح، فلولم تكن هاته هي الحقيقة المرة، لوجدنا إما ردا أو تفنيدا أو توضيحـا من لدن أحد المعـنيين بالموضوع:

1 / عمر بلخير: (الجزائر) دفاعا عن كتابه: تحليل الخطاب المسرحي من منظور النظرية التداولية

2 / حسن يوسفي: (المغرب) دفاعا عن مؤلفه: ’’ المسرح في المرايا ’’

هـل لأنهما لم يقرآ الموضوع، تلك من سبع المستحيلات، لأسباب تندرج في الانتشار السريع للمعلومة بين المبدعين والمثقفين، وكذا الطلبة، ولاسيما أن الموضوع الذي أثرته، تم نشره في عدة مواقع ثقافية، بُـعَـيْد نشره في جريدة – الجمهورية/ فضاء المسرح -

فالإشكالية هنا تتضاعف، وتـزداد آفـة المسرح وتتضخـم، بناء على نهج سبل النفاق والتملق لسلطة الجاه والمال. من لدن العديد من المسرحيين والمثقفين (الآن) في العالم العربي، وبالتالي من عتبة اليقينيات يتأكـد بأن العملين (أو) الكتابين، بيعــا ((لدار النشر «أمجد للنشر والتوزيع» بعمّان الأردنية)) ولم يتم اختلاس أو سـرقتهما من لدن [عمر سعادة ] حسب ما تم التخمين له من لدن المسرحي – ياسين سليماني - بناء على مدونة – فهد الكغاط/ المغرب –
هما نشير، إذا كانت آفة الـرأي الهوى/ العاطفة، ففي هاته الحالة، التي التزم طرفين لهما موقعهما في الساحة المسرحية كتابة وبحثا ودراسة (عمر بلخير/ حسن اليوسفي) الصمت أو اللامبالاة، فإن أفـة المسرح الانتهازية التي هي اساسا نوع من أنواع النفاق. ولا نغالي إن اشرنا بأن: آفـة المسرح: استفحلت كالسرطان، من خلال الانتهازية، التي تكاد أن تصبح لوناً من ألوان ثقافة المجتمعات العربية، بدون استـثـناء، وبالتالي نلاحظ أن أغلبية المسرحيين / المثقفين/ الفنانين/ في أكثر من باب أو لقاء، لا يستهجنون من سلوكيات الانتهازية / النفاق المسرحي، مما تـحول المشهد المسرحي من نسبية نبله وصفائه وعطائه الإبداعي والفكري والجمالي الصادق، إلى آفـة مسرحية، مما أضحت ملامح عدم التمييز بين الحقيقة والزيف، بين الصدق والكذب، بين نكران الذات وتضخيمها: سارية المفعول في أغـلب الفضاءات والمحطات الإبداعية والثقافية. وهذا ينعكس عمليا على موضوعنا، بأن أهل المصالح والمنافع الآنية هم المنافقون والانتهازيون الذين يبيعون كل شيء.

فهل حقيقة المؤلفين/ الباحثين: باعا كتابيهما للناشر[ الأردني] أم هناك زيف في العملية كلها، ونعيش وهما لا يطــاق بكل المقاييس والمعايير؟

بــاك فلاش:

والذي يجعـلنا أننا لسنا حالمين أو واهمين، ولا نتوهم أو نعـيشـه، تمظهـرعنصرين أساسيين،
أ)) الـعـنصر الأول: صمت المعنيين بالأمـر، وعـدم خروجهما للعـلن لدحض ما جاء به زميلي – ياسين سليماني- وما وضحته وتساءلت بناء على مقالة زميلنا:إذن في نطاق هاته الإشكالية، التي تفرض أن يدلي كل الأطراف المعْـنية بما لديه من حُجَـج، بأنه ليس مستبعدا أن - عمر بلخير- ((الجزائر)) / حسن يوسفي ((المغرب)) باعـا حقوقهما لدار النشر بمبالغ مالية متفق عليها سلفا، لأننا الآن نعـيش في مجتمع تهافتي وهـرولي نحو الأموال والأرصـدة البنكية، بأية وسيلـة ولا يهم مصدرها، بل يهم كيف يتم استجْـلابها (3)

ب)) العنصر الثاني: عـدم خروج الصديق – سليماني – من صمته، وإن كان لا يعنيه الأمـر، لأنه ليس صاحب الكتابين أو صاحب دار النشر، بل غيرته ونعرته المسرحية، هي الدافع لإثارة الموضوع المستفز من عنوانه [ مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهـانا..!!] لكن لا ردود أفعال سواء ايجابية أو سلبية في حق عـنوان الموضوع بالدرجة الأولى.

إذ أجابنا – مشكورا- برسائل قصيرة عبر (المسنجر) وهـذا نـبل وتأكيد لسلوكه المنضبط بما هـو معْـرفي، وتشبعه بقناعات معينة، أنه ينوي الرد علينا حسب ما دوَّنَـه بالحرف [ لديّ العديد من التعليقات على المقال، ربما أفصل فيها لاحقا، لكن سأشير إلى نقطتين سريعتين: العنوان نفسه يطرح مشكلة. هو الحَـديث عن أن المسرحيين لا يقرأون. والصديق نجيب Najib Tallal يعرف جيدا أنّه مش كل الكتب يمكن الاطلاع عليها، ومهما كنت باحثا رصينا ومطلعا جيدا فلن تقدر على ملاحقة "كل ما يتم تقديمه في الساحة الثقافية. يعني إذا لم ننتبه إلى السرقة التي حدثت من أربع سنوات مثلا، فلا يعني أننا "لا نقرأ" 😉😉😉 كما لا يعني أننا لا ننبه للسرقة بعد هذا الوقت. إذ أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم على الأقل أدبيا.... العزيز نجيب، سرّني أنك كتبت المقال، وأنك بينتَ مجموعة من أوجه التباين في الرؤية بيننا، فقط هناك بعض المغالطات أعتقد بوجودها في مقالك، أحاول أن أسجلها في أقرب وقت، وربما أنشرها في الصحيفة ذاتها (4) حقيقة فما أشرت إليه، لا يعد فضحا بيننا بل تعريفا وتوضيحا للقارئ (المفترض) بأن المسرحي- ياسين سليماني- حاول تبرير موقفه، وله نية مسبقة للتوضيح وإدلاء برأيه وبما آمـن به، بعيدا عن التشنجات والعصبية، لكن ما المانع الذي أوقفه للرد لـحد الآن، ربما نتـيجة ظروف خاصة أو ربما لعاملين:

1/ ربما استدرك أنه دافـع وسيدافع عن قضية، أصحابها التزموا الصمت، وهاته بدورها تعـد من:آفة المسرح! لأن أبعاد المقالة التي كتبها، بغـض النظـر عما قلته بأن النعرة المسرحية هي الدافع،للكتابة تخفي محاولة تجديد ميثاق صـدق في البحث الأكاديمي والجامعي.
2 / ربما الرد الذي فرضته أدبية الحوار، والمرسل له عبر (المسنجر)، جعـله يراجع منطلقاته، التي لها علاقة ضمنية بالعمل الأول، ولنتأمل مليا ما أشرت إليه:

بداية تحية طيبة العزيز: ياسين سليماني، فالتعليقات او الرد على المقال المنشور،يبدو لي حق مشروع واتمنى ان يشاركك فيه المعنيون في متن المقالة،وهم المقصودون في عدم القراءة،أما انت فلا علاقة لك بالكتاب الأصلي والمنحول،بقدر ما أثرت إشكالية:إما خطها سرقة؟ وإما خطها بيع وشراء؟ وإما خطها الثراء الفاحش على حساب الثقافة والفكر؟
وأتمنى من الاعماق ان تتشابك الردود، لتحقيق الوجه الحقيقي للفعل المسرحي؟(5) إذن، لم يتحقق ذلك، وأكيد لن يتـحقق!! وسيبقى البحث المسرحي، في مهب السوق التجارية، مستباحا، وهنا تكْـفي الإشارة في مثل هذه الحالات للفكرة ويبقى على القارئ الاهتمام بالتفاصيل في مضامينها مادام المقال ينبه لها ولآفة المسرح التي أصابت النسيج والمشهد.

الإحـــالات:

1) هـل المسرحيون لايقرأون؟ لنـجيــب طـــلال / المغرب. صحيفة الجمهورية الصادرة بوهـران – فضاء المسرح بتاريخ - 26 / 06 /2018

2) [ مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهـانا..!! ] موضوع أثاره الصديق والكاتب الجزائري – لياسين سليماني – منشور في فضاء المسرح ل(صحيفة الجمهورية الصادرة بوهـران بتاريخ 12/ يونيو/2018)

3)هل المسرحيون لايقرأون؟ نـفــس الإحــالــة

4) مراسلة في المسنجـر بتاريخ الجمعة 28 يونيو2018

5) نــفـس الإحــالــة والتاريخ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى