الأربعاء ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٥
بقلم
فوضى... وحظ أقل
1- هناك حظ أقل
الشرفةالتي لا تفتح إلا نادرا.الحديقة التي تحشد عشبها بسرعة ويتماطل البستاني في زيارتها.المجرفة الكسولة المحايدة في ركنٍ.مقص العشب المصاب بكساح مزمن.الجندب الذي قتلته وأشعل كل أكياس الندم في القلب.الأرجوحة التي كسرتها رياح الأيام الماضية.الصيف المتردد فيرحل ثم يعود.المطر الذي يطل من تلك الغمامة في بيت الشاعر:"كما أَبْرقَتْ قوماً عِطَاشَاً غمامةٌ ... فلما رَجَوها أقْشَعَتْ وتجلتِ".الساعة الإضافية والساعة المنقوصة.الأجراس التي في الرأس مثل قرني حلزون.السلحفاة الصغيرة التي خرجت ولم تعد.الطائران اللذان اغتالهما القفص قبل أربع سنوات.الكلب الذي سرقه شخص ما.عمود الموجات الكهروميغناطسية المهدِّد.الغبار. الغبار. الغبار.هناك حظ أقلُّلكي يفقد وجه الصباح سحنته الرمادية !2- على نحو أفضللا تفتح، على اتساعها،تلك النافذةَ.هناك أشباحٌ تصعدُ مع الريحِ،تقول الأساطير الأولى.وهناك، احتمالاً، ضوءٌيرشّ الروح بسائلٍ غامضٍوهناك، بالتأكيد، أنتَ !بإمكانكَ، من الخارج، أن تتأمل،على نحو أفضل،نفسكَأيها الحيرانُأيها المقيمُ المتحوّلُأيها التائهُ الأعمىيا دليلُ الحالمينَ إلى أنفسهمْ.بإمكانك أن ترشدَ الطيور إلى القلبِ،والنحلَ إلى الخلايا السريةِ للكونِ.بإمكانكَ أن تشعلَ الأغنيةَ من الخارجٍهناك في الداخلِقيثارتك الريحُوتلك النافذةُ الخشبةُ !3- فوضى في الممرهناك أشياءلا تسأل عنها.غرفة في أعلى الفراغ.نافذة على هواء متخيَّل.شمس مشرقة من مكان سحيق.سماء بلا طيور.أحلام بلا صور.وناسْ.هناك شرخ في هذا العالمفي عاطفة أتعبت الشاعر.هناك هذا الأسف المهيمن.هذا القرف من الوجه القديم.هناك حبل مشنقة افتراضيٌّوهناك الأيام التي أدمنت الرحيلدون كلل، والعودةَ في كل مرة.هناك الكمال الذي لا يدرَك،والنقصانُ.النقصان الذي يفضح الكائنويسفه النظريةويطعن الوردة التي في حديقة الأرق.هناك الموجةالموجة البحريةالموجة الحراريةالموجة التي تأتي كيفما اتفقَ.هناك هذه الفوضى التي تغطي المفاصلمفاصل الفكرة التي تريد أن تصنع العالممن بقاياناسْ.هناك أشياءلا تسأل عنها.لديك في الخريطة فجاج كثيرة.لديك المتاهة إذنأيها الماضي،بحسن نية، إلى الجحيم.