قَمَرٌ إذا لَمَحَ النُّجومَ يُثارُ |
وَتَهُبُّ في قَلْبِ الْقَصيدِ النّارُ |
وَيَدورُ في فَلَكِ الْأحِبّةِ ناسِكاً |
والرّأْسُ يُثْقِلُهُ شَجَىً وَدُوارُ |
الليْلُ مُمْتَدٌّ وَبِدْءُ قَصيدَتي |
وَنُجومُهُ في رَوْضتي أزْهارُ |
الْلَيْلُ مَطْلَعُها وَآخِرُها الضُّحى |
وَإلى الْبَديعِ مِنَ الْبَعيدِ يُشارُ |
حُرٌّ نَقِيٌّ سَيْفُهُ الْإصْرارُ |
حَفَرَتْ مَلامِحَ دَرْبِهِ الْأنْهارُ |
الْلَيْلُ يَمْلأُ كَأْسَهُ بِهُمومِنا |
وَنُجومُهُ في حُلْمِنا أشْعارُ |
يَسْقي الغُيومَ بِضَوْءِ وُسْعِ خَيالِهِ |
تَزْهو الْحُروفُ ... نِقاطُها نُوّارُ |
ما كُلُّ هذا السِّحْرِ في عَيْنِ الْمَها |
حَتّى الْجَميلُ مِنَ الْجَمالِ يَحارُ |
وَكَأَنَّهُ صَدْرُ السّماءِ وَبَدْرهُ |
قَلْبٌ بِهِ قَدْ خُبِّئَتْ أسْرارُ |
وادي الْمَحَبَّةِ كُلُّهُ أشْجارُ |
ثَمَرُ الْقناعَةِ حِكْمَةٌ وَوَقارُ |
لَمْ تَنْمُ في جَبَلِ الْغُرورِ شُجَيْرَةٌ |
إلّا وَحَطَّمَ جِذْعَها إعْصارُ |
يَبْقى وَحيداً واحِدُ الْمَلْيونِ إذْ |
ما لَمْ تَفُكَّ سَراحَهُ الأصْفارُ |
إنَّ الدّجاجَ يَبِيضُ رُغْمَ سِياجِهِ |
وَالدّيكُ يَصْرُخُ ... عَجْزُهُ إكْبارُ |
يَعْلو الضَّجيجُ مِنَ الزُّجاجَةِ إنْ خَلَتْ |
أمّا الْمَليئَةُ ثِقْلُها مِقْدارُ |
مُتَفاخِراً بِالشَّمْسِ وَهْيَ بَعيدَةٌ |
وَالْأرْضُ تَحْتَ نِعالِهِ تَنْهارُ |
وَإذا الْخُيُولُ تَعَثَّرَتْ بِخَيالِها |
سَيَفوزُ حَتْماً بِالسِّباقِ حِمارُ |
لا تَهْجُ سَوْداءَ الْغُيومِ فَإنّها |
سَوْداءُ لَكِنْ مِلْؤها أَمْطارُ |
لا تَتَّهِمْ أَحَداً لِسُمْرَةِ وَجْهِهِ |
فَلَرُبّما خَطَفَ النُّجومَ نَهارُ |
هذي الْقَصيدَةُ لَنْ تُعانِقَ ظِلَّها |
إلا إذا ضَحِكَتْ لَها الأنْوارُ |