الأحد ١٩ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم خالد شوملي

قَصيدَةُ حُبٍّ

قَصيدَةُ حُبٍّ أَنْتَ لا تَتَكَرَّرُ
وَبِاسْمِكَ نَبْضُ الْقَلْبِ يَعْلو وَيَشْعُرُ

تَعودُ لِنَفْسيْ الذِّكْرَياتُ جَلِيَّةً
تَمُرُّ مَعَ الذِّكْرى وَمُرُّكَ سُكَّرُ

وَتَحْضُرُني في كُلِّ يَوْمٍ وَساعَةٍ
أَتَنْسى الّذي يَهْواكَ أَمْ تَتَذَكَّرُ ؟

لِأَنَّكَ بَدْرٌ فَوْقَ رَأْسِيَ يَسْهَرُ
فَكَيْفَ سَأَنْساني إِذا أَنْتَ تَذْكُرُ

تُطِلُّ على بَحْري فَيَمْتَدُّ سِحْرُهُ
تَغارُ نُجومُ اللَّيْلِ أَنَّكَ مُقْمِرُ

تَغيبُ وَلكِنْ أَنْتَ تَسْكُنُ في دَمي
وَكُلُّ الّذي في داخِلي بِكَ يَفْخَرُ

وَتَنْأَى وُجوهُ النّاسِ إِنْ كُنْتَ حاضِرًا
وَفي حُلُمي أَنْتَ الْوَحيدُ الْمُسَيْطِرُ

إذا ابْتَعَدَتْ شَمْسٌ سَيَصْغُرُ حَجْمُها
سِوى أَنْتَ لَوْ تَنْأى بِعَيْنِيَ تَكْبُرُ

عَذابٌ إِذا ما غِبْتَ يَوْمًا فَإِنَّهُ
إِذا حَسَبَ الْعُشّاقُ عامٌ وَأَشْهُرُ

سَأَشْرَبُ نَخْبَ الحُبِّ يَجْمَعُ بَيْنَنا
وَكَأْسُ الّذي أَهْوى تُسِرُّ وَتُسْكِرُ

تَراتيلُ طَيْرٍ رَقْصُها يَرْسُمُ الْمَدى
وَشَلّالُ شَوْقٍ صاخِبٌ بِكَ يَجْهَرُ

إِذا سِرتَ قَبْلَ الْغَيْرِ لِلْبَحْرِ مُسْرِعًا
فَقَدْ يَدَّعي بَعْضُ الْوَرى مُتَهَوِّرُ

نَطيرُ مَعًا وَالظِّلُّ يَرْقُصُ تَحْتَنا
وَنَهْرُ الْهَوى يَجْري وَلا يَتَعَثَّرُ

يُسابِقُ ظِلَّيْنا غَزالٌ وَظَبْيَةٌ
وَحَوْلَهُما سَهْلُ الْبَراءَةِ أَخْضَرُ

نَميلُ مَعَ الْغَيْمِ الْمُحَلِّقِ فَوْقَنا
وَنَهْرُكَ قَلْبي بِالسَّعادَةِ يَغْمُرُ

فَراشاتُ حُبٍّ تَمْلَأُ الصُّبْحَ بَهْجَةً
وَأَغْصانُ قَلْبي يا هَوى لَكَ تُزْهِرُ

حَدائِقُ أَلْوانٍ وَشَدْوٌ وَفَرْحَةٌ
يُدَغْدِغُ أَنْفي الْياسَمينُ الْمُعَطَّرُ

وَذاكِرَتي بَيْضاءُ أنْتَ تُضيئُها
عَلى ضَفَّةِ الْأَشْعارِ يَحْلو التَّصَوُّرُ

وَحينَ تَرى الْأَزْهارَ تَذْبُلُ في يَدي
دَعِ الْغَيْمَ في بُسْتانِ قَلْبِيَ يُمْطِرُ

إِذا لَمْ يَثُرْ وَرْدٌ لِأَنَّكَ غائِبٌ
فَمِنْكَ حَبيبي لا يَجوزُ التَّذَمُّرُ

إِلَيْكَ يَسيرُ الشَّوْقُ حَتّى تَضُمَّهُ
أَنا النَّهْرُ مِثْلي وَهْوَ لا يَتَنَمَّرُ

إِذا كانَ في الْعَيْنَيْنِ سِحْرُكَ ظاهِرًا
فَسِرُّ الّذي في الْقَلْبِ دُرٌ وَجَوْهَرُ

سَيُخْفِقُ حَرْفُ النَّحْوِ إِنْ شاءَ مادِحًا
بَهاؤكَ لا يُحْصى وَسِحْرُكَ يَأْسِرُ

سَيَذْكُرُكَ التّاريخُ حُبًا مُخَلَّدًا
فَكُلُّ جَمالِ الْكَوْنِ شِعْرًا يُسَطَّرُ

صالة العرض


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى