الأحد ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
الأديبة اللبنانية رحاب ضاهر في حديث لديوان العرب : فرحي كلمات وحزني كلمات
بقلم مهند عدنان صلاحات

قراء الأدب في تناقص - المكان في هذا العصر ضيق ولا يتسع للحب

أنا عاشقة، وفية للقصص القصيرة ولكن في نفس الوقت أتجاوب مع غزل الرواية

كاتبة وأديبة لبنانية صاعدة، تفرض نفسها عليك عندما تقرأ قصصها لأنها تدخل بكلماتها وسحر أسلوبها قلبك دون أن تدري فكأنها أقنعتك بأسلوبها أو ربما تركت باب قلبك مفتوحا فغزته بأسلوبها الأدبي الشيق.

بعد صدور مجموعتها القصصية الجديدة "أسود فاجر" عن دار الانتشار العربي والتي تضمنت مجموعة من القصص القصيرة الشيقة التي ابتعدت فيها عن النمط التقليدي الكلاسيكي في كتابة القصة القصيرة، وجدت نفسي تلقائيا أبحث عنها لأزيد القراء العرب معرفة بها ولنزين صفحاتنا بحديث شيق مع واحدة من أدبائنا الشباب الذين بدأوا يعومون جيدا في محيط الأدب العربي الساحر.

إنها الكاتبة اللبنانية رحاب ضاهر، التي أخذت من لبنان بعض جماله فأضفته على قصصها فخرجت بلون خاص كلون لبنان وسمائه وترابه المقدس.

حاولت الخروج بفكرة شاملة وواقعية عن منظور المرأة المتمردة الواقعية بذات الوقت، والتي أخذت بمعطيات الواقع وحاولت التمرد عليها في الكلمات، حيث أن غالبية القصص كانت بنمط عاطفي بالمحتوى، لونت هذا المحتوى العاطفي بتفاصيل قسوة الحياة وآلمها.
الجدير بالذكر أن عددا من القصص التي أحتوتها المجموعة قد نشرت بشكل منفصل في عدد من الصحف العربية والعالمية، حتى آن لها أن تتشكل لتصبح مجموعة كاملة.

 بكلمات قليلة كيف تعرف رحاب ضاهر نفسها ؟

 رحاب ضاهر كاتبة متجولة على موانئ الكلمات، أرى نفسي كلمة، وأرى الحياة من خلال الكلمات، فرحي كلمات وحزني كلمات، والكتابة حياتي.

 هل ترك عليك أدباء آخرون بصماتهم على كتاباتك ؟

 دائما ما يطرح هذا السؤال على كل كاتب وأحب هنا أن أقول أني أتأثر بكل كلمة أقرأها، في البداية قرأت أشهر الروايات العالمية مثل "ذهب مع الريح" و "مرتفعات ويذرينك" و"البؤساء" وغيرها، وكذلك روايات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وكذلك الكاتبة الرائعة غادة السمان، مع الوقت تتطور القراءات، أحب كثيراً ماركيز وباتريك زوسكيند وايزابيل الليندي وباولو كويليو، كل هذه القراءات بالتأكيد اتأثر بها في عقلي الباطن أو في اللاوعي، واحاول أن لا أقلد أحداً، لكن أفرح كثيراً حين يُقال بأني متأثرة مثلاً بغادة السمان أو أحلام مستغانمي، وأتمنى أن أصل ذات يومٍ إلى مكانة كاتبة بحجم غادة السمان أو أحلام مستغانمي .

 لماذا اخترت اسم " أسود فاجر" لمجموعتك القصصية، وكيف جاءت فكرة التسمية ؟

 لم أتعمد أن يكون عنوان مجموعتي "أسود فاجر"، بل كنت أريد للمجموعة اسماً مختلفاً، وليس كما أخذ شكله الآن بأسم أحد قصص المجموعة.
لكن وجدت أن أسود فاجر عنوان صارخ يلفت نظر القارئ.

 ما الذي أرادت رحاب قوله من خلال هذه المجموعة القصصية ؟

 غالبية القصص تتميز باللون العاطفي الممزوج بتفاصيل الحياة الموجعة، وأردت أن أقول عبر هذه القصص أن لا وقت للحب في عصرنا، وأن المكان ضيق لا يتسع له، بل إن هذا العصر لم يعد يتسع إلا للحروب والصراعات.
"أسود فاجر" أردته أن يكون لفتة عاطفية أو لنقل همسة حب في زمن بلا حب.

 هل تفكرين بكتابة الرواية ؟

 بالنسبة لي أنا عاشقة، وفية للقصص القصيرة ولكن في نفس الوقت أتجاوب مع غزل الرواية، لدي الأن رواية قيد الطبع بعنوان "فتنة المرايا" وكذلك مجموعة قصصية ساخرة، فأنا أميلُ كثيراً للسخرية في كتاباتي وإن كان ذلك لم يظهر في مجموعتي الأولى "أسود فاجر" لأني أردتها أن تكون ذات لون عاطفي كتحية مني للحب.

  ما رأيك بتراجع دور الشعر على حساب السرد من قصة ونثر ؟

  ليس الشعر وحده الذي تراجع، الأداب كلها في تراجع، وجمهور القراء يكاد ينقرض، ولا أعتقد أن الشعر تراجع، فمن يحب القراءة يقرأ كل شيء من شعر ونثر وقصة وراوية، المسألة مسألة تذوق وبحث عن كلمة جديدة وصورة جديدة.

  ما الذي أثر على القصة القصيرة في ظل ما نحياه ؟

 بالتأكيد هناك تغيرات طرأت على الحياة كلها، والفنون بشكل عام وأصبح لدينا نحن جيل الشباب مفردات عصرنا وأدوات سواء الناتجة عن الحداثة الأدبية أو تطورات العصر من كمبيوتر وأنترنت والهاتف النقال وغيرها من الأمور التي أصبح من أدوات حياتنا اليومية، الأن أصبحت القصة القصيرة تشبه الخاطرة النثرية وأحيانا الشعرية بها ألفاظ جديدة دخلت على اللغة العربية كما هي دون أن تعرض وتعامل معاملة الكلمة العربية.

  ككاتبة شابة هل واجهتك صعوبة مع دور النشر ؟

 نعم واجهت صعوبات كثيرة، دور النشر لا تعطي فرصة للكتابات الشابة أن ترى النور ويحكم عليها بالإعدام، فمثلا مدير التحرير في إحدى دور النشر الكبيرة في بيروت قال لي حين أخذت له مجموعتي القصصية : "إرميها في الزبالة" دون أن يقرأ أي حرفٍ فيها، فهم يبحثون فقط عن الأسماء الكبيرة وحتى وإن كانت لم تعد تأتي بالجديد، نحن الأن كجيل شاب لنا تفكيرنا وطريقة حياة مختلفة عن السابق، وأحتاج لكاتب شاب يكتب عن عصري وينقله لي، لا أن أقرأ روايات من الأربعينيات أوالخمسينات، أحترم كل المراحل وقرأتها جيداً، ولكن الأن أحتاج لروح جديدة.
بالنسبة لمجموعتي طبعتها على حسابي الخاص، ولكن هل كل كاتب شاب يستطيع أن يطبع على حسابه؟ فالكاتب الشاب إما يكون موظف أو يعمل صحفياً بالإستكتاب، ومصدر دخله بالكاد يكفيه، فمن أين سيأتي بـ 1500 دولار ليعطيها للناشر ليطبع له، لكن بالمقابل نجد أن المواقع على الإنترنت تفتح الأفاق أمام هؤلاء الكتّاب - وأنت تعرف ذلك لأنك من الكتاب المعروفين على الإنترنت - فينشرون أعمالهم وكتاباتهم على الإنترنت فتصل إلى أنحاء العالم.

 هل تؤمنين بوجود ما يسمى الأدب النسوي ؟

لا أحب تصنيف الأدب بين أنثوي وذكوري، وبنفس الوقت لا أصاب بالذعر من كلمة أدب نسوي، يوجد أدب وكلمات تشدني لقراءتها والساحة الأدبية الآن هي للنساء أكثر من الرجال.

أنا عاشقة، وفية للقصص القصيرة ولكن في نفس الوقت أتجاوب مع غزل الرواية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى