قوانين العشق
إِنْ أَنْتَ لَمْ تُدْرِكْ هَوَاهَا كُلَّهْ
أَدْرِكْ إِذَنْ قَبْلَ الفَوَاتِ أَقَلَّهْ
مَا نَفْعُ حُمْرَةِ خَدِّهَا وَشِفَاهِهَا
إِنْ لَمْ تَفُزْ مِنْهَا -الغَدَاةَ- بِقُبْلَةْ
إِنَّ الغَوَانِي يَنْخَدِعْنَ لِكِلْمَةٍ
وَيُنَالُ مِنْهُنَّ المُرَادُ بِجُمْلَةْ
قُلْ غَيْرَ هَيَّابٍ: "أُحِبُّكِ"؛ وَارْتَقِبْ
تَسْلِيمَهَا لَكَ نَفْسَهَا فِي وَهْلَةْ
أَدْخِلْ يَدًا فِي شَعْرِهَا الدَّاجِي بِلَا
سُوءٍ تَعُدْ بَيْضَاءَ مِثْلَ الشُّعْلَةْ
فَرْقٌ كَبِيرٌ بَيْنَ لَمْسِكَ طِفْلَةً
لَمْسَ البَرِيءِ وَبَيْنَ جَسِّكَ طَفْلَةْ
مَا لِلرِّجَالِ عَنِ الغَوَانِي غُنْيَةٌ
بَلْ مَا لَهُمْ بَعْدَ النِّسَاءِ تَعِلَّةْ
فَانْضَجْ وكُنْ رَجُلًا وَآتِ خَرِيدَةً
مَهْرًا كَمَا أَمَرَ الْمُشَرِّعُ نِحْلَةْ
وَأَقِمْ لَهَا عُرْسًا طَوِيلًا لَيْلُهُ
فَإِذَا اصْطَبَحْتَ بِهَا حَمِدتَ اللَّيْلَةْ
لَا يَسْتَلِذُّ العَاشِقَانِ سَعَادَةً
حَتَّى يَذُوقَا فِي الحَلَالِ عُسَيْلَةْ
فَالحُبُّ أَنْ يَتَعَانَقَا أَقْوَى إِلَى
أَنْ يَبْلُغَا بِالأكْسِجِينِ مَحِلَّهْ
وَالحُبُّ أَنْ يَتَرَاشَفَا رِيقَيْهِمَا
تَشْفِي الرُّيُوقُ لِكُلِّ صَادٍ غُلَّةْ
أَنْ يَرْنُوَا وَيُمَتِّعَا بَصَرَيْهِمَا
لَا يَطْرِفَا حَتَّى تَكَحَّلَ مُقْلَةْ
أَنْ يَفْقِدَا بالشَّمْسِ إِحْسَاسًا، وَكَمْ
مَحَقَتْ عَلَى حُلْوِ الحَدِيثِ أَهِلَّةْ
أَنْ يَجْعَلَا مِنْ كُلِّ أُمْسِيَةٍ تَحُلـ
لُ عَلَيْهِمَا -وَهُمَا بِخَيْرٍ- حَفْلَةْ
الحُبُّ أَنْ يَتَماشَيَا تَحْت الحَيَا
تَعْلُوهُمَا خَوْفَ البِلَالِ مِظَلَّةْ
فَإِذَا اقْشَعَرَّ مِنَ البُرُودَةِ جِلْدُهَا
والبَرْدُ فِي بَعْضِ الغَوَانِي خَصْلَةْ
خَلَعَ الشَّفِيقُ بِهَا عَلَيْهَا مِعْطَفًا
وَقَضَى عَلِيلًا بِالحُمَيَّا لَيْلَهْ
وَقَضَتْ تُطَبِّبُهُ وَتَكْتُمُ كَرْبَهَا
خَوْفًا عَلَى الْمَطْبُوبِ أَنْ يَتَوَّلَهْ
وَتَنَاغُمُ الرُّوحَيْنِ أَدْعَى لِلْقَرَارِ
وَأَنْ يُشَاكِلَ كُلُّ مَرْءٍ شَكْلَهْ
حَلَفَتْ بِخُسْرِي اليَوْمَ بَعْضُ قَرَابَتِي
بُوئِي بِحَلْفِكِ لَيْسَ مِنْهُ تَحِلَّةْ
فَلَسَوْفَ أَرْجِعُ والنَّجَاحُ مُسَابِقِي
وَأسِفُّ بَطْنَكِ -يَا وَقَاحُ- الْمَلَّةْ
بِدَرَاهِمٍ مِنْ كَثْرَةٍ رَنَّانَةٍ
أُغْرِي الحَسُودَ بِهَا وأُذْهِبُ عَقْلَهْ
وَسَوَادُ قَلْبِي مُشْجِعِي لَا سِحْنَتِي
وَأَقَلُّ غَايَاتِي اعْتِيَاصًا عَبْلَةْ
نَبْتِي كَرِيمٌ مِنْ أَصَالَةِ مَحْتِدِي
والمرْءُ يَأْتِي مَا يُوَافِقُ أَصْلَهْ
رَبَّتْنِيَ الأمُّ الرَّؤُومُ عَلَى هُدًى
لِأَكُونَ خَيْرًا مِنْ أَبِي أَوْ مِثْلَهْ
وَعَلَى العَزِيمَةِ قَامَ صُلْبِي وَاسْتَوَى
لِأُنَازِعَ الْمَجْدَ الْمُؤَثَّلَ أَهْلَهْ
وَأَنَا لِخَيْرِ النَّاسِ خَيْرٌ قُدْوَةً
كَالحُكْمِ يَمْشِي حَيْثُ تَمْشِي العِلَّةْ
فَإِذَا دَعَا الشُّعَرَاءُ يَا لَلشِّعْرِ كا
نَ لِرايَتي، في الجَحْفَلَيْنِ الصَّولَهْ
نِعْمَ الخَلِيلُ أَنَا لَوَ انَّ عَشِيرَتِي
رَاعَوْا بِلَا نَكْثٍ عُهَودَ الخُلَّةْ
أَمَّا وَقَدْ بَخَسُوا الْمَكَالَ وَطَفَّفُوا
فَعَذَابُهُمْ كَعَذَابِ يَوْمِ الظُّلَّةْ
إِنِّي "جَرِيرٌ" أَعْتَدي لَا أَبْتَدِي
وَيْلٌ لِمَنْ لَا يَرْعَوِي وَيْلٌ لَهْ
سَيْفِي لِسَانِي، مَنْ بِهِ عِوَجٌ أَقَمْـ
تُ بِحَدِّهِ المصْقُولِ حَزًّا مَيْلَهْ