الأربعاء ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم
قولوا لها
قولوا لها إني هجرت زماني | ورجوتُ ربي خالق الإنسانِ |
أن تسكني قلبي ولا تترددي | في داخلي أنتِ انعمي بأمانِ |
واحيي كما ترضينَ أو فتجوّلي | ما بين أجزائي وفي شرياني |
وتألقي يا فرحتي وسعادتي | فلقد منحتكِ رتبةَ السلطانِ |
واقضي بموتي لو يريحُك إنني | راضٍ بحكمٍ منكِ يا سلطاني |
ماذا عسايَ أقولُ شعراً في التي | ملكتْ جمال الكونِ في أزماني |
جودي على قلبٍ هواكِ ببسمةٍ | أضناهُ طول طول الهجرِ والحرمانِ |
ودعيهِ يمنحكِ المودةَ مخلصاً | فلقد هواكِ وصارَ منكِ يعاني |
أرهقْتِ من فرط الصدود دماغي | فتناثرُ الأفكارُ في أذهاني |
لو أنتِ ترضيني حبيباً، قُلتُها | أني أحبك دونما كتمانِ |
أبقى أحبكِ لو تمزق خافقي | أو حاربت كلُّ الحروفِ لساني |
فالقلبُ يحيا بعد حبكِ هانئاً | والحرفُ يحملُ من هواكِ معاني |
قولي أحبكَ تلكَ تكفيني فلا | أحتاجُ غيركِ من بني الإنسانِ |
فالروحُ أنتِ شفاؤها ودواؤها | وسعادتي لولا هواكِ تُعاني |
روحي تُحلقُ في فضاءِ محبتي | ترجو لقاءكِ ما غدت تهواني |
واللهُ يعلمُ إن رحلتِ للحظةٍ | أبدو حزيناً دونما أحزانِ |
اللهُ قد سواكِ أجملَ عِبرةٍ | عن قُدرةٍ للخالق الرحمنِ |
خلّاكِ سحراً ظاهراً ومميزاً | والعاشق المجنون قد خلّاني |
إبداعُ ربي قد بدا من بسمةٍ | خدّاكِ يبتسمانِ والشفتانِ |
والعينُ بدرٌ خلفَ ظلّ سحابةٍ | لمّا يغطي عينكِ الجفنانِ |
والوجهُ كالشمس المنيرةِ مشرقٌ | لا مثلهُ يعطى بنو الإنسانِ |
إن قلتِ لي أهلاً تغيرَ خافقي | بل صار يعزفُ أجملَ الألحانِ |
يحلو صباحي بل ويصبحُ مشرقاً | إن كنتِ شمسي من تنيرُ زماني |
أو فابسمي وخذي فؤادي ربّما | يحياً بعيداً عن أسى الأحزانِ |
جودي عليّ بوصلكِ ببعضِ وصلكِ علّني | بالشعرِ أصبحُ سيدَ الأزمانِ |
أو أنظم الأشعارَ ليس كمثلها | في ما تخيّرَ أو روى الثقلانِ |
ولصرتُُ أعظم عاشقٍ في عصرنا | أحيا بلا حزنٍ ولا أحزانِ |
أما أنا فجميلُ بثنةَ عاذلي | وابن الملوحِ ثمّ والقباني |
لو عنترُ العبسيُّ يعلمُ زهرتي | لأقامَ حرب الحبِّ في أزماني |
وجريرُ لو يدري بشعري ما هجا | شعرَ الفرزدقِ بل يخافُ لِساني |
ولقدْ نظمتكِ ألف ألفِ قصيدةٍ | ورويتُ شعراً كامل الأوزانِ |
يا ليتها كانت نراها روحنا | لمنحتها لكِ ما انتظرتُ ثواني |
وجعلتُ حبكِ قبلتي وديانتي | حتى دعوني منكرَ الأديانِ |