الجمعة ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤
بقلم
قَصْفٌ مُنفردٌ على مَقامِ الرَّصْد!
مِنْ حَلْمَـةِ الشِّعْرِ آيـَاتُ الشَّجَا شَجَرُتِلْكَ الحَـيَاةُ بِمـا تُـرْدِيْ وتَـبْـتَـذِرُفـي طَلِّها شَـرَرٌ ، مِنْ جَمـرِها مَطَـرُ،ضِـدٌّ بِـضِـدٍّ ، وبالأَضْـدَادِ تَبْـتَـكِـرُوما الحَيَـاةُ؟ سِوَى ثَدْيَـيْنِ مِنْ حَجَـرٍيَسْقِـيْكَ مـاءً ونـارًا ذلـكَ الحَجَـرُلا تَسْـتَـقِـرُّ على حَـالٍ حَـبائِـلُـهـاإِنْ أَمْهَـلَتْ أَمَـلًا في مَهْلِهـا النُّـذُرُلَـوْ صَحَّ في هذهِ الدُّنـىا لنا نَـسَــبٌفي الرَّاحِلِيْنَ، لَـما جِـئْـنا وما عَبـَـرُوانَحْنُ بَنُوْ التُّرْبِ، لا أَسـبابَ نَـجْمَعُهافي راحَـتَيـْنا، سِوَى الأَوهامِ نَـدَّخِـرُنَحْنُ بَنُوْ الـمَوْتِ، لا أَسفارَ تَـجْمَعُنافي رِحْلَتـَيـْها، سِوَى التَّاريخِ يُسْتَطَـرُ* * *إِنَّ الحـيـاةَ كَـرُؤْيَـا حالِـمٍ خَطَــرَتْتَستيقـظُ الـرُّوحُ مِنْها حِـيْنَ تَنْحَسِـرُيَـجْـرِيْ، مِعَـنًّا مِفَـنًّا، لا خِطَامَ لَـهُيَهـْذِي بِأَنـْجُمِها العُـلْـيَا ويَـنْـبَـهِـرُبَـيْـنَـا يُـؤَمِّـلُ فـي الآتِـيْ ويَـرْقُـبُـهُيَمْضـِيْ ويَـتْـرُكُـهُ لِلنَّاسِ تَـعْـتَـصِـرُليس الفَقِـيْدُ فَقِيْدَ الـمَوْتِ مُضْطَجِعًاإِنَّ الفَـقِـيْدَ فَـقِـيْدُ الحُـزْنِ يَـنْصَهِـرُونَحْنُ إذْ نَنْـدُبُ الـمَوْتَـى ونَذْكُـرُهُمْفـإِنَّمـا فَـقْـدَنـا نَـبْـكِـيْ ونَـدَّكِــرُفاكْتُبْ نَهـارَكَ مِنْ أَنـْفاسِ بَـارِحـَـةٍوارْكَبْ مَعَ اللَّيْلِ نَجْمًا سَوْفَ يَنْكَدِرُ!* * *مُهْـرِيْ تَطِـيْـرُ بِوَجْـهِ الشَّمْسِ غُـرَّتُـهُيُوَجِّـهُ الرِّيْـحَ أَنـَّى شَـاءَتِ الفِكَـرُوالمُهْرَةُ / الشَّهْقَةُ الصَّهْباءُ، تَعْـزِفُـهُ،ولا عِنَـانَ ، سِوَى ما أَمْـلَتِ البُكَـرُالرِّيْـحُ نَــاءَتْ بِـأَضواءٍ تُـوَزِّعُـهـا،مَعْزُوْفَـتَيْ عُـمُرٍ، يَعلُوْ ، فَـيَـنْـكَسِـرُإذْ يُـزْهِـرُ الفَـرَحُ المَـخْـبُـوْءُ في دَمِـهِوجَـمْـرَةُ السَّاعَـةِ الشَّقْراءِ تَـنْـهَمِـرُيَهْــوِيْ على رَفَّــةِ الأَوتَـارِ بُـلْـبُـلُـهُوتَسْـتَـمِـرُّ بِـناعِـيْ حَـيِّـهِ الـمِـرَرُيَهْمِـيْ قَنادِيْلَ في عَيْنَيـْكِ ، كاهِـنَـتِيْ،مِنْ شُرْفَةِ الأَنـْجُمِ الخَرْسَاءِ تَنْحَـدِرُيَـذْوِيْ ويُزْهِـرُ والأَشجـارُ حُجَّـتُـهُمَن لِـيْ بِحُجَّـتِـهِ العَذراءِ تَعْـتَذِرُ؟!* * *يـا بِـنْتَ شَمْسِ زَمَـانٍ لا أَرَاهُ بِهــاشَـذَا الدِّنَـانِ يُنَادِي : ها هُوَ السَّحَـرُآنَ الرَّحِيْلُ بِنا، استَيْـقِظْ، فِداكَ فَـمِـيْهذا القِطَـارُ بِقَـلْـبِيْ ما لَـهُ عُـمُـرُمِنْ جُلَّـنَـارِ شِفاهِـيْ، الشَّهْدُ تَرْشُفُـهُكُلُّ العَصافيرِ، وافَتْ رِيْشُها العُصُـرُانْهَضْ بِيَ، ابْنَ أَبِـيْ، وارفَعْ لِواءَ دَمِيْقد آنَ أَنْ تَشْتَـفِـيْ مِنْ ثَأْرِكَ الدُّهُـرُ!* * *يَـنْمَـاثُ قَلْبِيْ على أَثـْـبَـاجِ هاتِـفِـهافي ذاتِ وَجْدٍ بِغُصْنِ الرُّوْحِ يَشْتَجِـرُبِـيْ زَهْـرَةٌ لم تُجـَاوِزْ عُمْـرَ لَـيْـلَـتـِهـا،رَيَّـا بِعُمْـرُ اللَّـيَالِـيْ ، والدُّنَى زَهَـرُأَيا حَـبِـيْـبَـةَ شِعْـرِيْ ، شَـفَّهـا ظَمَـأٌمِنْكِ عُـرُوْقُ سَمَائِـيْ ، والمَدَى مَطَـرُالقَحْـطُ يَـشْرَبُ مِنِّيْ كَـفَّ بَـارِقَـتِيْكَـأنَّ قَـفْـرَ دَمِـيْ دَيْـمُوْمَـةٌ شَـرَرُ!ويا غَـزالَـةَ مِـحرابِـيْ الجَـدِيْـدِ ، أنافـي ذِمَّـةِ اللُّغَـةِ الإِشْـراقِ أَنـْـتَـظِـرُصَلِّيْ بِأَمْسِيْ لِيَوْمِيْ، شَطْرَ وَجْهِ غَدِيْ،أَنـْـتِ الإِمَـامُ الذي تَأْتـَمُّـهُ السُّـوَرُ!* * *يُـحَلِّـقُ الشَّـوْقُ ، حَتَّى لا سَـماءَ لَـهُمِنَ السَّماءِ، وما في الأَرْضِ مُـنْـهَمَرُفإِنَّ حَـرْفَـكِ مِـنِّيْ سَـرْمَـدٌ أَزَلٌوحَرْفَ غَيْرِكِ مِنـِّيْ النَّـأَيُ والحَـذَرُوأَنـْتِ أَوْطَـفُ أَنـْوائِـيْ وأَنـْوأُهـامِنْكِ ابْتِدائِيْ .. وفِيْكِ يَنْـتـَهِي الخَبَرُلا أَسْكُبُ الشِّـعْـرَ إِلَّا كُنْتِ جَذْوَتَـهُأو أَكْتُبُ النَّـثْرَ إلَّا ثَغْـرُكِ الدُّرَرُسُبْحَـانَ مَنْ سَـيَّـرَ الأَفْـلاكَ في شَفَـةٍحَتَّى تَعَـانَـقَ فيهـا الشَّمْسُ والقَمَرُأَرْيٌ وصَـابٌ هُما مِنْ ثَغْـرِ صاحِـبَـتيلا سَيْـفَ بَيْنَهما ، لَوْ يَصْدُقُ النَّـظَـرُقالُـوا مُراهَقَةٌ ما قُلْـتَ! قُـلْتُ لَـهُمْ:مَنْ ماتَ بِالعِشْقِ حَيٌّ، والهَوَى قَـدَرُسَافِـرْ بِـبَدْرِكَ فـي أَشْـهَـى مَغارِبِـهـاإِنْ لَم يَكُن لَكَ في إِشْراقِها سَفَـرُ!* * *قِفْ بالـمَسِيْحِ، حَمامًا يَنْهَمِيْ عَـبَـقـًا،لَمْ يُمْـهِلُـوْهُ يُـرَوَّى خَفْـقُـهُ العَطِـرُغُصْنُ الشَّبَابِ تَدَلَّى- هكذا زَعَمُوا-على الـنَّهــارِ ، ودَالَ القاتِـلُ الأَشِـرُثَـلاثـةٌ وثَلاثـونَ ارْتَـوَتْ عَـطَـشًايا وَيْلَ هذا الضَّمِـيْرِ الذِّئبِ كَمْ يَزِرُ!يا أُمـَّـنا، مَـرْيَمَ العَـذراءَ ، مَعْـذِرَةً:لَوْ عاشَ قُربانُنا، ما هُـنِّـئَتْ سَقَــرُ!* * *وقِفْ بِطَـهَ ، سَمَـاءً مِـنْ غَمـائِمِـهِللنَّـاسِ وارفَــةُ الأَهـدابِ تَـبْـتَـدِرُكَمْ حَارَبُوْهُ، وأَلْـقَـوا فـي سَحـائِـبِـهِمِنْ آسِنِ الجَهْلِ بِئْـرًا صَفْوُها الكَدَرُذاكَ اليَـتِيْمُ الذي أَلْـقَـى بِعَرْصَـتِـهِـمْرِيْشَ الطَّواوِيْسِ تَتْرَى، فارْعَوَى الفَخَرُومَـرَّغَ العِـزَّةَ القَـعْـسَـاءَ صاغِـرَةًواسْتَلَّ صَارَمَ «لا» في وَجْهِ مَنْ كَفَرُواتَـألَّـبُـوا زُمَـرًا مِـنْ كُـلِّ دَاجِـيَــةٍدُونَ الصَّبَاحِ .. ألا يـا بِئْسَتِ الزُّمَـرُكَمْ مَـخْرَقُوا، وبَغَوْا ، والنَّاسُ سَابِلَةٌ،مَنْ قالَ «لا» ، أَنـَفًا، أَهْوَتْ بِهِ الحُفَرُحتَّى أَتاهـا الفَتَى الصَّمْصَامُ ، نَاجِـذُهُلا يَقْتَرِيْ الخَسْفَ، لَوْ في حَلْقِهِ البَشَرُلكنَّ «ظُلْمَ ذَوِيْ القُرْبَـى» أَعَـقُّ دَمـًاوالظُّـلْمُ في شِرْعَةِ الأَعْـرَابِ مُشْتَهِـرُ* * *واليَوْمَ ، كُلُّ ابْنِ نَغْـلِ الأُمِّ مُنْـخَـرِقٍيَحْثُـوْ الرَّغامَ بِجَـفْـنَـيْـهِ ويَـنْـشَطِـرُفَمِـلَّـةُ الغُـلْـفِ مَـاضٍ مـا لَـهُ أَبـَـدٌومُـذْ أَبِـيْ جَهْلِها واللَّـيْل يَـنْـثَـجِرُ!* * *ما كانَ في ذا الوَرَى قَـطُّ، ولَنْ يَجِـدُوامِثْلَ الذي- شَرَفًا- أُوْلُوْهُ أو أُمِرُوادارُوا بِهِ، فَلْـتَـةً، شَوْطَيْنِ، فاشْتَجَـرُواثُمَّ اعْـتَلَوا صَهْوَةَ البَالِـيْ ومَنْ غَبَرُواعَدُّوا «النُّجُوْمَ»،إلى أَنْ صاحَ عارِفُهُمْ:«صَلُّـوا لِعَنْـتَرَةَ العَبْسِيِّ واعْتَمِرُوا!»...تَـبَّتْ يدا العُجْمِ طُـرًّا في تَـآمُرِهِمْ:«كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَـمَّا عافَتِ البَـقَـرُ»!* * *مـاذا يَقـولُ الذي أَنـَّى أَدارَ فَــمًـاذَاقَ المَرارَ ، وأَدْمَتْ طَرْفَهُ الغِـيَـرُ؟!مـاذا يَقـولُ الذي فـي كُـلِّ جارِحَـةٍنَصْلٌ يَـرُوْحُ بِجَنْـبَـيْـهِ ويَـبْـتَكِـرُ؟!إذا اسْـتَـفَـاقَ رَأَى أَبـْنـَاءَهُ سَـلَــبًاوإذْ يَـنَـامُ يَـرَى الآبـَاءَ تُـحْـتَـضَـرُفـي كُـلِّ وَجْهٍ لَـهُ وَجْـهٌ يُـطَـالِعُـهُ:أَمْسٌ ضَرِيْـرٌ، وشَمْسٌ ما لَها بَصَـرُ!* * *غَـنَّـيْتُ، عَيْنِـيْ طُيـُـوْرٌ لا جَـناحَ لَها،كَيْ أَبْعَثَ الطَّيْرَ مِنْ صَوْتِيْ فَـتَـنْـتَشِرُوالطَّيْرُ مِنْ أَبْكَمٍ ، لا مَـاءَ فـي فَمِـهِ،ومِـنْ أَصَمِّ فُــؤادٍ لـيس يَـزْدَجِـرُتلكَ السَّنابِلُ كَسْلَـى، والنَّـشِيْدُ غَـفَا،كأسُ النَّبيذِ انْطَفَى ، واسْتَنْوَقَ القَمَرُ!* * *يا عِطْـرَ قِيثارَتِـيْ، عَفْوًا ، فلستُ أَرَىهذا المَقَــامَ يُدَاوِيْ نَـبْضَ مَنْ قُـبِرُواقالـتْ : سَـيَأْتِـيْ زَمـانٌ آخَـرٌ وفَـمٌيَـصُـوْغُ شَـدْوَكَ فِيْـهِ فِـتْيـَـةٌ أُخَــرُلا يَـبْـتَـنِيْ الشِّعْـرُ مِنْ أَحلامِهِ فَلَكـًـاإنْ لَـمْ يَـدُرْ بِشِـبَاكِ العُمْرِ يَنْـتَظِـرُ!