الأحد ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم إيمان أحمد

قَـدَر

قَدَرٌ أنا، أفلا تؤمنُ بالقَدَر؟
وغَـيْبٌ أنتَ،
وأنَا مؤمنة بالغيب حدّ الرّجَاء.

قال ليَ العرّاب يومًا، لا تتعجّلي الحبّ. دعيه ينضج على مهل. فيصبح لكِ ثمرة شهيّة. قلتُ: كيف والقلب لا يصبر عن الخفقان؟ أمسك يدي. وأخذ يتمعّن في نقوشها. لم أؤمن يومًا بعرّاف. لكنّ نظرته جعلتني أترك له يديّ، ولا أسرع الخطى كما أفعل عادة كلّما اعترضني أحدهم كي ينقذني من الدنيا بما يهذي!

لا تخشَيْه. وإلا هلكْتِ. لا تقربيه. وإلا احترقتِ. لا تبتعدين إلا وتتفتت رؤوس براءاتك على صخور الجفاف. هذا هو ارتجاف السعادة الذي يختصره الناس في حرفين. صعبٌ، لا مُحَال.

وستكرهين نفسَكِ كثيرًا كثيرًا. وستقابلين من تظنّين أنّهم أقرب منكِ إلى مفاتيح روحك فلا تنخدعي. وإيّاكِ إيّاكِ أن تغمضي عينيكِ أنْ يكونَ أقرب من أن تريه. وانتبهي؛ يا ابنتي. أنْ تُرسليه حيث لا تعلمين ماذا يُفْعَلُ به. ذلك القلب الصغير الذي يحنو على ذاته كجنين، عليه أن يكون لمن يعرف كيف يحفظه جيدًا.

سأخبركِ سرًا.. ابكي.. دعي ذلك السّحر الإلهي يتجلّى بأدقّ صوره.. وأكثرها يُسرًا وتعقيدًا. افعليها كلّما تذكّرتِني أو تذكّرتِ كيف نسيتِ نصيحتي. وستنسين. ولا تقسي على أناملكِ كلّ هذا الحد عندما تغضبين، واحيَيْ جدًا إلى أنْ تُقْتَلي !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى