قُمْ لِلمُعَلِّمِ
يا مَــنْ يُــوَزِّعُ عُمـــرَهُ قِندِيـــــــلا
فيُضيءُ في حُلَكِ الظّلامِ عقولا
أسرِجْ ضـِـياءَكَ للأنــــَـامِ فـــإِنَّهُمْ
يَرجُونَ مِنْ لَدُنِ الضِّيــَاءِ فَتِــيلا
هَيَّا انْتَزِعْـــــــــنَا مِنْ بَرَاثِـــنِ عُتْمَةٍ
أَرْخَتْ عَلَى أُفُقِ النُّفُوسِ سُدُولا
وَافتَحْ لَنَا سُبُلَ المَعَــــــارِفِ إِنَّنــَا
نَحتَاجُ فِي هَذَا المَتَــــــاهِ سَبِيــلا
أنتَ الحقِيقةُ أُشرِعَتْ أبوابُـــــــها
لِلدَّاخِلـــــِينَ فرُتِّـــــلَتْ تَــــــــرْتِيلا
شَيَّدْتَ مِنْ أَلقِ العُلُـــــومِ مَنَارَةً
كَانَتْ لِقَلبِ التَّـــــــائِهِينَ دَلِيـــــــلا
وَسَمَلتَ عَينَ الجَهلِ في مُسْتَقْبَلٍ
أَضْحَى بِفَيضٍ مِنْ يَدَيكَ جَمِيلا
فِي قَولِكَ الإِفصَاحُ عَنْ أَروَاحِنا
والرُّوحُ تَعشَقُ قَولَكَ المَعسُـــــولا
تَضْنَى لِتَغرِسَ فِي الحُقُولِ ثِمَارَهَا
عِلمَاً وَيَحْصِدُ غَيرُكَ المَحْصُـــولا
ما ضَرَّكَ التَّعَبُ الشَّــدِيدُ وإنَّمــَا
آَليــــتَ تُعطِــي بُـــكْرَةً وأصِـــيلا
لَكَأَنـَّكَ الشَّمسُ الّتِي مَا أَشْرَقَتْ
إِلاّ لِتَرْفُضَ بِالشُّـــــرُوقِ أُفُــــــــولا
وَكَأَنـَّكَ الأَرضُ استَوَتْ خَيرَاتُـــها
فَاسْتَبْشَرَتْ فِي خَيرِهَا المَأْمُـــولا
لا تَألُ جُهدَاً فِي عَطَائِكَ وَاحْتَمِلْ
غُبْنَ الزَّمَـــــــــانِ وَغَيْــظَهُ المَغْلــُولا
حَقٌّ لِمِثْــــلِكَ أَنْ يَعِيشَ مُرَفَّـــــــهَاً
مُتَصَــرِّفَاً فِي حَقِّـــهِ مَســــــــؤُولا
لا يَعتَــــرِيهِ العَـــوزُ فِــي أَوقَــــــاتِهِ
كَيْـــلا يَكُــونَ بِمَا لَدَيهِ بَخِـــــــيلا
لَكِنَّ حَقَّكَ ضَــــائِعٌ فَــــاغْفِرْ لَنَا
تَقصِـــيرَنَا وَتَقَبَّــــلِ التَّفضِـــــــــيلا
أَولَى بِنَا أَنْ نَصْطَفِـــيكَ رَسُــولَنَا
وَنَخُطُّ فِي وِجدَانِنــَا مَا قِــــــيلا
"قُمْ للمُعَلــــِّمِ وَفِّــــــــهِ التّبجِــــيلا
كَـــــادَ المُعَلِّـــمُ أنْ يَكُونَ رَسُولا"
حسن الراعي: شاعر سوري