الثلاثاء ٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم
كـتــاب الــكــون
إلى الصديق فريد أمعضشو
1 - الـحــرف:
هذا نَبْعُ العِين يقولُ لكَ اشْرَبْ:مِن نبْعي، ثمّ تمتَّعْ بصَفاءِ شَراييني.وانْظُرْ مِن خَلْفكَ، سوْفَ ترى بحْراً:تَتراقصُ أمْواجُهُ قُدَّامَكْ!!فلْتصْنَعْ لكَ فُلْكاً يطْفُو،فوْقَ عُبابِ شُجوني!؟وَارْكَبْ في الفُلْكِ، ولا تتْرُكْ:فوْق البَرِّ الْمُرِّ رِفاقَكْ.واحْذَرْ أن تنْسى أشْعارَكْ؟؟أوْ أن يُنْتَكَس الْيَوْمَ شِعارُكْ؟؟وبيُمْناكَ تشبَّثْ بِشِراعِكْ...وأبحر بين فِجاج الأمْواجِ:ورَتِّلْ آياتِ كتابِكْ...فكتابُكَ فيه ذُرى السُّلطانْ.وشِراعُكَ فيه مقاليدُ العِرْفانْ.2 - اللــيــــل:
هُوَ ذا لامُ اللَّيلِ يقولُ لكَ اصْنَعْ:مِنِّي عُكَّازَكْ...ثمّ عليهِ تَوكَّأْ،وبِهِ فَاقْطَعْ لُجِّيَّ ظَلامي.وأبحر في لُجَّة أشْعاري.وبِعُكّازكَ هُشَّ على: قُطْعان نُجومي!؟وعلى آلافِ مَجرّاتِ هُمومي!؟واجْعَلْ مِن نفْسِكَ نابِغَةً:يرْعى بالأسْحارِ كَواكِبَ أَحْلامي!؟عُكّازُكَ فيه مَآرِبُ أُخْرى لكْ...لا تَغْفلْ أن تَسْتلْهِمَ منها مِشْكاتكْ:كيْ تُوقِدَ نارَكَ... أوْ يَسْطعَ نورُكْ.فالنّورُ جلاءُ ظلامِ سبيلِكْ.وبهِ تَخْبو كلُّ تجاعيدِ لياليكْ.وبِثاقِبِ نارِكَ تُبْهِتُ ظُلَّامكْ.وبها ستُحَطِّمُ أَغْلالَ هُمومِكْ.3 - الحـبــر:
والحِبرُ يسيلُ جِراحاً ودماءً!؟ترْسُم ميماً في قاعِ الْيَمْ...وتُنادي عَلَناً: هذا بطْنُ الْحوتْ!هلْ مِن يونُسَ يا فُرْسانُ:يُضحِّي بالنَّفْس وبِالأَيْمَانْ...وتُنادي الأَقْلامُ جِهاراً:أَفَلا يُوجدُ فيكُمْ يونُسُ يا أقْوامْ؟؟لِيعيشَ بِعِزٍّ وسْطَ ظَلامْ.ويُسطِّرَ مُبْتَهِجا حِكَمَ الأَكْوانْ!؟ثمّ يصيرُ بِبَطْنِ الْحُوتِ،جَواهِرَ أوْ ياقُوتْ!!فَلْيَلْبَثْ حِيناً مِن دَهْرٍ...حتَّى يَلْفَظَ هذا الحُوتُ جواهِرَهُ:بالسَّاحِل والياقُوتْ...فإِذا يونسُ يَحْيا غيْرَ مَلُومْ.تَحْت ظِلالِ جِنانٍ ونَعِيمْ...والسّاحلُ تَمتَدُّ حدائِقُهُ:خَضْراء بها أشْجارٌ وعُيُونْ.وكِتابُ الكَوْنِ صحائِفُهُ:بَيْضاء بِها،أشْجارُ نخيلٍ وعُيونْ.
إلى الصديق فريد أمعضشو