الثلاثاء ٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤

كلمة د أحمد زياد محبك وتقرير لجنة قصيدة البحر

زينب عطا

الدكتور أحمد زايد محبك عضو لجنة تحكيم مسابقة ديوان العرب:

القصيدة العمودية تتمتع بحضورا طاغ على الساحة الشعرية

ألقى الدكتور أحمد زياد محبك، أستاذ الأدب العربي بجامعة حلب سابقا، عضو لجنة تحكيم قصيدة البحر، والذى حضر من الشقيقة سوريا خصيصا للمشاركة فى حفل توزيع جوائز مسابقة ديوان العرب الأدبية العاشرة فى الشعر العربي كلمة على هامش تلاوته لتقرير لجنة تحكيم المسابقة – فرع قصيدة البحر، بدأها بالقول: "تحية طيبة مليئة بالحب والحرية والإبداع والثقافة. فما أحوجنا للحب، الحب بين الرجل والمرأة، والجار والجارة، بين الصديق والصديق، حب الوطن وحب الأمة".

وأضاف د. محبك: "بالحب نصنع الحرية، فبدون حب لا نستطيع أن نصنع الإبداع أو نعيش. للشعر أنواع مختلفة. ولكن مهما تعددت أنواعه واختلفت، سيظل الشعر هو الشعر والجيد فيه هو الجيد، سواء كنا نتحدث عن قصيدة النثر أو التفعيلة أو البحر".

ولفت د. محبك، النظر إلي أن من حق أي انسان أن يكتب الشعر في أي شكل كان، ومن حق هذه الأشكال الشعرية الثلاثة أن تتعايش وتنتج وتشكل الحركة الشعرية علي ساحة الوطن العربي.

وتابع قائلا: "إن الحركة الشعرية لا يصنعها شاعر بل يصنعها مجموعة شعراء، والحركة الشعرية تنطلق نحو الحرية. فما أحوجنا إلى أن نحب قصيدة النثر والتفعيلة أو قصيدة العمود أو البحر، فالشعر تراث حي يتجدد. وهو أيضا يمثل رؤية مستقبلية يمكن أن تحمل كل أنواع التجديد، فمن حق كل إنسان أن يكتب، ولكن لابد من التقييم والجانب الفني".

وأشار د. محبك، إلى أن مسابقة هذا العام شهدت تقدم ٢٧١ للمنافسة فى فرع قصيدة للبحر، وهو عدد كبير يكاد يقترب من عدد المتقدمين في قصائد النثر والتفعيلة معا. مما يدل علي أن لقصيدة البحر حضور طاغ في الواقع الأدبي. وأضاف معبرا عن رايه قائلا: "ولكن هذا الحضور في الكم، جاء علي حساب النوع، حيث يمكن تسجيل هذا في عدة نقاط، أولها غلبة النثر علي روح القصائد، وغياب روح الشعر، وغياب الثقافة، وغياب الرموز، وغياب السحر والتألق. وثانيها غياب البناء الدرامي وسيطرة الغناء المباشرة، وسيطرة روح الخطاب". وأضاف: "كما لوحظ غياب صوت المرأة والحس الأنثوي وتعبير المرأة عن ذاتها في هذه الدورة، على الرغم من عدم غياب المرأة عن المشاركة فى المسابقة".

واختتم د. أحمد زايد محبك، كلامه بالقول: "لعل في هذه المسابقة ما يشجع الشعراء علي تطوير لغتهم الشعرية، وتطوير ثقافتهم الشعرية قديمة وحديثة، فلا يمكن الاحتفاء بالموهبة وحدها، ولا يمكن الاحتفاظ بالقدرة علي النظم، فالغاية من المسابقة ليس الحصول علي الجائزة بل التطوير الفني في الشعر والقصة والرواية".

نص تقرير لجنة تحكيم قصيدة النثر

وكانت لجنة تحكيم قصيدة البحر التى تكونت من د. محبك، والدكتور على نسر، أستاذ الأدب العربي بالجامعة اللبنانية، والدكتورة ثريا العسيلى، رئيس رابطة شعرء العروبة، قد تقدمت بتقرير فيما يلى نصه: "لم يخلُ عصر من عصور التاريخ الأدبي، من إشكاليّة الأدب، بشعره ونثره، وتحدّيات الحياة. وفي ظلّ هذه الطفرة التكنولوجية الّتي تكتسح الساحات الكونيّة، يقف الأدب، ومنه الشعر، أمام تحدٍّ جديد قد يكون الأكثر خطورة. لكنّه، وكما هي الحال في كلّ مرّة، يثبت أنّه حاجة إنسانيّة يلوذ بها من أتعبته الحياة بكلّ ما فيها من موت واستلاب وتشييء الإنسان وتحويله إلى مجرّد آلة مطواعة في أيادي محرّكيها.

وما يلفت النظر، من خلال المسابقة الشعريّة الّتي أعدّتها ديوان العرب، أنّ الشعر ما زال بخير، والشعراء ما زالت أقلامهم ترفرف أعلامًا من الإبداع، منغمسين في مشكلات أمّتهم وأوطانهم، معبّرين عن مواقفهم الوجدانية وما فيها من عواطف وحب وانتماءات.

واللافت أكثر، قدرة القصيدة العمودية، القديمة في نظر بعض المتلقين والنقاد، على إثبات نفسها مؤكّدة، عبر شعرائها، أنّ ما يغزو الساحة الأدبية اليوم من قصيدة تفعيلة ونثر، ليس سوى فرع من النبع الأساس. ولإثبات مواكبتها للمتغيرات ضمن قوالب عروضية خليلية، استطاعت قصائد عديدة، مشاركة في المسابقة، بموضوعات مختلفة وعصريّة، أن تؤكّد حداثتها وجدّتها كما حصل في العديد من العصور، خصوصًا العصر العباسي وما شهده من صراع حادّ بين النقاد والشعراء. ولم يكن بمقدور شعراء الأبيات، إلا أن يفرغوا القصيدة المقولبة من ذاكرتها، وأن يحمّلوا الكلمات المألوفة دلالاتٍ وحمولاتٍ جديدة ما ولّد صدمة لدى المتلقي المعتاد على نمطية معيّنة، وما جواب أبي تمام (لماذا لا تفهمون ما يقال) إلا خير دليل.
وبهذا، يمكن تأكيد جدارة القصيدة العمودية اليوم، من خلال تكريس نفسها الأصل والرقيب والأنا الأعلى للقصيدة التفعيلية مثلًا، التي، وعلى الرغم من تمرّد أصحابها، إلا أنّها لم تخرج على العمودي بقدر ما خرجت منه، مطيحة بالبيت والرويّ الأوحد، لصالح التفعيلة وتعدّد الرويّ. وبهذا تكون قصيدة التفعيلة، الـ (أنا) المتّزنة المعترفة برحم القصيدة العمودية وأهميّتها، مقابل قصيدة النثر التي بكلّ ما فيها من تحرر وتمرّد، لم تكن سوى محاولة لإثبات نفسها أمام العمودي من الشّعر.

وإذا ما عدنا إلى قصائد الشعراء المشاركين، لوجدنا أنّهم، في معظم قصائدهم العمودية، حريصون على ترجمة ما تفرضه الحياة من موضوعات، موظّفين عناصر الأدب من فكر وعاطفة وخيال وأسلوب، مؤكّدين طواعية البحر العروضي إذا عرف الشاعر كيف يطوّعه لصالح المرونة الشعريّة، وما عدد قصائد قصيدة البحر (271 قصيدة) الذي فاق عدد قصائد التفعيلة والنثر سوى دليل قاطع على أن للقصيدة العمودية حضورا طاغيا على الساحة الشعرية اليوم".

ومن المعروف أن شروط التحكيم فى مسابقات ديوان العرب تتضمن تسليم الأعمال للجان التحكيم مجهلة من الأسماء، ويقوم كل عضو فى لجنة التحكيم بمنح كل قصيدة درجة من 100 ويتم بعد ذلك حساب المجموع الكلى لدرجات أعضاء لجنة التحكيم، وفوز القصائد التى تحصل على أعلى مجموع تراكمى.

ولا يتم الإعلان عن أسماء أعضاء لجان التحكيم إلا بعد الانتهاء من تقييم القصائد.

ويحصل الفائز الأول على 1500 دولار والثانى على 1000 دولار والثالث على 500 دولار. كما يحصل كل فائز على درع تقدير من ديوان العرب.

زينب عطا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى