كنت احبه اكثر من روحي
تزوجنا كنا سعداء و لكن سعادتنا لاتكتمل زوجي مطاردحياة غير عادية؛ الحياة الزوجية حياة استقرار، ولكن كيف ! بها مع زوج مطارَد من قبل جيش لاحتلال الصهيوني وحياته مهددة بالموت، وتتوقع زوجته في كل لحظة أن يُؤتى به أشلاء متناثرة، وجيش الاحتلال لا ينفك عن ممارسة ضغوطاته عليها ليحصل على معلومات حول زوجها الذي تلتقي به سرًّا، وتحمل رسائله إلى قياديّيه وأعضاء تنظيمه وتُؤوي في منزلها عددًا من المطاردين، وتعتم أخبارهم، فلا أحد يدري ما تقوم به من دور بارز في حماية المجاهدين
كان لقاءنا يتم سرا كاننا عشاق اقابله بلهفه احبه بجنون
اخاف عليه لكن اسرائيل واعمالها الوحشيه بنا زرعت الخوف في بيتي كل يوم تفتيش وسين وجيم جاؤ في منتصفالليل طوق البيت
اكثر من خمسين شخص ودبابات وقبل ان افتح هربت زوجي من شباك صغير يطل على مسجد كانت ليله شديدهالبرورده وسكرت الشباك باحكام،مكث فترة غير قصيرة مختبئًابين الحائطين،بلبرد الشديد ووبعد يومين عاد إلى المنزل، وكنت قلقة جدًّا عليه، ولا أخفي أنه انتابني خوف شديد عليه مثل كل النساء التي ترغب أن تشعر بالأمان على مستقبل زوجها؛ لذلك طلبت منه أن يسلم نفسه بدل هده الحياه اننا نموت كل يوم لكن كلماتي وقعت عليه أقوى كان من الصاعقة، لااول مره يصفعني، على وجهي، كانني اراه لاول! مره قال لن اتوقع كلامك خجلت من نفسي قال انت بنت فلسطين بدءت اشك بك وودعني وخرج بسرعة، ومكثت ما يزيد عن سبعة أشهر دون أن أراه، يرسل إليّ مع أصدقائه الرسائل ليطمنني على أخباره,أيقنت أن حياة كل فلسطني في خطر، فلسطني,فأعددت نفسي لذلك ,لا يوجد أمامي سوى مساعدة زوجي للوصول إلى هدفه الذي نشأ من أجله وهو مقارعة جيش الصهاينة اوعدت انا لست مجرد زوجة بل مساعدة له وحافظة سره، و لديّ استعداد لأن أقدم نفسي في سبيل الحفاظ عليه هو وإخوانيّ المجاهدين ,
وعندما يشتد الحصار والمراقبة على المنزل من جيش الاحتلال كنت أغادره لاطمن زوجي ولن احد يخيفني,أضطر إلى الذهاب إليه، فكنت أتلقى منه رسالة صغيرة يخبرني فيها بموعد ذهابي إليه ؛ حيث كنت أنتقل في المشوار الواحد بين ما يزيد على أربع سيارات، خوفًا من أن أكون خاضعة لمراقبة المخابرات الإسرائيلية، تقريبًا دون أن يعلم بأمري أهلي الذين يعتقدون أني في منزلي أو أهل زوجي وأعود بنفس الطريقة، وأنا أحمل بعض الرسائل لقيادة الحركة
ادهب لزوجات اصدقاء زوجي واشد على اياديهم كلنا فدى فلسطين ,تحملنا إهانات
وضرب اطفالنا امامنا يتفننون في إيذائنا ؛ ليحصلو على أدنى مع! لومات عن زوجي واصدقائه, لكن زرعوا في نفوسنا التحدي والقوه وليس الخوف
ياهلا ومرحب فيك ياموت لناخد حريتنا
جاء زوجي لوداعنا الاخير وطلب مني الدعاء بتنفيد العمليه بدقه وقتل اكبر عدد من جيوش الصهاينه اللهم تقبلني عندك شهيدًا".
قلت ادهب حبيبي الى السماء الارض باتت للجبناء ربنا معك حضنني وقال هو الموت كم مره,قلت له لن اكون اقل منك شهامه
ولم أستطع في هذه الليلة أن أغمض عيني ومكثت طوال الليل أتقلب في الفراش كأني عصفور في مقلاة، آه للآلام التي ألمت بي عندما سمعت أن جسده قُطِّع أشلاء متناثرة، بل إن بعض أشلائه ما زالت متناثرة ولم تُدفن بعد".