الخميس ١١ شباط (فبراير) ٢٠١٦
بقلم محمد علّوش

كنت قد ناجيتها

ناجيتها مرةً فصارت تناجيني
أغنياتٍ لصبيحة العيد
فراشاتٍ للندى وخضرة الغمام
تناديني كلما اشتهت قبس الكلام ِ
كلما حفتها الذكريات
وكلما أسرتها الفراسة
فلماذا أناجي بوحها ؟
لماذا لا تناجيني ؟
هي سربٌ من الخيول المحجلة
تحلق عالياً بأجنحة النشوة
نجمةٌ في سماء الابتهاج
عصفورةٌ تحاكي الأغصان والنسائم
تحصد الماء من عيون السهول
محفوفة بأيدي الأرض
بخضرتها كعيون العشيقة
بزرقتها ككيمياء السماء بنكهة الفرح .
خذوا من سرة الأرض مناسك الرفض
واصعدوا في فضاء المدن
إلى ملكوت الحكمة في طقوس القرابين
واعبروا معي في أيقونة الحلم
في عذابات الكروم وفي صمت الأديرة
سألقاك هناك في فلوات الصلاة
في خزائن النهار
وعند سلال القطاف .
 
" هو أنت ثانيةً "
تحررت منك الخطايا
وانبثقت من دمك شقاوة النرجس
عدت مليكة المدن
متوجةً بالغار
متوجةً بالشاطئ المتسربل
يحرس البحر وشوق العيون .
تنثال ألحاني وتصخب بالعنفوان
تشرين يا وجعي
يا جراح أيامي الجسيمة
الفقر على أرصفة الجوع
وحيداً بين بقايا الخيام وصفائح الهلاك
والحرمان سكاكين العجز
تذبح أحلامي
تأخذني إلى ملكوت الغربة ومتاهات النسيان .
في الصمت وحدي
ظلالي مناجم الموت وقمصان الأشباح
وجنوني يتخذ الضوء والماء صديقين
صخب المعارك
هبوب الزوابع فوق ارتباكي
فوق المدى جراحا ندّيةً وبقايا قوافل .
صدقت الوعد حينما ناجيتها وكانت تناجيني
لم أعد غريباً كما كنت
في طيّ النسيان
بعيداً عن عيون مائها
عن حصادها الأثير في موسم البيدر
عدت فارسها وليل أحلامها
عدت صهيلها وبوح خيولها
عدت لها دمعة ً أو غيمة ً
عدت إلى عهدها والى نهرها المتدفق بالصفصاف .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى