كنعانُ وطنُ الحكايةِ
– 1-
جدّي كنعانُ..
صورةٌ معلّقةٌ على الجدارِ
كرغيفِ التّنّورِ وجهٌ مدوّرُ كالقمرِ
كالصّنوبرِ قامةٌ، كالسّنديانِ صلابةٌ
وكوفيّةُ الرّيحِ تلعبُ في "تلّ الذّهب"
وعباءةُ الشّمسِ تُسابقُ الحوريّاتُ
الكنعانيّاتُ..
وتقفزُ كغزالاتِ العشبِ إلى المراعي
و "عينُ الماءِ" والسّواقي تُسَرِّحُ شَعرَها
الطّويلَ في ساحاتِ بيّارات يافا
وجدّي كنعانُ..
يعرفُ حكايةَ البرتقالِ والخرزِ الملوّنِ
والبحرِ والأصدافِ والبيتِ الحجر
وينامُ البيدرُ على حكايا السّنابلِ
وصبيّةُ الجوزِ واللّوزِ والسّكّرِ
وطنُ الحكايةِ ..
– 2-
نزلنا عنِ الجبلِ، تدحْرجْنا،
صخرتُنا كانت..
أكبرَ مِن صخرةِ "سيزيف"
وضاعتْ صرختُنا في ثيابِ الهزيمة
جدّي كنعانُ..
نزلَ عن الجبلِ/ وجهٌ مجعّدٌ
قامتُهُ، كقوسِ الرّامي
غائرُ العينيْنِ واهنٌ..
وحكايةُ البرتقالِ والشّجر
والعشقِ والخرزِ الملوّنِ،
والبحرِ والبيدر
يا غربةَ المنافي..
يا صبيّةَ عشقي، وطني،
ضاعتْ..
حين صارتِ الحكايةُ-
حكايةَ وطن
وجدّي كنعانُ..
صورةٌ معلقةٌ على الجدارِ