لا
رَضِيتُ بِالهَمِّ..
كَيْفَ الهَمُّ لَا يَرْضَىٰ..
بَلْ كَانَ كَالجَدْبِ..
يَطْوِي تَحْتِيَ الأَرْضَا
كَمْ عِشْتُ..
"هَمِّي طَبِيبٌ".. لا يُعَالِجُنِي
فَالقَلْبُ مَشْفَىَ..
وَأيَّامي هُمُ المَرْضَىٰ
طَيْرًا..
بِأُنْبُوبَةِ الدُّنْيَا حُشِرْتُ
فَمَا أَرَىٰ
سِوَىٰ النُّور عَنْ بُعْدٍ.. وَلا مُفْضَىٰ
كَالمَسْرَحَيَّةِ..
آلامِي تُجَسِّدُنِي
و"مَرْيُنِتُّ" هُمُومِي.. تُخْرِجُ العَرْضَا
لَكِنَّنِي الأَرضُ..
مَا الطُّوفَانُ أَغْرَقَهَا..
إِلاَّ وَعَادَتْ -بِلا أحْزَانِهَا- رَوْضَا
إِنْ جَاءَنِي الغَصْبُ..
لَا أَرْضَاهُ عَنْ سَخَطٍ..
لِي قَلْبُ حُـرٍّ..
فَلا يَسْتَحْمِلُ الفَرْضَا
شِعْرِي هَوَاءٌ..
فَلا..
لا.. لَنْ تُحَاصِرَهُ
كَالمَاءِ يَنْسَابُ..
مَهْمَا تُحْكِمُ القَبْضَا
وَالـ "لا".. بِحَرْفَيْنِ..
تُعْلِي الأَرْضَ..
تُقْعِدُها..
تُزَلْزِلُ العَرْشَ..
تُحْيِي صَخْرَنَا نَبْضَا
تُجَرْجِرُ الشَّمْسَ مِنْ عَلْيَائِها أَمَةً
فَمَا تَزُورُ السَّمَا..
مِنْ دُونِ أَنْ نَرْضَىٰ
كَأَنَّ "لا"..
مُنْذُ "لا إِلَّاهُ"..
قِيضَ لَهَا
أَنْ تَحْمِلَ الحَقَّ فِي أَجْنَابِها حَوْضَا
((سُبْحَانَ مَنْ صَاغَ "لا"
فِي شَكْلِ مشنَقَةٍ..
تُخَلِّدُ الحُرَّ أَجْيالًا إِذَا أَفْضَىٰ ))
مَنْ ذَاقَ حُرِّيَّةَ الأرواحِ .. أَدْمَنَهَا..
لَوْ حُدَّ فِي قَصْرِ تِبْرٍ.. لَمْ يَذُقْ غَمْضَا
مَنْ لَمْ يَهَبْ..
– يَوْمَ أَلْقَتْ كُلُّ مُرْضِعَةٍ..
مَنْ أَرْضَعَتْهُ-
عَلَى لَاآتِهِ عَضَّا
لَوْ يُكسَرُ السَّيْفُ..
لِي نَايي وأُغْنِيَتي
بِألفِ ألفِ نِزَالٍ أعْلِنُ الرَّفْضَا
مِثْلَ النُّجُومِ -كَلامِي-
حِينَ تَحْسَبُهَا
– مِنْ شِدَّةِ السِّحْرِ فِي إِبْدَاعِها- فَوْضَىٰ
أُجِيدُ تِسْعَ لُغَاتِ الحُبِّ..
أُكْمِلُهَا عَشْرًا..
فَأَخْتَرِعُ الإِلْهَامَ والقَرْضَا
كَيْمَا أُحَلِّقَ فِي شِعْرِي كَنَوْرَسَةٍ
لا سَقْفَ فِي رَقْصِهَا.. طُولاً وَلا عَرْضَا
قَصِيدَتِي البِكرُ..
لَمْ تُكشَفْ عَلَى بَشَرٍ
فَالنِّيلُ يَجْرِي عَلَىٰ سِيقَانِها غَضَّا
تُقَطِّرُ البَيْتَ نَحْلاتِي..
– عَلَى أَلَمٍ-
لَكُمْ شِفَاءٌ بِهِ.. إِنْ بُحْتُهُ بَضَّا
كَمْ مِنْ قَصَائِدَ..
قَيْحٌ فِي مَخَالِبِها..
فَكَمْ تُرَىٰ -مِثْلَ شِعْرِي-
لَوْ تُلِي.. وَضَّا؟!