السبت ١٢ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم زكية علال

لبنان ... الطريق إلى إبادة العرب

  هل يكفيك أسبوع لتأديب حزب الله ؟
  لا ... أسبوع لا يكفي إلا للعبث بوجه لبنان الذي ظل متألقا رغم نكباته المتكررة .
  هل يكفيك - أيتها الحبيبة – أسبوعان من القصف المتواصل لتحقيق حلمك القديم ؟
  لا ... إنها مدة لا تكفي إلا لتدمير البنية التحتية ... ونحن نريدها إبادة شاملة .
  وهل تكون ثلاثة أسابيع كافية ؟
  إنها مدة لا تكفي إلا لزعزعة شعب ، ونحن نريد إبادة أمة ترفض الركوع لرغباتنا ، وتقف أمام حلمنا القديم في رسم خارطة جديدة في الشرق الأوسط .
  إذا كان الأمر يتعلق بشرق أوسط جديد فلك هذا الزمن المفتوح لقتل الأطفال والنساء وإبادة الحجر والشجر .

إنه غزل صريح بين أمريكا وإسرائيل ... غزل يمارس على فراش الأمم المتحدة ، وتحت غطاء المجتمع الدولي وأمام مرآة السلطة العربية الحاكمة ... غزل مباح يبث مباشرة ويوميا – على الفضائيات العربية ولا نملك إن نسمعه ونشاهده ، ولنا أن نحترق ألما أو نموت غما وكمدا .

أمريكا تغازل إسرائيل ونحن هاهنا ... نجلس إلى خيبتنا طويلا ، نحصي أيام النكبة : يوم ... يومان ... ثلاثة ... أسبوع ... أسبوعان ... ومع تناسل الأيام والأسابيع نحصي عدد الضحايا من النساء والأطفال ، ونضع أيدينا على فوهة الجرح ونحن نشاهد منازل آمنة تهوي على كل الأسرة وتدكها دكا ، ونقف على التقتيل الجماعي وصور الدمار التي باتت مادة إعلامية دسمة لكل نشرات الأخبار .
أمريكا تبوح بغزلها لإسرئيل ونحن مازلنا كالبلهاء أو كالسذج نمد بعين الرجاء إلى الأمم المتحدة نطلب منها وقف إطلاق النار ، ونتوجه بتوسلنا إلى المجتمع الدولي عله يعيننا على هذا الخراب الذي حل بنا ، ونسينا أنه لا نصرة للضعيف ... بل لا حق له في الحياة لأننا في عصر القوة التي جعلت من القتل فلسفة تتبناها وعقيدة تتمسك بها .

أمريكا وإسرائيل تمارسان الغزل الصريح على أشلاء الضحايا في بيروت وقانا ومدن الجنوب ... تتعانقان بحميمية وتتطلعان إلى ما بعد لبنان ، قد تكون سوريا ومصر و... حتى تكتمل الخارطة الجديدة ويركع العرب أمام إسرائيل طالبين منها فقط الحق في الحياة ولو بقطعة خبز عفن .

أي ذل هذا الذي نعيشه ، وأي هوان هذا الذي يلبسنا ويندس بين جلدنا وعظمنا ليتغذى من دمنا البارد ... هم يموتون هناك في لبنان مرة واحدة ويسمون شهداء ، ونحن هاهنا نموت ألف مرة ونسمى جبناء ، وقد قلت لصديقتي الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق عندما علمت أنها رفضت الخروج من لبنان في زمن النار واعتبرته خيانة للأرض والشعب الذي بسط لها قلبه يوما : ً إن الرصاص لا يقتلنا ولم يقتلنا يوما ولكن وحده الذل الذي يمنحنا الفناء ً
إن الخراب الذي أوقعته إسرائيل بلبنان تحت المظلة الأمريكية ليس هو النهاية ولا البداية ، بل هو حلقة من مسلسل طويل لزعزعة الأمن العربي وضرب المسلمين في عقر دارهم حتى يظل همهم الدفاع وليس الهجوم ، والمدافع يستنفذ – دائما – كل قوته ليحافظ على ما لديه ولا تكون خسارته كبيرة ، بينما المهاجم يحاول أن يحقق مزيدا من المكتسبات دون أن يخسر شيئا ، وهذا هو حالنا مع أمريكا التي جعلتنا في حالة دفاع حتى لا نفكر في الهجوم .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى