الجمعة ٢٤ آذار (مارس) ٢٠٠٦

لماذا تجب مراقبة جراحات التجميل؟

تقرير: تييس فيرستربيك

إذاعة هولندا العالمية

ترجمة: حسام عبد العزيز

غالبًا ما تنتج رغبة الإنسان في تغيير شكله تغييرًا كبيرا عن إصابته باضطراب نفسي؛ حيث يقول الطبيب النفسي الهولندي "يوست أكامبو": إن المشكلة الحقيقية تختبئ داخل المرء".

لا تساعد جراحات التجميل المريض في مثل هذه الحالات، بل إن النتيجة تأتي على العكس تمامًا؛ حيث يرى د. "أكامبو" أن الجراحات التجميلية لابد أن تراقب عن كثب؛ ففي رأيه أن المرضى يحتاجون لأن تتم حمايتهم من أنفسهم.

ركز بحث د. "أكامبو" بجامعة "ماستريخت" على العلاقة بين تغير الشكل والاضطرابات النفسية، وكانت خلاصة البحث صريحة ومباشرة:
"يشعر 90% من المصابين بالذُهان أو الفصام، برغبة قوية في إجراء تغيير كبير على أشكالهم، عندما يكون المرض في مرحلته الحادة؛ فهذه الحاجة إلى التغيير تعد عرضًا من أعراض مرض الذهان".

لا يقصد د. "أكامبو" ـ في حديثه عن العمليات البسيطة نسبيًّا كإزالة الهالات السوداء تحت العين، أو شد الوجه؛ لكنه يقول: إن دق ناقوس الخطر يجب أن يعلو صوته حينما يطلب مريض إجراء عملية مركبة ستؤدي إلى تغيير شكله كليةً.

انتحار

أظهر بحث اسكندينافي ـ أجري على النساء اللواتي قمن بتكبير أثدائهن ـ أن الكثير من هؤلاء النسوة تعرضن لمشكلات نفسية؛ لأن عمليات تكبير الثدي لم تكن حلا مرضيًا لهن، بل كانت حلا زائفا وغير حقيقي.

ويرى د. "أكامبو" أن المشاريع التجارية كعيادات جراحات التجميل تتجاهل السبب الذي يطلب المريض العملية لأجله، أو حتى عدة
عمليات مركبة في وقت واحد. يقول د. "أكامبو":
"يشعر الأطباء أن المريض أكثر من يعرف الجيد والملائم له".

لكن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا دائمًا؛ فالشكل غالبًا ما يكون هو المتسبب في كل المشاكل الذي يعانيها المرء، ويُعتقد أن جراحة التجميل تزيل هذه المشاكل أيضًا؛ لكن في حال استمرار المتاعب بعد العملية ـ أي عدم قبول المريض اجتماعيًّا ـ فإن الإحباط الناتج قد يكون مدمرًا، وقد ينتهي المطاف بالمريض بأسوأ مما كان عليه قبل الجراحة.

برامج التجميل

يتفق الخبراء على أن البرامج التليفزيونية ذات الشعبية الكبرى ـ التي تزعم أنها تستطيع تحويل البط الدميم إلى بجع فاتن ـ لا تزيد الأمور إلا سوءًا؛ فهذه البرامج تكوِّن، أو تؤكد، الفكرة الخاطئة بأن كل المشاكل يمكن حلها ببساطة من خلال عملية.

ويصل الأمر إلى حد تحفظ العاملين في مجال جراحة التجميل التجاري على هذه البرامج التجميلية؛ فيقول د."أرثر لودلاخ" مدير هيئة الاستشارات الطبية بهولندا: "يذهب الناس بخيالهم بعيدًا؛ فهم يتصورون كل شيء ممكنا".

لا تؤدي كل الشكاوى في عيادة د. "أرثر" إلى إجراء جراحة؛ فأحيانًا ما يرفض إجراء عملية ما؛ لأن العميل يتوقع نتائج غير واقعية، بل ويطرده أيضاً إذا شك في الدوافع وراء طلبه.

لأسباب خاطئة
يتفق د. "أرثر" على أن العمليات تجرى، في بعض الأحيان؛ لأسباب خاطئة:

"بالطبع يتمكن بعض المختلين عقليًّا من إجراء جراحات تجميلية إذا توفر لديهم الإصرار الكافي"، وتظل المشكلة الحقيقية في هذه الحالات دون حل، وبالرغم من ذلك يرى د. "أرثر" ضرورة سن تشريع في هذا الشأن:

"لدينا ـ بالفعل ـ تفتيش على الصحة العامة، ولدينا ما هو أكثر، وهو أن السبب الحقيقي وراء رغبة الشخص في العملية يكون جليًّا لنا، خلال الشكوى؛ فنحن نتحدث إلى مرضانا قرابة الساعة".

ويشعر د. "أرثر" ـ أيضًا ـ بأن حالات المرضى ـ الذين يتعرضون لمشكلات نفسية عميقة عقب العملية ـ لم تعد بالكثرة التي
د."أرثر لودلاخ"
شهدتها هولندا في السابق، وليس السبب في هذا هو قلة انتشار جراحات التجميل في هولندا عن الولايات المتحدة.

تغيير
ويختلف د. "أكامبو" مع هذا الرأي؛ حيث يقول: "إن شيئا ما يجب أن يحدث؛ فالحكومة والتفتيش الصحي لابد أن يمضيا؛ انطلاقًا مما لدينا من معلومات"؛ ففي أي عالم مثالي تضم جراحات التجميل مرضى عقليين، ويمكن للاختبار النفسي هنا أن يساعد في تحديد من يكون عدم إجراء الجراحة مفضلا لديهم.

ولا يشعر الباحث بالتفاؤل؛ فهو لا يتوقع اتباع عيادات جراحات التجميل لتوصياته؛ حيث يقول:
"أنا خائف، وما علينا سوى الانتظار حتى يتحرك أول مريض نفسي، ويقاضي هذه العيادات، وهذا هو أملنا الوحيد لرؤية تغير حقيقي".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى