لماذا ارْتـَحَلـْنا
عن البحر ِ .. والنهر ِ .. والبُرْتـُقالْ ؟؟
لماذا غدَوْنا رمادَ المقادير ِ
في مِنـْفـَضاتِ المُحالْ ..؟؟
تـَركـْنا النـّجومَ وراءَ الظهور ِ
وسِرْنا إلى اللـّيْل في اللـّيْل ِ
صَوْبَ اسودادِ المَآلْ ...
* * *
لماذا .. لماذا ارتـَحَلنا .. ؟؟
لقد كانَ مَهدي وثيرا ...
وَجَوّي عبيرا ...
وَمائي زُلالْ ...
قَـَفـَزْتُ على عـَسْجـَدِ الأرض ِ
قـَفـْزَ الغَزالْ ...
رَضِعتُ الهوى في بلادي
عَشِقـْتُ الوصالْ ...
وغنـّيْتُ شِعري بُحوراً ... بحوراً ...
حَلـَمْتُ بليلى ...
حَلـَمْتُ بفـَوْز ٍ ...
وَعَفـْراءُ
كم عشّشَتْ في الخيالْ ...
* * *
لماذا ارتـَحَلنا ...؟؟
أضُمُّ إلى الصّدر ِ
دُنيا ضَياعي
وتـَقـْبـِضُ كفـّي خُواءَ الرِّمالْ ...
وأَصحو ... وأَكبو ...
وأَكبو ... وأَصحو ...
بَدَأنا مَعَ العيس ِ مِشوارَنا
ونـُنهيهِ خلفَ حُدود ِ الزَّوالْ
إذا طارَ عُصفورُ روحي
وَوَلـّى ...
يَظـَلُّ الصَّدى ...
واشْتِعالُ السُّؤالْ ...
* * *
لماذا ارتـَحـَلـْنا ...
عَن ِ البَحْر ِ ...والنـَّهر ِ ... والبُرْتـُقالْ ...
لِـماذا غـَدَوْنا
عظاماً .. رميماً ...
فأيْنَ المَواسمُ ... ؟؟
أينَ الغِلالْ ...؟؟
نـُيوبُ الضـَّواري تـُمَزّقُ لحمي ...
وأظفارُها ناشِباتٌ
رِماحاً طِوالْ ...
فأمري بأيدي الغـُزاة ِ سَبـِيٌّ
وإنّي ...
أُساقُ إلى الذبـْح ِ
سَوْقَ السـَّخالْ ...
* * *
لماذا ارْتـَحَلـْنا
عَن ِ البَحْر ِ ... والنـَّهـْر ِ ... والبُرتـُقالْ ...؟؟
لماذا تـَرَكـْنا الهَوى ...
والصـِّبا .. والجَمالْ ؟؟
لماذا تـَرَكـْنا السُّهولَ
تـَرَكـْنا التـِّلالْ ...؟؟
فَهذا جَليلي لـَظـًى لا يَزالْ ..
يُقـَبـِّلُ مثوى مَسيحي ...
ومًسْرى الرَّسول ِ
وأقصى الهـِلالْ ...
* * *
مِنَ البيد ِ جِئـْتُ
وإنـّي سَأرجـِعُ يوماً
لأرْعى الشـِّياهَ
وأرْعى الجـِمالْ ...
هُناكَ التـَّردّي ...
وَمَوْتُ التـَّحَدّي ...
وَبَوْسُ الأيادي ...
وَلـَثـْمُ النـِّعالْ ..