الأحد ١٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

لملمْ جراحك وامض ِ

-1-

 
دعيني أقبّل وجهك في الأغنيات ْ.
دعيني أعانق عينيك قبل ولادة حزني,
وقبل بزوغ انهياري,
لأني تعلّمت بعض الثباتْ.
سأمضي إلى الصمت منتشياً بالحياة ْ.
وأكتب شعراً رقيقاً,
يشابه فجراً,
يفجُّ غــــد الظلماتْ.
وأغرق في بحر ضعفي,
وأقضم كـفَّ يدي,
أستمدُّ وجودي من الكلماتْ.
(فكيف أقول أحبّك)
والخوف قد سرق الخفقاتْ.
 

-2-

 
ومازلت أبحث في أضلعي عن ضياء ٍ,
يشعُّ على العالم الحجريِّ ببعض فتاتْ.
وما زلت أبحث عن مفرداتْ.
(تغطّي مساحة حبّي)
وشكل حنيني,
أتوق إليك وكلّي جراح,
وما زلت أبحث في لغتي عن لغاتْ.
تناسب حلمي,
تناسب شوقي,توازي هيامي,
وقعت بعجز ٍ ,
سلبت من الأمنيات ْ .
تصيح بوجهي الرياح , وتبكي,
وتندب حظّاً ,
تقول: أفقْ يا زعيم الشتاتْ.
ولملمْ جراحك وامض ِ,
سيأتي صياح الديوك
وأنت تلوك
عصارة ماض ٍ,مرارة آتْ.
فقبّلْ سراب الخطايا,
ومزّقْ جموداً وحطّمْ رتابة هذا,
وبعثرْ حماقة قلب ٍ,
وكسّرْ غشاوة ما فات من طعناتْ.
 

-3-

 
مباح ٌ لك القتل أكثر من مرّة ٍ,
فاقتلي, وافتحي الحلم,
حتى أراك ملاكاً يتيه
برقص ٍ بديع ٍ,
يموج بحسن ٍ فريد ٍ,
يغسّل أثداءه في ضياء المساءْ.
ويرسم لوحات ماءْ.
يسرّح شعر الليالي بأوراق ذاك الخريف,
ويشعل قنديله في سواد الشتاءْ.
يميل مع الورد ظلاً,
ويعبر حجم السماءْ.
ويسجن صيفاً مليئاً بغيب ٍ,
ويركنه في زجاجة عطر ٍ,
ويرمي به في سدى الانتهاءْ.
يحاور أضغاث حلمي,
ببرد ٍعنيف ٍ
وبعض نقاءْ.
مباح ٌ لك الشوق أكثر من ذي ضياع ٍ,
لأني أرى فيك ذاتْ.
 

-4-

 
خذيني لكي أستطيع البقاء بشعري,
على وتري,
فوق عودي,
أنوح بليل طويل ٍ لواعج صدري,
وأرسم طيراً يغنّي نشيد الحياةْ.
وأحضر فوق شرودي قطيع السنونو,
سيرحل عن أرض آهي,
ويسكن أرض النجاة ْ.
تركت مفاتيح قلبي لكي تدخلي,
إنني ألف ظلٍّ بأرض فلاة ْ.
سجنت دموعي,
وأطلقت ألف سلام ٍ,
وقلت سأسمع كل هديل الحمام,
فهل وصل الصوت قبل الطغاة ْ.
وهل وقف البشريّ على ربوة الصابرين,
وأنشد شعراً قديماً على بلد الرافدين,
وأسدل شعرك نحو البداية,
أيقنت أني أحبك جدّاً,
وأدمن حبي بهذا الصراع,
وهذا الحنين,
أنا والجياع,
أنا والأنين,
وأيقنت أني تعبت كثيراً,
تعالي, تعالي فأني أقاسم دمعي وشمعي,
وسيجارة ً لا تموت
أعانق حزن السطور تعالي,
تعالي خذيني أصارع موج البحار بزندي,
وأنت الحياة ْ.
بفلسفة الواقع المرّ أهوى,
وأخشى,
وفي لغة العصر أبقى ركيناً- بعيداً- ظليلاً
وتؤنسني قلّة النور,
لكنْ شموعي تثور,
جداري يثور,
مدادي يثور,
هناك امتزاج غريب ٌ يعانقني في الشعور,
هناك اختلاف ٌ عميق ٌ بعمقي,
أرى الروح أسمى من الجسد المتمايل في الرغباتْ.
أريد معانقة المستحيل ْ.
أريد بكائي الطويلْ.
أريدك يا أنت ,
يا وطن الأغنياتْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى