السبت ٨ آذار (مارس) ٢٠٠٨
الأسير الفلسطيني حسن سلامة من سجنه:

لو يستطيعون منع وصول الهواء إلى رئتي سيفعلون

بهذه الكلمات بدأ الأسير المعزول حسن سلامة والمحكوم 47 مؤبد رسالته التي سربها من داخل زنزانته الانفرادية والتي يمكث فيها منذ خمسة أعوام معزولا عن كل ما يتعلق بالعالم الخارجي حيث يضيف قائلا:

إنني كما أنا لم يتغير علي شيء منذ خمس سنوات وهي فترة مكوثي في هذا العزل الرهيب للمرة الثانية أحيا حياة كل ما أستطيع أن أقول عنها أنها لا تناسب حياة البشر محكومة بقوانين وقواعد ونظم فرضها المحتل بكرهه وعدوانه وعنصريته وحقده.

فأنتم تعانون وأنا أعاني كما تعانون والفرق بيننا أشياء شكلية لكن الجوهر نفس الجوهر والمعاناة نفس المعاناة وأكيد أنكم بما تشعرون به من ظلم وقهر وحرمان من هذا المحتل تعرفون جيدا معاناتي, فالأوضاع عندي تزداد سوءا وأبدا لا تتحسن لأنها إن تحسنت يكون هناك خلل.
فهم لو يستطيعون منع وصول الهواء إلى رئتي سيفعلون ذلك وقد يفعلون عندما يبتكرون طريقة جديدة وسيبتكرون لأن هؤلاء المجرمين هم من يزود الشيطان بأفعاله وخططه.

أعيش في شبه قطيعة عن كل شيء عنكم وعن أخباركم وأعيش معظم حياتي محصور في زنزانة محصورة صغيرة معتمة باردة أتواجد بها ثلاثة وعشرون ساعة يوميا ولا أخرج إلا ساعة واحدة فيما تسمى بالفورة أكون خلالها مقيد اليدين والقدمين.
يجاور زنزانتي زنازين أخرى يسكنها سجناء آخرين أمنين ومدنين وجنائيين جميعهم يأتي لفترة بسيطة ويذهب ويأتي غيرهم وأنا كما أنا لا أتحرك وحتى في ظل هذه الأوضاع أمنع منعا باتا أن أتواصل مع أي أحد من حولي .. أعيش في نقص كامل من كل شيء لا كتب ولا جرائد ولا دراسة حتى الملابس ممنوع إدخالها لأني ممنوع أصلا من الزيارة منذ ما يزيد عن سبع سنوات وفي كل يوم كم يزداد شوقي لرؤية والدتي وحجتي الصابرة المحتسبة قبل أن تفارقها المنية لا سمح الله وليتهم يكتفون بذلك بل إنهم في كل يوم يخترعون لنا قوانين جديدة تزيد من عذاباتنا وآلامنا وقهرنا لتحطيم نفسياتنا وتدمير معنوياتنا فالكلبشات أصبحت جزأ أساسي من حياتي ولا يمكن أبدا التحرك بدونها أعيش ولا أعرف ماذا سيحدث معي في كل لحظة.

صدقوني لو كتبت وكتبت مجلدات لن أستطيع وصف هذا الوضع السيئ أو شرحه. كما هو وأعتقد أن الصورة قد وصلتكم فهذا هو الوضع الذي أعيش فيه ولكن بالنسبة لي أنا كحسن وكمعنويات وكإرادة هذا أمر مختلف فأنا لا أملك أمام كل هذه الأوضاع سوى إرادتي التي يخططون لكسرها أو هزها وتحطيمها وهذا هو المهم جدا عندهم.

ولكني أطمئنكم من هذا الجانب فأنا والحمد لله رغم كل شيء ولو أضعاف هذا السوء لن يستطيعوا هز ولو شعرة واحدة من رأسي فمعنوياتي مثل الحديد وإرادتي صلبة مثل الفولاذ
وصدقوني إن قلت لكم إنني أواجه كل هذه الأوضاع بنوع من السخرية والضحك الممزوج بالتحدي أحاول أن أعيش في جنتي الخاصة التي أبنيها بداخلي حتى أخرج من هذه الدائرة التي حوصرت بها أضحك وألعب رياضة وأصلي وأصوم وأقرأ ما هو متوفر لي وأواظب على طاعة ربي فعلاقتي معه جيدة وأملي به كبير فهو رجائي أخلو به وأصلي له في كل وقت وأدعوه فهو الذي يخفف عني ويزودني بالصبر والثبات.

وأتابع ما أمكن من الأخبار والبرامج وأسمع الراديو وأتابع من خلاله ما يحدث في هذا العالم الواسع والغريب بأحداثه وتطوراتها وأتابع ما حدث ويحدث عندكم يوما بعد يوم ويؤلمني أنني بعيد عن كل تلك المجريات وكأنني في كوكب آخر.

ولكنني كنت وما زلت وسأبقى على أمل كبير بأن ينكسر قيدي عما قريب
وبأن أعود إلى أهلي وإخواني وأحبتي
فكم تشتاق نفسي لرؤياكم

أسأل الله العظيم أن يثبتني ويثبتكم
وأن يعجل باللقاء إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أخيكم الفقير إلى رحمة ربه

الأسير حسن عبد الرحمن سلامة
سجن السبع . قسم العزل إيشل
تحياتي لكم ووصيتي مزيدا من الثبات والصمود وإنا لمنتصرون

18-2-008


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى