مانكير بادكير
أسند رأسه المحمل بهموم أكثر من ستين سنة من العذاب إلى حائط المبنى. أرخى جسده المنهك و جلس على العتبة. مد ساقه الخشبية أمامه ليريحها..........و كأن خشبها قد أنهكه حمل ذاك الجسد طوال السنين.
طفقت أمامه مسرعة لتلحق بموعد المانكير و الباديكير الذي تأخرت عنه. لم تر منه إلا ساقا خشبية أعاقت دخولها إلى المبنى. تأففت و دلفت مسرعة لتنجو من لهيب الشمس الحارقة.رمت جسدها الجميل على الكرسي الجلدي الوثير بينما تراكضت فتيات الخدمة في المحل لتلبية طلبات الست.
أغرقت قدميها في حوض الماء الفاتر و تركت العاملة تدغدغ قدميها برغوة الصابون المنعشة. رمت برأسها إلى الوراء لتريحه من هموم مواعيد الولائم و العزائم و السهرات.
دقائق مرت و انتهى المساج اللذيذ......و بدأت الفتاة بطلي أظافر قدمي السيدة باللون الأحمر. رفعت رأسها لتتفحص العملية.............لم تر قدميها. رأت خشبتين طويلتين ينز منهما دم قانٍ. خضت رأسها و فركت عينيها...........فازداد الدم غزارة.......و زاد ثقل الخشب في ساقيها.
قامت من كرسيها راكضة باتجاه الشارع.........بين صيحات فتيات المحل و الأصوات التي تعلو في رأسها. ركضت حافية......و هي تولول....... فتحت باب المحل و نزلت تبحث عنه..........لم تجده........نادته.....
لم تجد إلا آثار أقدامها المبلولة على أرض شققها الجفاف.
مشاركة منتدى
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004, 15:37, بقلم احمد محجوب
هلا هلا
جميل دلع
محبتى
تلك التى لا املك غيرها
احمد
7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004, 11:13
العزيز أحمد.
اشكرك على ترحيبك و تشجيعك.
كن بالقرب دائما.
دلع