الخميس ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨
بقلم أحمد الخالدي

متى يعي المعلم خطورة الرسالة التي يؤديها؟

حقيقةً لا ينكرها أحد أن الفساد يُعد من أخطر الآفات التي تضرب المجتمع وما ينتج منها من مشاكل جمة تقع على تماس مع واقع المواطن وفي مقدمتها المؤسسات التربوية التي تعنى بالتدريس وعلى مختلف المستويات العلمية ومنها المراحل الأولى الركيزة الأساس فمن المعروف و المفروغ منه أن المدارس و الكادر التدريسي فيها يكونوا على قدر كبير من تحمل المسؤولية و معرفتها بالشكل الصحيح ومن أهل الدربة و الدراية في كيفية التعامل مع الجيل الجديد و الاطلاع الكامل على طرق التدريس الحديثة و الإلمام بمناهجها المتطورة و أساليبها المتقدمة فتتكون لديه قاعدة علمية رصينة تقوم على أسس صحيحة تواكب مجريات الحداثة و الازدهار الذي تشهده طرائق التدريس في المستوى العالمي و العربي على حدٍ سواء عندها يكون المعلم أو المدرس أهلاً لتربية الأجيال و الارتقاء بها من المراحل الأولية إلى مراحل متقدمة أكثر نضجاً و تحضراً و تطوراً في الفكر و العقلية الواعية ولكن مما يؤسف له القصص و الغرائب المرة التي يعاني منها طلبتنا في مرحلة الدراسة الابتدائية و ما يأتي بعدها من مراحل أخرى وهم يتعرضون لأبشع أساليب تدريسية عقيمة و مستويات متدنية في طريقة الإلقاء و التدريس التي يتبعها الكوادر التدريسية في تلك المرحلة فمن السب و الشتم و التطاول بالألفاظ و الكلمات البذيئة على العرض و الشرف بالإضافة إلى الثورة الكبرى التي جاءت بها أجهزة النقال المتطورة في تقنيتها و جودتها العالية فكانت تلك الثورة وبالاً على الطلبة و التلاميذ في ضياع الوقت و عدم المبالاة التي يحملها الكادر التدريسي أثناء إعطاء الحصة التدريسية والتي من المفروض أن هذه من بديهيات ومن الواجب الشرعي و الأخلاقي والقانوني بل أننا نجد أن المعلم يندمج مع الألعاب الالكترونية و يترك عبء التدريس على كاهل عوائل الطلبة، أما إذا كانت لديه خدمة مجانية فإن الاتصالات مع زملائه الآخرين فحدث بلا حرج فقد تصل المكالمة إلى ما يعادل نصف وقت الحصة فكم يا ترى هي عدد المكالمات الصادرة و الواردة من و إلى معلم الدرس؟ و في النهاية يلقي على عاتق العوائل مهمة تدريس أولادهم فهل يعرف هذا المعلم أن معدلات الجهل و التخلف وصلت إلى معدلات مرتفعة فما هو ذنب التلميذ الذي يجهل والديه أصلاً القراءة و الكتابة فيكون حينها المعلم سبباً رئيسياً لهروب أولادنا من المدرسة فترتفع بذلك نسب الجهل و التخلف والأمية بين صفوف الشعب فمتى يعي المعلم و المدرس خطورة الرسالة التي يحملها و يسعى جاهداً تأديتها على أكمل وجه؟

و حقيقة فقد عبر المعلم الأستاذ الصرخي الحسني عن مضمون تلك الرسالة المهنية الاجتماعية التي تملك زمام المجتمع برمته حينما أعطى الصورة الحقيقية للمعلم كيف لا و سماحته يحث الكوادر التدريسية بكلماته نبيلة على ضرورة فهم أهمية الرسالة التي يؤدونها بغية الحفاظ على مسيرة العلم الصادقة لخدمة المجتمع و تهذيبه و توجيهه بالشكل الصحيح و هدايته لينال درجات الكمال العلمي و الأخلاقي فيكون المعلم بحق نبي زمانه فقال المعلم الصرخي في بيانه رقم (53) بتاريخ 17 / 2 / 2008: ((أقف بإجلال وإكرام لكل معلم ومدرس يعمل بجد وإخلاص ويؤدي رسالته الإلهية الأخلاقية الإنسانية على أكمل وجه، ومادامت الرسالة أخلاقية إنسانية إلهية فهي لا تقدر بثمن ولا تقابل بأجر، بل الإخلاص والأداء الصحيح التام يجعلكم بمنزلة الأنبياء وأفضل من أنبياء بني إسرائيل (عليهم السلام ))


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى