الأربعاء ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
المعلم الأستاذ يُؤكد على
بقلم أحمد الخالدي

أهمية إنقاذ النازحين و الوقوف إلى جانبهم

إنه لمن المؤسف جداً أن نرى الضمائر التي تصدت لقيادة المجتمع و كراعي للأمة قد فقدتْ كل قيم النبل و الإنسانية فبدل من أن تعمل وفق ما يُملي عليها الشرع و العقل و الأخلاق راحوا يشهرون سكاكين الطائفية و العنصرية الدموية على رعيتهم، ففي خبرٍ تداولته وسائل الإعلام و الذي كشف عن حجم المعاناة المتفاقمة التي يتعرض له أهلنا النازحين وعلى يد مَنْ ؟ مَنْ يدعي زوراً و كذباً و بهتاناً أنهم جاءوا لإنقاذهم، و الوقوف إلى جانبهم، و مد يد العون لهم، لكن ما إنْ جلسوا على كراسيهم الخاوية الفاسدة فقد تبخرت وعودهم، و انكشف سرابها، و سقطت أقنعتهم المزيفة التي يتخفون وراءها، فأوجدوا بفسادهم تراكمات من الهموم القاسية، و الويلات المريرة التي يتجرع من كأسها سمها النازحون المضطهدون يومياً، فبين معاناة الفقر، و شِحة المورد المالي لديهم، و قطع المعونات و المساعدات المالية إلى غياب الرعاية الصحية، و انعدام الخدمات الطبية في مخيماتهم التي لا تُسمن، و لا تغني من جوع، معاناة و معاناة يرزح تحت وطأتها العوائل النازحة، فرغم مرور أكثر من خمسة سنوات على انكسار شوكة غربان الشر داعش و مرتزقته، فلا زال مستقبل تلك الشريحة المظلومة حقاً مجهول، و تعاني الحرمان و عنصرية الطائفية المقيتة، و تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حقيقةً أن مجتمع النازحين مجتمعاً يعتصر له القلب ألماً، و لوعة، فقد تقطعت به السُبُل، فلم يجد مَنْ يقدم له مقدمات الخلاص من الحزن و الحسرات على تلك الديار المدمرة التي كانت يوماً من الأيام تضج بأهلها الطيبين، فالمصيبة اليوم التي نشرتها وسائل الإعلام أن المسؤولين على بعض المخيمات قد وجهوا إنذاراً بترحيل الكثير من النسوة النازحات و عودتهن إلى بيوتهن المدمرة رغم علمهم المُسبق بأن ديارهم و مدنهم قد طالها الخراب، و الدمار، وهي على هذا الحال لا زالت، و رغم ذلك فقد أصروا على عودتهن إلى بيوتهن مع أطفالهن، فهل يُوجد ظلم و حيف، و اضطهاد، و قسوة أشد من ذلك ؟ فاسدون، و سُراق، و عملاء لشياطين الاستكبار العالمي يتنعمون بخيرات بلادي بينما النازحون لا مأوى لهم، كروش مُلئت بالسحت و الحرام بينما النازحون جياع، و بطونهم قد التصقت بظهورهم، فأي ضمير يرضى بتلك المعادلة الغير منصفة؟ و أي عاقل يقبل بأن تجوع الرعية كي يشبع الراعي؟ فالكل أدار ظهره للنازحين، الكل يلهث وراء الدولار، و الدرهم حتى إن كان من موارد الحرام بينما النازحون لا يجدون ما يسودون به رمقهم، و يكون لهم عوناً على تخفيف من وطأة الفقر، و شدة العوز الذي يقبعون في دوامته الكبيرة، وهذا من ليس بالغريب عليهم في ظل قيادات هي ذئاب المتوحشة في أجساد الآدميين التي لا همَّ لها سوى سلب حقوق الفقراء، و نهب حقوقهم، و بأي شكل من الأشكال، بينما راعي الأمة ما زال في سباته الطويل، و خارج نطاق التغطية، فأيُّ مصيبة تلك ابتليت بها الأمة ؟! فمن هذا الباب فقد انبرى المعلم الأستاذ الصرخي الحسني للدفاع عن أهلنا النازحين من خلال حثه أصحاب الشأن و الأمم المتحدة و منظماتها الإنسانية داعياً إياها إلى مد يد العون لهم، وقد أكد على ذلك في المحاضرة (28) ضمن محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي بقوله: (و ملايين الناس في الصحاري في البراري، و لا يوجد مَنْ يهتم لهؤلاء المساكين؟! و لهؤلاء الأبرياء؟! الكل يبحث عن قدره ! لا يوجد مَنْ فيه الحد الأدنى من الإنسانية، الحد الأدنى).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى