مثل ضفتي نهر
– ....
– احكي هذا الكلام لغيري.
– إنها لا تصدّقه ولن تصدقه. ليس مهما.
– ماذا لو اخبرتك أنني أشعت الكثير من الحكايات لاخفيك أنت فقط؟
– لست حكاية من حكاياتك.
– أنت حكايتي أنا، وللك لا أحد غيري يمكنه فهم كيف.
– مدح أم ذم؟
– ما رأيك؟
– ....
– الأجواء فيها تشابه، لكن أجوائي أنا اكثر صدقا واصالة، لهذا السبب احسست بك من كلماتك الأولى.
– ماذا تقصد بأكثر صدقا وأصالة؟ هل أجوائي مزيّفة؟
– أجواؤك كانت مؤدلجة، النوع المخصي من الايديولوجيا، ثم تلبررت، فخانت في السياسة. اجوائي أنا عادت للأصل، مثقلة بالخيبات، لكنها صادقة.
– ماذا عنك أنت؟
– تخلّيت عن كل شيء وعدت للجذور والأصل، الدين. لكنك كنت ازمتي المستفحلة.
– ولماذا لا تظل معتدلا في المنتصف، دون تطرف أو تخلّف؟
– التطبيق عند التيسّر جزء من الاعتقاد، وعند التمايز إما باطل أو حق. كفر أو ايمان. لا شيء اسمه تخلّف أو تطرف.
– وما الذي تريده منّي؟
– لا شيء.
– ولماذا تحدّثني؟
– غير مهم.
– ما من سبب للحديث، وداعا.
– معك حق، مع السلامة.
اغلقت الماسنجر وأغلق هو الحاسوب كله مباشرة. سنوات وسنوات من الانشغال والمتابعة والتفكير، من كلمات هنا وأخرى هناك وأشياء مشابهة، إلى أن تمكّن من أخذ صورة وافية..
لم ينو لها أي أذى، فقط احتاج أن يفهم بعض الأشياء.
لما فهم وتحقق زال كل شيء أحس به وحدسه، دون معطيات عنه.
الأوضاع العامة والمنتشرة أسوأ بكثير مما كان يتخيّل. طريقاهما مثل ضفتي نهر لا يمكن لهما أن يلتقيا. بهذه البساطة.