الثلاثاء ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم أسماء عايد

مجنونة.. وأكثر

نعتتني بالجنون، تعجبت من أفكاري المتشردة علي أرصفة الحياة!

صدقيني يا صديقتي

أنا لا أريد الاشادة بكمال نيوروناتي الدماغية! بل أحب التمرد علي خارطتي الذهنية، أعشق مشيتي وكأنني أحد فلاسفة اليونان التي تجر ورائها تأملات كونية، أو كأنني عرَاب ضليع، لا أغتر بلغة تقليدية وأناس تقليدية وتصرفات أثرية.. فعقلي مزدحماً كمدن الصين، مليئا كحقيبة امرأة شابة.

صدقيني..

حاولت قراءة كف الحياة ولأنني لست عرافة، ولم أحترف التنجيم بدت لي خطوطها وكأنها طلاسم تسد الطريق أمامي، لذا أحترق! أحترق مثلما يحترق الهندي علي الطريقة البوذية! الهنود يدخلون النار أموات بلا اختيار، أما أنا فأهوي تحولي إلي رماد، أهوي احتراقي من أجل فكرة ابداعية أو سطور سامقة لا يوازيها كل الكون!

فالبعض يمشي في أزقة ضيقة، راضي بلغط الخطوات وحطام الهواء، البعض انزوي وهشم تمثال الحياة بداخله, وقبل بالقحط في سنابل روحه اليانعة فتمرغ في رمال السراب، أما أنا فـلا أدعي أنني هوميروس صاحب الملحمتين العظيمتين ولا أنا سقراط الذي يمشي في شوارع أثينا حافي القدمين عاري الصدر منكوش الشعر ولا يكاد الواحد يلتقي به ويقول له: صباح الخير. حتي يسأله سقراط: وما هو الخير؟ وما هو الشر؟ فيدخلكِ في حوار لا ينتهي ومن نقطة صغيرة يستدرجك إلي كل مشاكل الكون. أما أنا فأشعر أن الكون ليس إلا صورة متواضعة من هذا الجمال والجلال في وجداني! فالله في أعماقي يحفظني واستشعر وجوده وقربه دوما في وجداني.. لهذا أنا كل هذا! ورغم ذلك أشعر بأني " سيزيف " الذي حكمت عليه الآلهة بالشقاء الأبدي، وأدرك أن الحياة لن تعود بذات الزخم والايقاع الهادئ الذي كنت عليه في طفولتي!

كما أدرك أنني عندما سأفكر يوما ما بالاقتراب من شمس الحب لأول مرة في حياتي..سأختار رجلاً شخصيته مثلي وجداًا! بل أشد جنوناً.. منتهي العبقرية منتهي الابداع!! والحقيقية أني لن أفكر ولن أختار..فهو قدري الذي آمنت بوجوده منذ الأزل.. أجمل قدر وأعرق حب.. لذا سأناضل من أجله! أما هو فحتما سيقهر كل المستحيلات لينعم بوجودي معه في دنيا الحياة وحياة الخلود.

صديقتي..

العناق المستمر يخنق الأنفاس، ما رأيك أن نجلس علي ربوة فوق كتف النهر، نتوضأ بالجمال ونتغرغر سويا بالايمان؟! ربما أرتد عن جنوني وأعتنق العقل، او ترتدين أنتِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى