الثلاثاء ١١ شباط (فبراير) ٢٠١٤
مشارف الضوء
خليل الوافي
كأنه، لن يران بعد اليوم،مستحيل،أن نلتقي،بعد هذا الغياب.شيء قديم،يرسمإطار لوحتيعلى جدار،ينطق ألوان إسمي.وهج العينين،جمرةتشد عن كفي،قمرا أبلهيطل من شرفة جرحيعلى شفا بوحي.كم صرتأخسر لغتيفي وطن الأمٌمن أكون في وجهمرآتي؟.ينبغي أن أدفن،قبلأن يبدأغيريبقتليعند منتصف الطريق،كنت أمشي خلف ظلي.ذات يوم حلمت،أحمل جسدي،بكف يدي.متىكنتحيافي دمي؟.ظننتك فاقدي،حين لاحت في الأفق،أسراب الروح،تغادر وكر مضجعي،عدتبلاجسدأتفقد مكان أعضائي.أوشك الليل،أن يمنح صمتي عزلته،ناي يدغدغ رحابة البراري،هو؛أنا في طقس ميلادي.تنطفئ أشمعي،مكانا ألفته،تبعثرت أوراقي في الريح،وهي؛تقرأ فصل الماء في أعيني.غدير خوفك،يفترش غابة صمتك،وحدك،تدرك صيد شباكك.كان ظلك يتبدٌى،مثل سحائب حزينة،تعبر ذاكرتي....على مرمى شفتيٌأكتب قصائدي،حبراينساب في زرقة بحري.هنا،في هذا السوادالملفوف بغموضه،أفك تعاسة ليلمن صبح هاربنحو شمسه.تهبٌ عاريابلا أجنحة،تحلق بك نوارس الزرقةفي هذا البحر،الذي لا يراني.وحدها الريح،تسمع صوتيفي تجلي الضوءعلى شرفة نهار،يرتجف من ندى الزهر.يشعر أن ظله،يخونه في النهار،لكن ليلهيكشف إشاراته الفاضحة،فجأة...يختفي كل شيء،ظلت آثار ظله في الجدار.لم أصدق،أنك هنا منذ ألف عام،أعرفك في جلبلبك الصوفي،تخفي جسدك النحيل،لا يفارقك النعاس،وأنت ،تسافر فوق غيمة مطر.عبرت بحار المنافي،وحيدا،بلا وطن،تبللت غربتي برحيق الشجر،تمادت عزلتي في انكسار الحجر،قلت للريح:هل لي من مستقر؟.عزفت كل الأغاني،التي أوقعت غرامي،سقوط أندلس،فداء جارية،لم أعرف إسمها،في انشغال صمتي.صعدت جبالاتعلوها جبالي،أمسك السحائب من بياضها اللزج،وأرتوي سماء،تعجز عن إطفاء عطشي.شلال ضوء ينهمر،أهي؛الشمس في بذاختها،أم،هو قنديل شاحب،تحمله يدي،في بهاء الليل،ضللت طريقي.بحيرة الجليد،تخفي أسرار حيرتي،تخونني الشمس،كل صباح،لكي أكتشف ولعي.ما دبٌ من رمل،طيلة رحلتي،كنت أعد أثر خطوي،قرب فجر تنهيدي.ما أتعس صحرائي،حين جفت جداولي،نهر تسكنه أفاعي لهيبي،تحرق الوجوه التي مرت من فلاتي.مدن،تختزل ضوء مصابيحها،للريح والمطر،نكهة إشتعالي في صفاء الروح،من غبش القادم،الآتي.إمرأة،بلا سقف،تمدح صفة العراء،في عزاء جسد،يكتب تاريخ الندوب.في أقاصي الخوف،يغمرني ليل بعمقه الجانح،نحو أرض يكسوها الثلج.أيٌ دمع،يضمخ بكاء المكان،ثمة،نواحيسكن أدغال الصمت؟.
خليل الوافي