الأحد ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم
مشاهد حب صامتة
(1)تتوالى علينا المساءاتيتكاثف الضبابُوأنا أريدُ أكثرَ من مجرد سماع صوتكأردُ عليك التحية من بعيدأضمُكَ مثل باقة وردأحاولُ أن أرتبَ لك أزرار القميصوتَعِدُكَ يدي بأن نلتقي في وقتٍ قريب(2)في الشارع أسرقُ منك وقتَ الهدوءلننطلق عبر خطوطِ الغيوم التائهةوالضبابِ المنعكسوعندما يداهمنا المطرتبدأ رقصة قلوبنا الراجفةتحت قمصان الخريف الصفراءحلمنا هش، لزج، رطبيزاول رغبة الانفلات الأبدييكسر قيوداً أرهقت قلبينا الصغيرينوخيالك يسحبني بقوة نحو دروب جديدةلنرفض الواقع الساكن فينا(3)نلتقي في المطعم القريبتزداد الشموع سنيناًتربو على الأربعينأرى أشجارك تحتضن الريحوحلمي بين ذراعيكوأنت تنتظر أعواماًغادَرَتك قبلي دون سببأمارس لديك حقوق الكلام قليلاًكلامي لا يكتفي بالرتابةوأبقى أفتش بين أوراقيعن مفردات تحرق بين شفتيك الكلام(4)اليوم مساؤنا طويل التجاعيدوملامِحُنا تُسرِفُ بالضيق حيناًوحيناً تعانقنا فسحةُ الأملأضمُك إلى صدريتبتلعُ تنهداتي ألمَ الانتظار الطويلوصوتي يكون مريضاً بلحن الوترتسافر أصابعي على مساحات الألمفوق جسدٍ لا أملكه إلاّ قليلاًيمضي الوقتُ مسرعاً بأمتعتهمع أول جرعة من شفتيكوتركضُ النفسُ خلفَ غرائزهانرتدي من ظلالِ الخمرة قمصاناًتسترُ عريَ رغبتنا في الحياةنعرفُ مهمتنا بكفاءةتنسابُ قبلاتنا بهدوءمثل ملائكة السماء(5)تمارسُ هواية الصمتأو تهمسُ لي كلاماً قليلاًوأنا لا أريد هذا الهدوءسكونُك يُفقدني لهفة الشوقهذا الهدوء الطويل أقربمنا الى جليد الشتاءوأنا ما زلتُ أحترقُبذاك الصخبِ المشتعلحين تضمني عيناك(6)أنتظرتك طويلاً هذا المساءمنذُ انتظرتكوأنا أحملُ قلبي وأمشيأجمعُ كل باقات الورد التيسقطت منيأنت لا تشبه الآخرينعناقُك يسحبني مثل الريحأغلقُ عليكَ أهدابَ ستائري الملونةلئلا يزعجك صوتُ المطروأجعلُ من الشمس حولَكَ ستاراً من دفءوأشعرُ أني في الطريق إلى ما فقدتُه منك(7)استقبلتكَ بشوقٍ هذا المساءضحكتكَ الدافئة تمخرُ دميولا أعي إلى أي خرابٍ نفسي راحلةولكني أعرفُ الآن أن وقتَ الغيم حانوأن حروفي أصبحت سلاسلَ ذهبتطوقُ معصميكَ فتحاول الهربوأعرفُ أن هذا الحبَ جنونوأني أرقص على حافة شفتيك طرباًحين تسكران من كأس الرقةثم أغيب