السبت ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
بقلم علي بدوان

مصطفى الحلاج

مصطفى الحلاج، إبن بلدة (سَلَمة) قضاء يافا، ومن مواليد 1938. تنقلت عائلته في الشتات بعد أن كانت قد لجأت الى مدينة اللد، ومن ثم الى سوريا بعد الحملة العسكرية الدموية التي قادها اسحق رابين ضد اللد ويافا والرملة اثر نكبة فلسطين واحتلال عصابات الهاغاناه لتلك المدن.

مصطفى الحلاج، علم من اعلام الفن التشكيلي والنحت في فلسطين وسوريا. عمل في فن الغرافيك مبكرًا، وكذلك الرسم والتصوير والطباعة الفنية وفن الملصق (البوستر). انطلاقاً من اهتمّامه بقراءة الجذور الكنعانية والمصرية في رسوماته الغرافيكية، فابتكر خطوطه وحفرياته الخاصّة، التي ميزت كافة أعماله تقريباً، والتي نجدها على اغلفة مئات الكتب والمطبوعات الفلسطينية والعربية. وله أطول لوحة جدارية في العالم، هي لوحة "ارتجالات الحياة" التي يبلغ طولها 114 متراً وعرضها 36 سم.

حصل على الثانوية العامة سنة 1957. ثمَّ التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة. وتخرّج في قسم النحت عام 1963. ثمّ التحق بقسم الدراسات العليا بمراسم الأُقصر ووادي الملوك. وقـد ساهم في معظم الفروع التشكيلية (النحت – سيراميك – خزف – حفر في الخشب – رسم بالزيت والأواريل).

غادر القاهرة في أوائِل السبعينات من القرن الماضي بعد انتهاء دراسته، حيث عاش متنقلاً بين دمشق وبيروت. وفي هذه المرحلة اهتم بالبوستر الثوري والحضاري. استقر في دمشق وعمل مديراً لصالة ناجي العلي للفنون التشكيلية.

ربطتني به صداقة، كان منبعها العمل الوطني، حيث كنت التقيه في مرسمه (مرسم ناجي العلي) بساحة الميسات بدمشق. كما كنا نلتقي في مطعم (الريس) الذي كان اسمه مطعم (النورماندي). حيث الحضور الدائم ايضاً للناقد التشكيلي المرحوم خليل صفية.

تميَّزَ مصطفى الحلاج، أولاً بذقنه التي تعطيه رونق الفنان التشكيلي، وثانياً بحديثه السياسي البسيط، لكنه العميق والمشوّق، والمعجون بنكهة نقدية خاصة، فيها شيء من النكتة الخالصة، كان يتناول بها الجميع في الساحة الفلسطينية، وثالثاً كان دائم الحضور في كل الفعاليات التي لها علاقة بالفن التشكيلي عموماً.

توفي في دمشق أثناء محاولته انقاذ أعماله من حريق في مرسمه عام 2002. رحمه الله، ودفن في مثوى الشهداء بمخيم اليرموك.

(الصورة المرفقة: في معرض للفن التشكيلي ضمن فعالية فلسطينية في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق عام 1994، حيث مصطفى الحلاج + علي بدوان + الدكتورة نجاح العطار وزيرة الثقافة في حينها + عبد المعطي أبو زيد الأمين العام للإتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين وخلفة داود تلحمي، وبعده رئيس الإتحاد العام للفنانين التشكيليين في سوريا غازي الخالدي سنتذاك).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى