وإذا الزمـانُ أصابني برماحـه |
وأصاب ظهـري خنجـرُ الأيـام |
جابهتـهُ بعـزيمـةٍ لا تنحنـي |
رُغم الشَّـدائدِ في ضنى إيـلامي |
ووقفتُ أشْمخُ رُغم قهري مِنعة |
وأشُـدُّ أَزْري في يَـدي وحُسَامي |
وأُشِيدُ زِنْدي فوقَ قَلعةِ عِـزَّتي |
وأنـا العـزيـزةُ إن طَغَتْ آلامي |
حتََى إذا عانقـتُ نَصْـري فوقَه |
توَّجْـتُ رُوحي نَشْـوةَََ الأحـلام |
قدْ كنتُ ماسـةَ أمتي وعشيرتي |
لأظـلَّ مـاسـة كل جـرح دامي |
فأنا الشَّـهيدةُ في شـدائد أهلها |
وأنا المليكةُ في العـرين السـامي |
وأنا الحمامـةُ في أمان مرابعي |
وإذا اسـتبحتُ فلبـوة الضـرغام |
وأنا القصيـدةُ في مُعلَّقة الهوى |
والعشقُ يَقْطـرُ من حنين غَرامي |
وأنا الأشاوسُ بين ساحات الوغى |
رايـاتُ أُمـي لَمْ تـزلْ أعْـلامي |
لمْ يَحرقوهـا في بَراثِن حِقْدِهم |
رُغم الزَّلازل في الشِّتاء الشَّـامي |
إنْ مَزَّقوني في احتـرابٍ نازفٍ |
سـتعودُ يومـاً للنِّـزال عظـامي |
وتعودُ راياتي تُضاجـعُ ثـورةًً |
في كلِّ روضٍ عابـق بقـيـامي |
فالمجدُ نَسْلي في ملاحم خطوتي |
مُذْ أن ورثتُ المجـدَ عنْ أعمامي |
والمجدُ عطري في مضاجع رحلتي |
مُذْ أن عشقتُ شَهادتي وضِـرامي |
ما كنتُ إلا للمـوحِّـدِ واحــةًً |
فيهـا أعمـرُ للأنـام خِيـامـي |
فالخولةُ الخنساءُ يجري إرْثُهـا |
في نَحـر قلبي شاحـذاً إقـدامي |
كنتُ المشاعلَ في المسالك كلِّها |
ومنـابـرَ الإيـمـان والإسـلام |
فأنا الأمومـةُ والمحبـةُ واللظى |
أبنـي الدروبََ لمأمـن الأقــدام |
ولذا فـإني قاسـيون مـلاحماً |
وشـروق مبسم ميسـلون مرامي |
في الغوطتين يظلُّ قلبي خافقـاً |
ليظلَّ يغرسُ في الشـآم وِسَـامي |
أحيا مخاضَ الفجر بركاناً وقـدْ |
أنجبتُ من حِمَم الـزُّؤام زِِمََـامي |
لن يبتروا في الأرض خافقَ عزوتي |
فالشَّمسُ تُشرقُ من جذور مَقامي |