الأحد ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم علي محمد اليوسف

مملكة

تعالي، مني اقتربي
بصدري افتحي مملكة العشق البدوي
تُخومَ بحر صاخبٍ
يقضُّ مَضجعي بِعناقٍ ازلي
مُعلقٍ بفضاء سرمدي
بلا قرار
ساعة انتظار
لحظة انتحار
تعالي … أروِ ظمأك المزمنِ
المُعتّق بحرمانِ الخيال الأعزل
من ينبوع نخلةٍ فارعةِ الظلالِ
تغتذي زُرقةَ السماء السابعة
تعانق مِدادَ الصحراءِ الهاجعة
في سكونها الغامضِ البهي
ولَهيبها اللافحِ بالحرمانِ الشقيِّ
تتنفس في امتداد الأفقِ المنسرحِ في لانهائية الرمل
 
(2)
تعالي خذيني … لِدنياك المعلقةِ بوترٍ وهمي
ما بين اللحظةِ والجسدِ
مسافةً خرقاءَ يطويها الترقبُ
يَحرقها الغضبُ
يَفنيها الوجدُ
يُحييها الاعصارُ المعتلجِ بالجسد
خذيني لعالمكِ الخرافي
خذيني لعالمك السحري
لمدارات عشقٍ نابضةً بالحياة
تنزل بنا شواطئ مجهولةٍ
تأخذنا في متاهة ألم ،
مفعمٍ بالشهوةِ والآمل
تعالي … اطوِ بقدميك الحافيتين
مسافاتِ الزمنِ المحترقِ بيننا
ولحظاتِ جُنون الانتظارِ
تعالي … اقتربي مني زيتونة الشمال
اخرجي إليَّ امرأةً
يَخضلُ نهداها بالزنبق والإزهار
وبعطر الجسدِ الملتهبِ ناراً
نرحل عميقا …
فينطفئُ شلال
خذيني لمسافةِ عشقٍ تَتَوزعها دمعتانِ
دمعةُ وَجْدٍ حَّرى
وأخرى حَرقةُ حرمان
اطلعي عليَّ كالصبحِ أَول النهار
جسداً خارجَ حدودِ الاسوار
مُكللاً بالغار
صورةً خارجَ الإطار
 
(3)
اطلعي عليَّ نخلةً مباركةً
تُساقط رُطبا جنيا
انبَعثي من عمقِ ضياعكِ الذاوي
مِن زمنكِ التائه
من صَحراءِ هواكِ المُحرَّم بالقُبَلِ
واحتراقِ الجسدِ
نَبعا يَغتذيه الوَجْد
يبكيهِ الغزلُ
انبعثي منِ امتدادِ بحركِ الصاخبِ بلا قرار
دَعينا ندخلُ سويةً متاهةَ المٍ سرمديةٍ
تَتَقاذفُها أمواجُ إعصار
نَلغي تَضاريسَ الجسدِ
تُوحدنا معاً
نَكون معاً
بلا حدود … بلا اسوار
دَعي ليَ رخامتي فيدياس (1)
تغفوان فوقَ عشبي
فَوق صدري
تغرقان في صخبٍ مشتعلٍ باللحظة
تَوسدي صهيلَ القلقِ الهائج في جسدي شهوة
امتطي صهوةَ الصخبِ المائجٍِ في عمقي الجامح بالرعشة
ينتشي الحب على شفاهكِ رذاذاً ناعما يَنعمُ بالبهجة
وتعرشُ على راحتك المنبسطةِ بتعبٍ دافقٍ زهرة
يَستحمُّ الهدوءُ الساكنُ بصمتِ المكان
بِلا زمنٍ
بلا همسٍ
بلا حركة …!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى