

مملكة المسيح
"فَقالَ لَهُم بيلاطس : وَماذا أَفعلُ بِيَسوعَ الَّذي يُقالُ لَهُ المَسيحُ ؟ فَأَجابوهُ كُلُّهُم : أُصلُبهُ ، قالَ لَهُم : وَأيَّ شَرٍّ فَعَل؟ فارتَفَعَ صِياحُهُم : أُصلُبه
فَلمّا رَأى بيلاطس أَنَّه ما استفادَ شَيئاً بَلِ اشتدَّ الاضطِرابُ ، أَخذَ ماءً وَغَسلَ يَديه أَمامَ الجُموعِ وَقال : أَنا بَريءٌ مِن دَمِ هذا الرَّجُلِ ، دَبِّروا أَنتُم أَمرَه ، فَأَجابَ الشَّعبُ كُلُّهُ : دَمُهُ عَلينا وَعَلى أَولادِنا"
فَأمرَ حينَها بِصلبِ المَسيح
إصحاح27-متى
أَمشي إِلى مَوتي وَحيداً وَالسَّماءُ كَأَنَّها وَجهي الحَزينْوَالأرضُ أَصغَرُ مِن جَناحِ فَراشَةٍ رَفَّتْ عَلى كَتِفيوَغاصَتْ في ثَنايا الجُّرحِ تَبحَثُ عَن فُتاتِ الخُبزِ في لحَميوَبَعضٍ مِن نَبيذِ الأمسِ في رُوحيوَتحفُرُ ما تَبقّى مِن وَصايافَوقَ أَخشابِ الصَّليبِ بِماءِ قَلبٍ تائهٍبَينَ الوِلادَةِ في أتونِ الصَّمتِ وَالمَوتِ المُكابِرِ في دَمييا أَرضُ كُوني شاهِديكُلُّ الَّذينَ أُحِبُّهُمْ قَد أَنكَرونيقَبلَ ميلادِ الصَّباحِ وَشيَّعوني عارِياًمِن كُلِّ أَسرابِ الحَمامِ إِلى الصَّليبْيا قَلبُ لمَلِمْ ما تَبقّى مِن حُطامِكَ وَارتَحِلْلا رايةٌ بَيضاءُ تَكفي ظِلَّكَ المَمدودَ بَحراً مِن دَمٍلا ماءَ يَكفي عَرشَكَ المَرفوعَ فَوقَ الماءِنَجماً في فَراغِ اللَّيلِ يَسكُنُه المَطَرْلا وَقتَ يَكفي لِلصَّلاةِ وَلاِنصِهارِ الرُّوحِ في فوضى الحُلُمْوَدَمي غَريبٌ عابِرٌ لَفَظتهُ أَبوابُ المَدينَةِ دَمعةًسالَتْ طَويلاً ثُمَّ نامَتْ تَحتَ أَهدابِ القَمَرْسَأَعودُ عُشباً ناعِماً عِندَ المَساءِ وَأَنحَني لِلرِّيحِ كَي لا أَنكَسِرْسَأَعودُ يَوماً في الصَّدىوَأُعيدُ تَسمِيَةَ المَكانْيا قَلبُ لمَلِمْ ما تَبقّى مِن بَقايا وَارتَحِلْفَعَشاؤُنا كانَ الأَخيرْوَالوَعدُ أَبعَدُ مِن حُدودِ أَصابِعيوَأَنا سِراجٌ ذابِلٌ يَذوي أَمامَ الرِّيحِ مُرتَعِشاًوَيَحلُمُ بِالقَمَرْصَدَّقتُ قَلبي مَرَّةًوَتَركتُ حُزني فَوقَ أَسوارِ الجَّليلِ مُعَلَّقاًبِرِداءِ أُمّي وَانصَهَرتُ مَعَ المَساءِ المُشتَعِلْيا قَلبُ خُذني كَي أُعيدَ مَلامِحي لِجُذوعِ أَشجارِ النَّخيلْيا قَلبُ خُذْ ما شِئتَ مِنّيغَيمَتيوَرِداءَ أُمّيحَبَّةَ القَمحِ الَّتي خَبَّأتُها لِوِلادَتيخُذْ وَحدَتيوَرَغيفَ خُبزي وَالصَّليبْثُمَّ اعطِني يا قَلبُ قَلباً لَيسَ مِنّي وَانتَصِرْ يا قَلبُ ليقَلباً يَهُبُّ عَلى شِراعي كَالرِّياحِ أَنا الغَريبُ المُنكَسرْمَوجاً عَلى الصَّخرِ المُدنَّسِ بِالخَطاياضَاقَ بي بحَريفَأَدْمَنتُ الرَّحيلَ سَحابَةًذَرَفَتْ عَلى رَملِ الصَّحارى ماءَها دَمعاًوَغابَتْ في المَدى المَصهورِ تَحتَ الشَّمسِ عَطشىوَأَنا النَّبيّْوَحدي أُفتِّشُ عَن خُيوطِ الضّوءِ في رُوحيأُفتِّشُ عَن بَقايا مِن وَصايا اللهِ لِلشُّهَداءِيا يحَيىخُذِ الأَلواحَ وَاقرأ ما تَبقّى مِن وَصايا لِلحَجَرْلَم تَكتَمِلْ صَلواتُنالَم تَكتَمِلْوَلَسوفَ تَصلِبُني أَياديهِمكَما جاءَتْ بِرأسِكَ لِلمُلوكِ عَلى طَبَقْمُستَسلِماً لِلمِنجَلِ الوَرديِّ في عيدِ الحَصادِكَعُشبِ آبْلَم تَكتَمِلْ صَلواتُنالَم تَكتَمِلْوَلَسوفَ تَصلِبُني أَياديهِمكَما جاءَتْ بِرأسِكَ لِلمُلوكِأَنا الغَريبُ المُنكَسِرْضَوءاً عَلى أَنقاضِ هَيكَلِ أُورشَليمْمَلعونَةٌ رُوحييُلاحِقُني عُواءُ اللَّيلِوَالأَنفاسُوَالأَجراسُوَالوَحدةْكَلِماتُهُمْوَسِيوفُهُمْأَحياؤُهمأَمواتُهُمْحَتّى الضَحاياأَحتَمي بِجِدارِ قَلبي ضائعاًاللَّيلُ أَكبرُ مِن سَماءِ مَدينَتيوَالشَّمسُ أَصغَرُ مِن يَمينيأَرتَدي حُزني دِثاراً في جُنونِ الحُزنِأَصعَدُ لاهِثاً في دَربِ جُلجُلَتي عَلى ظَهري صَليبيأَنحَنيأَمشي ، وَأَسقُطُثُمَّ أَمشي فَوقَ بَحرٍ مِن زُجاجٍ أَحتَرِقْفَوقَ الصَّليبِ وَتُعلِنُ الأَجراسُ مَوتيكُلُّ شَيءٍ يَحتَرِقْمِثليرَذاذُ الرُّوحِوَالأَسفارُوَالأَلواحُوَالهَيكَلْكُلُّ المَدينَةِ تَحتَرِقْوَالأَرضُ تَهذي في فَراغِ اللَّيلِ هائمَةًتُنادي عَرشَها المحَمولَ نَعشاً فَوقَ أَكتافِ النُّجومْمُتَبعثِراً كَالغَيمِ في لحَمييَبابٌ أَنتِ مِن بَعديوَنهرٌ مِن دَمٍ يمَتدُّ مِن كَفّي إِلى الصَّحراءِمَملَكَةٌ بِلا تاجٍوَأَعيادٍوَأَجراسٍتُحَلِّقُ فَوقَ أَنقاضِ النَّهارِوَتَنسِجُ الأَحلامَ مِن دَمعِ الرُّسُلْطُوبى لِكُلِّ غَريبَةٍ نامَتْ تُهَدهِدُ دَمعَهاطُوبى لِرَحمٍ عاقِرٍوَلِبَطنِ أُمٍّ لَم يَلِدْ طِفلاً يُبشِّرُ بِالخُرافَةِوَانكِسارِ الأَنبياءْقَدْ جِئتُ أُشعِلُ شَمعَةًلأُضيءَ في الصَّحراءِ مَملَكَةَ السَّلامِفَأَحرَقوني فَوقَ أَخشابِ الصَّليبِ وَأَنكَرونيكُلُّ شَيءٍ زائلٌإِلاّ دَمي الباقي هُنا وَشماً عَلى أَرواحِكُمْوَسيوفِكُمْصَوتاً يُنادي مِن شُقوقِ الأَرضِفي الطُّرُقاتِتحَتَ الشَّمسِ وَالأَمطارِ في كُلِّ الفُصولْيا أَهلَ ايلياءَ الغَريقَةِ في الفَناءْهذا دَميباقٍ هُنادَيناً عَلى أَرواحِكُمْمِن بَعدِ مَوتيلَعنَةًسَتَظَلُّ بَعديلِلأَبَدْسَتَظَلُّ بَعديلِلأَبَدْ