الاثنين ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٢
بقلم نايف عبوش

منعوا الوصال

مع رائعة الشاعر المبدع احمد علي السالم ابو كوثر.. منعوا الوصال

حقاً أبدع الشاعر المرهف الحس أبو كوثر، في نظمه هذه القصيدة العصماء الرائعة.. التي يقول فيها:

منعوا ٱلوصـــــــالَ فما يفيدُ دهاءُ
وتعطَّلت عـــــــــن جمعنا الأضواءُ
أهوىٰ الرِّضا في وجــهِ كلّ مليحةٍ
ورضاكِ ما بينِ ٱلنّساءِ ســــــــخاءُ
بنقاء وجهك رقـــــــــــــةٌ وحلاوةّ
وســــــــــــــــماحةٌوملاحةّ وبهاءُ
حاولتُ أن أحضىْ بوصلكِ جاهداً
عبثاً ومانفع الســــــــــــــقيمَ دواءُ
إن كنتِ تنويـن القطيعةَ فانصفي
لاتظلمي إنَّ الصـــــــــــــــدودَ بلاءُ
منّي عَلَيَّ بنظرةٍ وتحيّــــــــــــــةٍ
تجلي الهمومَ لتشـــــــــرق الأجواءُ
أهواكِ من قلبي وفيضِ مـشاعري
فهواكِ يسري في دمي إســــــــراءُ
فأنا احبكِ فاشـــــــــــفعي لمتيَّمٍ
حُـرِمَ ٱلرُّقادُ وللهــــــــــــــوىٰ أرزاءُ
ولفرط وجــــــدي لا أعدُّ عيوبها
ويزيــــــــــــــدُ في إخفائها الإخفاءُ
حوريـــــــــــةٌ كالخيزرانةِ طولها
ويحارُ في اوصـــــــــــــافها البلغاءُ
العاذلـــــــــــــون تعاونوا لفراقنا
وعلى ٱلمكارِم كلهــــــــــــــم دخلاءُ
وعلى الوقيعة والضغينة شـأنهم
يتزاحــــــــمون وفي النفوس رياءُ
فأنا ابن زيــــــدونٍ وانتي ولادةٌ
متباعـــــــــــــــــدان وما هناك لقاءُ..

واحسب أن كوكب الشرق سيدة الغناء العربي، أم كلثوم، لو بقيت على قيد الحياة، لسارعت إلى غنائها بصوتها الشجي، لجمال جرس كلمات القصيدة في أذن المتلقي..

ولعل الموروث الريفي بتقاليده المحافظة، التي تمنع الوصال بالإختلاط،والتصريح بالهوى، هو ما حدا بالشاعر المبدع احمد علي السالم ابوكوثر، بالجنوح نحو البوح بما يجول في وجدانه، من حس متوهج بنظم إبداعي، معبرا بصدق، عن واقع ذلك الحال، وملمحا إلى تعلق هوى قلبه بتلك الحورية الخيزرانة، والتي تواطأ العذال على حجب التواصل بفرض التفريق، لتكون (ولادة) البعيدة الإلتقاء، أيقونة تجلياته الوجدانية، بتلك الاستعارة التي المح إليها في قصيدته الرائعة، التي عكست اندماجه، وتماهيه العاطفي معها، باعتبارها مصدر إلهام كل ايحاءات تلك التجليات، رغم التباعد والفراق.

وهكذا يفاجؤنا الشاعر احمد ابوكوثر على حين غرة، وفي كل مرة، بتحفة إبداعية، بهذه الأسلوبية الرصينة في توظيف حسه ابداعيا في قصيدته العصماء، وليصطف بهذه التعبيرية البليغة، بجدارة ومن خلال رشاقة حرفه،وبلاغة نظمه، ورهافة حسه، قامة إبداعية سامقة، مع فطاحل الشعراء، وكبار الأدباء، في الساحة الثقافية، والأدبية، العربية المعاصرة، كشاعر مقتدر، يشار إليه بالبنان ليرقى بها إلى مصاف مكانة جميل بثينة، واصحابه، في إبداعه نظم شعر الغزل، بهكذا جزالة، وليحتل بهذا التميز الإبداعي، مكانة مرموقة بين صفوف طراز الجيل الأول من الشعراء..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى