من دفاتر أحمد بن يوسف الحطاوي في الزمن المعاكس
كيف تُطفأ الأحزانُ إذا ما اشتعلَتْ؟
هل يكفي كأسُ الحَياةِ
نملَؤُهُ بِعصير القلب؟
ما الذي يَعتَصِرُ القَلْب؟
من يَشْرَبُ من عَصيرِهِ؟
هل القَلْبُ بُرتُقالَةٌ..
أمْ دنُّ دمّ؟
(21 مايو/أيار 2014)
تنام على لظى
تستيقظُ على حصى
جمرٌ في يديك
وفي صدْرِكَ حُمّى
تصعَدُ حتّى رأسِك
ثمّ تُلقي بك
وبين يَديْك
كَرَةٌ من لحمٍ ودم
رأسُك
من فجّر الحُلْمَ
من جرح السُنْبُلة؟
(22 مايو/أيار 2014)
أصابع الملل
لا تسقُطُ من يد الوقت
إلاّ إذا عضضتها
فعُضَّها
في برجك اليوم
فوضى وقتْ
رتّب وقتَكَ
ستجِدْ في فوضاكَ ـ لو شئتْ
بعضاً ولو قليلاً
من العقلْ
(22 مايو/أيار 2014)
دعوا باب العزلة مفتوحاً
فثمة كثيرون
سيدخلون منه
هؤلاء من وصلوا
في نهاية الطريق
إلى.. طريق مسدود
(5 حزيران/ 2014)
لم أعد أستطيع السير في الجنازات
ولا على تحمّل صورة دفن امرىء أو امرأة أعرفه وأعرفها
أصبح الحزن أقوى من كلّ شيء
أفضِّل أن أظلّ أذكر أنّ الذي مات لم يمت..
أفضّل إذا استطعت
افضِّل ما استطعت
أفضِّل ما حييت
(20مايو/أيار 2019)
الصبرُ طويل
فلا يقطعنّ المُتَعَجِّلُ حَبْل الوصل
وإنْ لم يرَ المُتَلَهِّفُ غَضَبَكْ
فلأنَّكَ تمشي
بصبْرِكَ المُعْجِزِ
على ذلك الحَبْل
(21 مايو/أيار 2019)
منذ زمن طويل نأت المغنية بصوتها
منذ زمن طويل لم تغنّ
منذ زمن طويل مات الملحن ومعه القصائد
فما عادت تغني
الآن يقولون ماتت
هل الآن ماتت؟
منذ زمن طويل لم تمت
فلينصتوا إذن إلى غنائها
صوتها القديم لم يمت
صوتها القديم يعود
بعد صمتٍ
صمتٍ طويلٍ
وصمتٍ حزين
(22 مايو/أيار 2022)
لا تخذلوا أقحوانة الروح
لا تقتلوا نورسة الضوء
دعوا الفراشات تتذوق ما تشاء من الرحيق
دعوا الرحيق حرا
بلا قيود
اكسروا القيود
أنظروا كم الصباحات أجمل
دون حواجز الطريق
(31 مايو/أيار 2023)