الاثنين ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٥
"من قصائد الزمن الجميل"
بقلم توفيق الحاج

من مفكرة مسافر

* الخميس 22/10

اليوم..

عدت شاردا من غربتى الصغرى

اكتشفت أنك الأخرى التي..

اغتربت معي..!!

وتسكعت فى الليل..

بين أصابعي

..

آمنت أنك لا تزالين حنينا

وصراخا صامتا..

يجتاح كل خلية هتفت

تعالي..

تعالي..

واستبيحى ما تبقى من يقيني

صدقيني..

لست أستجديك

كيف أفتعل المواجع..

والهوى ازداد اشتعالا فى الحواس

وأضلعي..؟!!

صدقيني..

رغم المسافات..

المفازات..

المحال..

كنت على وعد معك

و..

كنت على وعد

معي..!!

..

الجمعة 23 /10

أعلنت وجهك فى المعابر..

كى تصادره الجمارك

ونزفت طيفك فى السطور..

هربت..

من كل المعارك..!!

رحت أجري..

رحت..

أجري

.. دون وعي

ياله من وهم..

إنى لا أزال إلى جوارك..!!

.. .. ..

خلصيني..

من قيود أرقتني..

هل أظل العمر أسبح فى متاهات القوافي..؟

"شبرا" تواجهني..

  لم كل هذا الحزن يا ولدي..؟؟‍

تجلد..وانسها

  كيف يا "شبرا"..وقلبي

عاشها وطنا..

وأغلق دونها..كل المسالك..؟!!

..

* السبت 24/10

هل جزائي..

أن حملتك فى الحقائب..

واصطحبتك عند ضعفى فى ليالى القاهرة..؟‍

هل جزائي..

أننى أحببت فيك وجه أمى ..؟؟

هل جزائي..

أننى أبتغى دفء الليالي..

والليالى كافرة‍!!

..

* الاثنين 26/10

تأتى الجرائد كل يوم..

بالحزن والأخبار!!

عرفت..أنك لم تعودى طفلة

ولم تعودى تغزلين الهمس..

فى وضح النهار

تذكرت..

كانت لنا بالأمس

أغنية ندندنها

وليال نحتسى فيها القمر

ليتنى مت ولا جاءت نهايات الحكايا..هكذا

أصعب اللحظات سيدتي

تمر لديك عفوا..

وأنا أنهار بين يديك

يقتلنى اللهاث..

يجز أحلامى السفر

سامحيني..

تسخرين ..

وتسخر الأقدار مني

وأنت..

مثل التى تبغى من المفتون..

أن يبقى رهينا

للسراب المنتظر..!!
..

* الثلاثاء 27/10

أى قلب

ليس مثلك من يجيد الاختيار

أنك الطفل المسير..

من مدار..

لمدار

أى قلب..!!

بارك الحزن الذى شئت ..

وسا فر..

بارك اللهب االذى يبقى..

وسافر..

ليس مثلك من ينسى حبيبته

ولو هجرت ضفائرها ..

على غير انتظار

أى قلب..

ليس مثلك من يجيد الاختيار..!!

.. .. .. ..

هزنى لاشك هذا الصمت..

ماذا تخبئ لى خطاي..؟!!

الشمس تهرع للغروب

ويداى ترتجفان..

أنى أنكفىء..

كأن قصائدي..

حلت نهايتها

كأن قطبى المنافى أخمدا روحي

كأنى أنطفىء..!!

..

أعرف..

أننى "سيزيف"..

أمضغ غربتي

وحدى أسافر

لا رفيق

ولا وداع..

زوادتي.. صور تلوح..

وبعض همس فى زوايا غرفتي..

أعرف..

أنه عبث الهوى ..وخطى تلاشت ..

أعرف ..

أننى ليل المنافى ..

إذا ما عدت.. ينكرنى الحصار

لكن..

كل ما طاف ببالي

أننى غادرت كهلا..

من قطار.. لقطار


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى