يتلفّت كحيوان مفترس
يتحدث كمغزل
نفسه حفرة
كلما عاد ، وقع فيها
روحه سلّم ، يلصّها
يعلق على مسمار نهدها
شرائعه
ويهبط
- 2 -
يخلو إلى الفكرة الشّاهقة
مخافة السقوط
ينازع السماء مجدها
لئلاّ ييبس
- 3 -
مرة نزل من الباص ، ليتناول امرأة
إذ وجدها قاسية
تناول شارعاً
بأكمله
- 4 -
أينما وجد قرص عسل
دسَّ إصبعه فيه
ومصّ
طنين نحلة
- 5 -
يشم الوردة بفمه
يرى المرأة كبسكويتة
يفتح فمه للموسيقى
حين يصفّق الآخرون
يدهشه مكرهم
ولا يشكّ بلسانه
- 6 -
حين نام العازف
قام يلعق الوتر
المتعب ؛
لعلّه الوحيد
الذي اكتشف أن
الموسيقى
مالحة
- 7 -
صور الزعماء تهدّد ذكورته
سيما أنهم
يتحدثون الكلمات التي
يبصقها
في الصباح الباكر
وهو ينظف
حلقومه
- 8 -
مذ كان ولداً طائشاً
دخلت امرأة
تستحم
في خَلَده .
يهرع إلى منامه
يوقف صنبور الماء
يلوثها
لئلاّ تفرغ
- 9 -
يتلفّت حواليه
حين لا يرى أحداً
يتلمّس مؤخرة الحيطان
الطّرية
يوشك أن يتذوقها
لولا أنها
كبيرة
على العض
- 10 -
كلما رأى عجوزاً
عاد بها إلى صباها
لئلاّ يرى فيها
ما يثيره
كلما رأى شيخاً
أدهشه
كيف كل هذه السنين
لم يعثر
على عورة الأرض ؟
- 11 -
يرى كل ما هو جميل
يؤكل أو يُشم
لهذا يرى النساء
مأكولات
تتحدث بشراهة
- 12 -
يهجر التبغ ، الكحول ، النوم ..
ليشتاقها
الطريقة الوحيدة ، ليوقن
أنه يعيش
- 13 -
مرة دخلت إبطه ،
دخلها كأفعى
تجول فيها ، ابتلع
عصافير صدرها
أفرغ سمه في حراسها
ارتمى قبالتها ، كفكرة
مهترئه
لولا أنها أيقظته على حافة القهوة ، التي
كاد أن يقع فيها
لظلّ في غبطته
كإله
لم يُعرف بعد
- 14 -
يطلّ عليها كنجم ،
تسقط بين فخذيه
كحفرة
يردمها
مخافة أن يقع فيها ،
دائماً ينسى نفسه في القاع ،
حيث لاشيء سواه
وجهاً
لوجه .
- 15 -
تقول له أنقذني منك ،
يفرّق بين نهديها
يؤلّب أعضائها عليها
يهزمها
فتنجو
- 16 -
أكثر الأشياء صمتاً
تعلّمه اللغة ، تضيئه
الكلام
يعميه
- 17 -
هل أحدثكم كيف التقى البحر أول مرة :
خيّل إليه
أنه يزحف على لحيته ،
كذكورة فائضة .
فكّر :
كم ينبغي أن أسير
لأرى إليتيه ؟
ثم قال :
أين ستستحم أنثاه
حين سيرجع عنها ؟ .
- 18 -
من يومها ،
يحاول ألاّ يأخذ امرأته
إلى هناك
مخافة أن تمتلئ بالهدير
فتكتفي .
الاثنين ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
