الأحد ١١ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم
مَنْ يُقْرِئُ أُمِّي السَّلام؟
نَظَرَتْ بِعَينٍ سَامَهَا فَزَعُ النَّوَىفَرَأَيتُ بَرْقَ دُمُوعِهَا قَدْ قَفَّ لِيتَتَسَاءَلُأَرَضِيتَ أَنْ تَنْسَابَ في وَكْرِ الْهَوَى؟وِلمِنْ تَسِيبُ مَآقِيَا؟تَتَعَكَّزُ الظِّلَّ انْتِظَارَاً لِلرَّدَىوَلَدِي حَبَيبي، رِحْلَتِي قَرُبَتْ وَقَبِري قَدْ نَمَتْ دَرَجَاتُهُفَأَدَرْتُ قَلْبي صَائِتَاً جَرْشُ الرَّحَىوَصَكَكْتُ أُذْنِيَ فَاسْتَقَرَّ بِهَا الصَّدَىوَسَحَبْتُ رُوحِيَ مِنْ ثَنَايَا عُمْرِهَامِنْ بَينِ أَيدِيهَا رَحَلْتُ وَلَمْ تُنَادِ تُوَدِّعُوَكَأَنَّهَا تَدْرِي بِأَنِّي قَدْ نَبَذْتُ لَهَا حَبِيبَاً يَهْلِكُوَتَقُولُ عَينَاهَا لِمَنْ هَذِي الأَيَادِي تُتْرَكُهَذَا التُّرَابُ يَثُورُ في أَرْضِي عُطُورَاً تُحْبَكُعُدْ إِنَّ دَرْبَاً لَمْ يَكُنْ فِينَا وَلَمْ نَكُ قَدْ عَلِمْنَا لَوْنَهُيَعْدُو بِنَا حَتَّى يُوَارِيَ فَيئَنَافَاصْبِرْ لأُمٍّ قَدْ رَأَتْ بِكَ مَوطِنَاخَبَّأْتُ مِنْ شَمْسِ النَّهَارِ حِكَايَةً لِلَّيلِ وَالْخَوفِ الْخَلِيوَسَكَبْتُ مِنْ مُزْنِ الصَّلاةِ لَكَ النَّسِيمَ سَحَائِبَايَمَّمْتُ وَجْهِيَ نَحْوَ بَيتِ اللهِ عَلَّكَ تَنْثَنِيأَوْ يَنْثَنِي دَرْبُ الْجَوَىلَوْ تَنْطِقُ الْبَطْنُ الَّتِي أَثْخَنْتَها وَتَمَخَّضَتْفي أَرِضِهَا وَأَبُوكَ فِيهَا قَدْ تَمَنَّى وَاخْتَفَىلَكَفَفْتَ عَنْ عَينِي دُمُوعَاً تَصْطَلِيحَلَمَاتُ ثَدْيِي لَمْ تَقُلْ يَومَاً كَفَىأَنَسِيتَ كَيفَ أَظَافِرُ السَّنَتَينِ قَدْ نَشَبَتْ بِيَالَمْ تَدْرِ كَيفَ جَذِلْتُ بِالْخَمْشِ الَّذِي أَهْرَقْتَهُتِلْكَ الدِّيَارُ مَتَاعُ دُنْيَا تَعْلِكُوَرَأَيتُ فِيهَا عَقْرَبَاً تَتَحَنَّكُنَارٌ تَرَاءَى سُمُّهَا يَومَ الْفِرِنْجِ تَمَلَّكُوالا تَقْتَرِبْ مِنْ جَنَّةٍ فِيهَا الْمَسِيخُ يُبَرِّكُرَسَمُوا لَكَ الْعَسَلَ الْمُصَفَّى في الْمَدَائِنِ وَالْقُرَىصُحُفٌ تُكَبِّلُ وَجْهَهَا بِاللَّيلِ وَالْمَوتِ الْجَلِيمَاذَا تَرَىأَسْلَمْتَ نَفْسَكَ لِلَّذِي فَرَشَ الْبِلادَ نَوَائِبَاأَيَغُرُّكَ الشَّعْرُ الْمُسَرَّحُ لِلرِّيَاحِ مُحَرَّرَاوَالطُّولُ كَسَّرَ قَدَّهُ وَتَغَنَّجَاتِيكَ الْهَلُوبُ تَنَمَّرَتْوَالْخِدْنُ أَصْبَحَ ثَانِيَالا تَسْتَمِعْ لِمَنِ اجْتَبَى رَسَنَ الْغَوَايَةِ وَاخْتَلَىفَقَد ِالْتَوَى بِلِسَانهِ وَتَعَوَّجَافَالنَّفْسُ سِيقَتْ لِلسُّرُورِ وَقَدْ تُبَاعُ وَتُشْتَرَىخَوفِي عَلَيكَ وَمَا عَلَى نَفْسِي أَخَافُ فَإِنَّ رَبِّي قَدْ رَأَىمَنْ يَحْمِلُ النَّعْشَ الثَّقِيلَ لِيَومِ يَخْبُو نَجْمِيا؟عِنْدَ الْمَغِيبِ وَظَعْنُ صَمْتِي قَدْ أَتَىفَبِأَيِّ دَرْبٍ تَلْتَقِي ذَاكَ الَّذِي جَلَبَ الْوَبَافَأَنَا الْبِلادُ، أَنَا الْوِصَالُ، أَنَا الْحَبِيبَةُ وَالتُّرَابُ دِثَارُنَا*****وَكَأَنَّنِي في الأُذْنِ وَقْرٌ أَوْ رَكَامْهَلْ تُقْرِئُونَ أَمُومَتِي مِنِّي السَّلامْ؟