الثلاثاء ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم
قَلَقُ التَّمَنِّي!
أَغَريبٌ يا بَلَدي أنْ أَبْقَى طِفْلاً يَتَغَنَّى..بِالأَمَلِ الْمَنْقوشِ على شَفَةِ الدّنْيايَتَمَنَّى..يَرْشُفُ ثَدْيَ الصُّبْحِ عَلى عَينِ اللّيلِوَيُرَفْرِفُ بَينَ قَصائِدِهِ لا يَأْبَهُ لِلْمَعْنَىلا يَخْشَى زَعْقَةَ آتٍ يَغْمِسُ في دَمِهِ بُسْتانَ ضُحَىفي أَيِّ زُقاقٍ يَلْعَبُ لا يَتَعَثَّرُ في وَجَعِ الْحاراتِ..وَلا يَشْقَىيَبْني بَيتَ الأَسْمارِ بِلا سُورٍوَيَراهُ بِلا خَمْرٍ قَصْرَاوَيُلَمْلِمُ مِنْ وَهَجَ الثّوراتِ قَصِيدَةَ حُبْمِنْ قِصّةِ شَعْبٍ يَغْزِلُ هُدْبَ الشّمْسِ..وَيَمْلأُ مِنْ ضَحِكِ الأَعْنابِ أَباريقَ الْعُرْسِبِاللهِ يَلُوذُ وَلا يَتَقَلَّبُ في جَمْرِ النّفْسِلا يَشْحَذُ لِلْفُقَراءِ لِسانَ عَويلٍ..يَحْضِنُ لُعْبَتَهُ قُدّامَ الْجُنْدِ بِلا وَجَلٍوَتَلينُ لَهُ الْخُوذاتُ جِراراً لِلْغَرْسِيَضَعُ الْبارودَ أَمامَ الرّيحِ تَهِيجُ عُطورالِلْحَرْبِ يُغَنّي كَي لا تَحْبِسَ لِلْزَيتونِ غَديرالِلْفَجْرِ يَقودُ خُيولَ مُساءَلَةٍلِمَ دَرْبُ جُنُوني يُبْكيني قَلَماً وَضَميرامَنْ يَسْنِدُ فَوقَ الزّنْدِ غُصونَ الصّفْحِ؟بَينَ الْحاراتِ يُزَيّنُ مِدْماكاً لَلْصَرْحِيَبْني مِنْ أَحْجارِ الْعَثَراتِ سَلالِمَ لِلصّبْحِفَدَعوني أَقْطِفُ مِنْ غَسَقي ضَوءَ الْبَيتِمَنْ يَغْسِلُ أَعْيُنَ صِبْيَتِنا مِنْ صَهْباءِ الْفِتَنِ؟كَي أَمْحُوَ مِنْ حِيطانِ الصّبْرِ أَغاريدَ الْمَوتِصَحْنُ التّلفازِ أُعَلّقُهُ لِلطّيرِ عِشاشاوَالضّيفُ أَحُطُّ لَهُ هُدْبَ الْعَينينِ فِراشاوَأُبَلّلُ مِنْ سِيَرِ الشّهداءِ خَواطِرَ ثَكْلَىتَسْأَلُ كَيفَ دَوالي الأَرْضِ تَموتُ عِطاشاأَغَريبٌ يا بَلَدي أنْ أَبْقَى طِفلاً أَتَمَنّى!