الثلاثاء ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم
بَريدٌ عاجِلٌ إلى أُمّي!
سَأَلْتُ مَواسِمَ الأَسْفَارِ عَنْ إِنْسِأُحَمِّلُهُ رِسَالاتٍ تَيَبَّسَ حَرْفُها الْمَنْسِيوَأُرْسِلُها غَياياتٍ تُناغِمُ هُدْبَ عَينَيهاوَوَرْداً مِنْ غُصُونِ الْفَأْلِ قَبْلَ اللَّيلِ إذْ يُمْسِيأَحِنُّ لَها، حَنينَ الظّلِّ لِلْغَرْسِ..أَقُولُ لَهُ: بَرِيدٌ عَاجِلٌ..عُنْوَانُهُأُمّيوَكُلُّ صَبِيَّةٍ حَنَّتْ ضَفَائِرَها إلى الْعُرْسِوَتَخْطُو نَغْيَةً تَسْمُو عَلى نَصِّيأَخِيطُ لَها رِدَاءَ الشَّعْبِ وَالشَّمْسِمُدَثَّرَةً بِعِطْرٍ مِنْ أَغارِيدِ اللّقَاءاتِوَذِكْرَى مِنْ أَقَاصِيصِ الْمَسَافَاتِرَسَمْتُ غِلافَها بِمَواجِعِ الْقَمْحِوَعُنْوَاناً يَمُدُّ الْجَذْرَ في جُرْحِي..وَحُبّاً لَحْنُهُأُمّيسَكَبْتُ دُمُوعَ مِحْبَرَتِيلِمَ الأَشْعارُ تَكْبُو في مُخَيّلَتِيوَتَهْرُبُ مِنْ يَدِي الْكَلِماتُ تَغْرَقُ في دُجَى النّفْسِوَتُلْقِي فَوقَ أَوْرَاقِي حُرُوفاً لَيسَ تَعْرِفُهاوَحَمْحَمَةً تَبُثُّ ثَوابِتَ الأَمْسِبِعَظْمِ الصّدْرِ أَرْصِفُهاإِلى أُمّيسَأَلْتُ خُيُوطَ أَورِدَتِيعَنِ الإنْسانِ في وَطَنيعَنِ الأَسْماءِ وَالْحارَاتِ وَالشّيَمِ!عَنِ الزّيتُونِ لا يَشْدُو لَهُ قَلَمِييَمُجُّ حُرُوفَهُ غَضَباً على الْكُتُبِوَيَذْهَلُ مِنْ عُرَى النَّسَبِإِذِ الرَّمْضاءُ تَقْذِفُ مِنْ مَجَامِرِهاخِصَامَ الإخْوَةِ النُّجُبِفَيخْبُو مِنْ أَوَاصِرِهاسَنا أُمِّي*****سَأَلْتُ الأَرْضَ يَمْخُرُ تُرْبَها جَسَدِيوَأمْهَرُها دَماً يَجْرِي مِنَ الْكَبِدِبِلا وَجَعٍ مِنَ الأَيّامِ أَحْمِلهُ إلى وَلَدِيأُخَاطِبُ أُمّيَ الْمَرْهُونُ في حَدَقاتِها بَلَدِيوَأَخْطِفُ مِنْ فُؤادِ الصّبْحِ أَنْفاساًلأَهْدِيَها إِلى أُمّي