الاثنين ٢٥ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم ناهض زقوت

ندوة عن غسان كنفاني

نظم المركز القومي للدراسات والتوثيق وشبكة شباب فلسطين الثقافية ندوة بعنوان (غسان كنفاني ـ أول النص) وكان ضيف اللقاء الدكتور محمد بكر البوجى أستاذ الأدب والنقد في جامعة الأزهر

وأدر الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام المركز، حيث رحب بالضيف وبالحضور الذين غصت بهم قاعة المركز القومي بغزة. ثم قدم مداخلة عن مسيرة حياة غسان كنفاني وتجربته الأدبية والسياسية.

فقال: ارتبطت مسيرة حياة الكاتب والروائي الكبير غسان كنفاني، بمسيرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، فهو من مواليد عام 1936 في مدينة عكا. وبعد سقوط عكا سنة 1948 وخرج مع أسرته مهاجراً إلى جنوب لبنان ومنه انتقل إلى دمشق، بدأ غسان يعمل لإعالة أسرته، وفي نفس الوقت استمر في الدراسة ليلاً. وحاز على الشهادة الإعدادية فاشتغل معلماً في مدارس "الأونروا" في دمشق، ثم حاز على الشهادة الثانوية، والتحق بجامعة دمشق لمدة ثلاث سنوات فصل بعدها لأسباب سياسية. فترك دمشق متوجهاً إلى الكويت للعمل مدرساً للتربية الرياضية والرسم. وخلال متابعة عمله في الكويت انتسب إلى جامعة دمشق ونال شهادة في الأدب.

وأضاف زقوت، بان مواهبه الإبداعية تفتحت أثناء وجوده في الكويت فكتب أول قصة في عام 1956 بعنوان "شمس جديدة" تحكي حوادثها عن طفل من غزة. ومنذ هذا العام وحتى اغتياله في عام 1972، نشر نحو عشر روايات، منها ثلاثة لم تكتمل، وواحدة لم تنشر في كتاب. كما نشر نحو خمس مجموعات قصصية والعديد من الدراسات الأدبية والترجمات والنصوص المسرحية.

وأكد زقوت أن غسان تميز بتفكيره الثوري وتجسيد مأساة شعبه في أعماله الإبداعية، وصور فيها محنتهم وتشردهم وصمودهم.

وعن تجربة غسان السياسية، أشار زقوت، بأنه بدأ حياته السياسية في عام 1953 بعد مقابلة الدكتور جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب آنذاك، وأصبح عضوا فعال في حركة القوميين العرب، وفي عام 1967 بدأ عمله في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعاصر تطوراتها وناضل في صفوفها وصولا إلى عضوية المكتب السياسي. ورئيسا لتحرير صحيفة الهدف وهي المجلة المركزية للجبهة الشعبية.

ومن جانبه تحدث د. البوجي متناولا روايات غسان بالتحليل والنقد بأسلوب مشوق نال إعجاب الحاضرين، حيث افتتح حديثه برواية (رجال في الشمس) فقال: إن الرواية تتحدث عن نكبة الفلسطينيين وهجرتهم، واستعرض شخصيات الرواية وبما تحمله من دلالات رمزية، واعتبر أن التحريض الثوري في الرواية يأتي في الخاتمة "لماذا لم تدقوا الخزان"، هذه العبارة كما قال تحمل العديد من الدلالات والمعطيات، في دعوة للفلسطينيين لكي يتحملوا مصيرهم ويدافعوا عنه، وان لا يتركوا مصيرهم في أيدي الآخرين. ورأى د. البوجي في شخصية "أبو الخيزان" القائد المهزوم الذي لا يحق له قيادة مجتمعه.

ثم تناول في حديثه الرواية الثانية لغسان وهي (ما تبقى لكم)، فقال إن أحداثها تدور في غزة من خلال عائلة فلسطينية ذاقت مرارة التشرد على يد الغاصب الإسرائيلي, واعتبرها د. البوجي من أقوى روايات غسان من ناحية فنية، ويأتي التحريض الثوري فيها من خلال المواجهة بين البطل والجندي الإسرائيلي.

وأكد د. البوجي بان الرواية الثالثة لغسان وهي (عائد إلى حيفا) تحكي أحداثا حقيقية استمع إليها غسان أثناء وجوده في الكويت، وأخرجها عندما ترسخت معالمها وأفكارها في عقله الباطن، وأضاف بان الرواية عبرت عن قمة مأساة الشعب الفلسطيني، مأساة الأم التي تنسى طفلها في السرير وتهرب باتجاه البحر خوفا من الرصاص المتناثر، وبعد احتلال كامل الوطن عام 67 تعود الأم وزوجها للبحث عن ابنهما الذي يجدانه جنديا في جيش إسرائيل، وهنا يقول الأب كلمته "خلدون/ دوف هو عارنا، وخالد هو مستقبلنا" حيث يدفع ابنه خالد للالتحاق بالمقاومة. ويأتي التحريض الثوري في الرواية من سؤال الأم حول العودة، فيقول الزوج "العودة إلى حيفا تحتاج إلى حرب".

ويشير د. البوجي إلى تأثر غسان في روايته الرابعة وهي (أم سعد) برواية "الأم" للكاتب الروسي مكسيم غوركي، وتتحدث الرواية عن امرأة لاجئة فلسطينية مغامرة كانت تساعد المقاتلين وتقدم لهم الطعام, وهي الرواية التي تحرض على الكفاح المسلح وتدعو إلى المقاومة لتحرير فلسطين.

وبعد أن اختتم د. البوجي حديثه بذكر العديد من روايات كنفاني. افتتح باب النقاش للحضور وكانت مناقشة قوية وشديدة وايجابية ووضع غالبية الحاضرين مناقشاتهم واستفساراتهم وأسئلتهم الجادة حول هذا الموضوع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى