الأحد ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم عبد الله دمومات

نص قبل الانطفاء

عندما تأخذني شهوات القصيد إلى أقاليم الروح تنكشف رئة السماء وأصابع القمر فيورق العشب المخملي في خصر المدى.

استمطر فلك الفجر المثخن بزبد الجنة امتص رحيق الكون ثم تتفتح صفحات البياض في عين الصدى.

معجزة معجزات البوح تمر عبر الحرف الشريد المضمخ بشغف الانبهار ولون الاستعارة وخشوع المطر.

العشق الغجري يتمدد فوق سرير تباريح اللهب الجارح..... ا ل ج ا ر ح ثم يكبر في وادي السؤال.

ثغر النهر يحتفي بهديل امرأة حبلى بماء الصباح ودفء المكان ورائحة الغروب .

آه لقد ضجرت بالسؤال ويبس الانتظار و تراتيل غيمة اللسان.

ناسكة في براري صفصافة الربيع تسال ملء ابتسامة الياسمين

ماذا تقول عصافير المساء?
ماذا يقول صحو النجم الهارب ?
ماذا تقول نشوة الرعشة الساكنة في شرايين نهد النهار?
ماذا تعني إيماءة البجع في نهر الفجر?

نورسة حزينة تجلس فوق شرفة المساء الخريفي تتأهب لتركب وهج الثلج الذي يتوالد تباعا في جسد البحر.

في صخر القوافي أروي تفاصيل الموت الذي ينمو في حضن الكآبة.

كأزهار الخلود في كف الفناء أبوح لشمس الظهيرة بخرائب الزمن وفراغات الروح وفقاعات الأشياء فيتدفق الغسق المرمري في بحيرات الله ويتمنع المحار المبلل بعطر الفراشات الحزينة.

في آخر هزيع الليل و قبل صلوات الانطفاء أرى سر الأسرار... أرى أكفان الريحان تهاوت في شوارع الرؤيا.

رصيف اللحظة ينطق بانين المطر وتباريح قطرات الندى الليلكي.

ذكريات شجرة الكالبتوس تبعثها أسرار اللحظة والينبوع المتدفق من صبوات ظل رمس الفصول.

موجات معزولة تتسع لرائحة الطفولة السافرة في مسالك الرمل الجنوني وغابات الأيائل الغجرية المفعمة بعنف النخيل وصخب البحر المعطر بلعاب الخريف وعطش النوارس الراقدة في مغارات السحاب المتشح بدمع الموت وحنين شجر السرو .

مخالب الشمس تضيء ضفاف الجنون ومسارب ليل لا ينام.

استبق لهفة البنفسج و حفيف ضوء المجرات المسجونة في سواحل شفاه ناسكة مخضرة بلون السنديان.

حسناء من طيف الكلمات الراقصة تختلس رعشات اللحظة على سرير صمت تضيئه شموع الاحتراق ثم تصيخ السمع لأوتار لذة حزن رمادي يدب في شقوق نهد الفجر العاري.

الطير الذي يصحو وينبعث رفقة نشيج الأمكنة وارق الماء الشفيف سيتسع لصباحات الغموض وجزر الذهول.

لهجرة السنونو في افياء الاستعارة دهشة الصنوبر وخجل همسات الريح.

عندما تتفتح تقاويم مواسم السنابل و مسافات الشوق المثخن بعبق المعنى وصبوة الذكرى يحلو لحن السهر رفقة أوتار نهد لم يولد بعد......ب ع د..

العشق الباذخ يورق في شراشف أزمنة الغياب و يحتفي بنبيذ كلمات من نار تتحول عند آخر الظهيرة إلى ضفائر قزحية مثخنة بتعاويذ اللوعة المزينة باجواخ السراب اغزلها على جدائل من غبار الامتلاء بالبقاء و بالصهيل المطمور في بطن خيول الرحيل فيفيض الثلج الأزرق في محراب الحزن ليتمطط الكون في عين دمعة تحضنها قيامة الذاكرة المفعمة بندف الثلج.

تكبر فجوات الحلم الساكن في عين شمس عارية تكسوها قبرات تائهة في أرصفة المطر فتشتعل أجنحة الرياح.

غبار التراب يفرك أثداء المدينة بحثا عن قرنفلات الشوق وشغف الغياب.

ينهض العدم من قلب طفولة حزينة تتسع لسؤال الدمع المالح اليرتجف في محراب صلوات زنابق الشتاء المتبوعة بقداس وإيقاعات نرجس الفراق.

أقف أمام عواصف جبال تنزف جراحات وترسلها كذرى شاهقة صحبة نشائد من نار.

القوافي تضج في جسد فراشات تداعب رموش الربيع الظامئ إلى لعاب ثغر ينام في كف القلق المبلل بعبق غصن لم يمت بعد.

شعاع القمر يفيض بمهابة الياسمين وشغب الأيام وهمس جنائز الثلج.

اكنس كسل التيه ولحظات عته المدن لأعبر هذيان الوقت اليشبه نيازك تتهاوى و تسقط من أمكنة أنهكتها ثرثارات الحداد.

أزهار الروح تهدهدها صرخات فتنة الخريف الموشى بحجاب شجر التفاح في غابات تضج بدفق رعشة اللقاء وبلاغة دفء حسناء مولعة بغواية الترحال وشغب الطيور ونقطة الوصال وعزلة الكهوف وبهاء الحقول.

لأنسجة الوجدان المزدان بالفرح الأحمر والممزوج بالسام الرمادي بهاء الشمس والق الأقحوان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى