الأربعاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٥
بقلم رأفت دعسان

نكهة الوطن

هو وطنى ذلك الوطن الجميل الأردن ذو الشمس المشرقة التى تداعب بأشعتها وجنتى فى حنان ودفء ليس لهما مثيلان.

لا زلت أذكر تلك النسمات العليلة التى تدق بأريج عطرها أبواب اللذة فى كون من الهدوء الشافى لأمراض العقل وهمومه الكثيرة.

كل ما فيك يا وطنى جميل ففيك ولدت لحظات السعادة فى حياتى ولبست لحظات الحزن لباس السعادة كونها لحظات حزن على أرضك وتحت سمائك، وكل ما فيك يا غربتى قبيح ففيك ولدت لحظات الحزن فى حياتى ولبست لحظات السعادة ثياب الحزن لفراقها الأرض التى خلقت منها.

رائحة الأرض، كم هى جميلة رائحة الأرض ففيها من اللذة والمتعة لما لو أنك جمعت لذة مئة رجل وامرأة لفاقتها فتنة وروعة وصفاء ونقاء ليس له حدود. رائحة الأرض وكأنها مفتاح خزائن ذكرياتى المسجونة التى خلقت وتربت عليها.

صور شتى سريعة تجوب مخيلتى لا أدرك لها نهاية ولا أذكر لها بداية، هذه دارنا العتيقة هنا كنا نجلس على ذلك الدرج فى تلك الحارة المنسية، هنا تساقط الثلج كأم حنون تسدل على ولدها أغطية بيضاء صافية، هذه مدرستى القديمة ذات البناء المتهالك هؤلاء الأطفال أصدقائى هذا أنا هذه طفولتى، هذا ملعب الكرة وساحته ذات التربة البنية، هذا بائع الحلوى، هذا وهذا وهذا.

لا زالت الصور تترى ها أنا فى الجامعة جامعتى الحبيبة التى عشت فيها أجمل سنين حياتى وتذوقت فيها طعم استقلال الذات وحرية الرأى وإخراج التفكير والابداع الى حيز الوجود، ها أنا شاب ملؤه الحياة والنشاط أتنقل من مكان إلى مكان ومن كلية إلى كلية سابراً غور هذه الجامعة ملتهما شرها لما فيها من ثقافات وأعراق وعلوم فى امتزاج عجيب رائع.

تعبت، نعم تعبت يكفى وكأنى فى سباق ماراثونى طويل سريع، أنفاسى تتسابق أريد أن أعود، أريد أن أعود لدارنا، لمدرستى، لجامعتى، لطفولتى، لشبابى أريد أن أعود أريد أن أعود.

5 آذار 2005


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى