هذا طريق العاشقين

هذا طريق العاشقين
شعر: عبدالرحيم غفور وفائي 1844 -1902
ترجمة: مكرم رشيد الطالباني

هَلُمَّ أيها القلب وكنْ واعياً، هذا طريق العاشقين
وذُب في جمال الحبيبة، هذا طريق العاشقين
هنا تُسمعُ نحيبُ الناي والبوق، وهناكَ تُسمعُ قهقهاتُ كؤوس الشراب
أن اَضرمَ النارَ في الناسِ، هذا طريق العاشقين
أسهر مرّةً ولا تغمض عينيكَ، وأبكي بكاءَ إنتصاف الليلِ
حتى تشرق شمساً جديدةً، هذا طريق العاشقين
آهات القلبِ وعاطفةُ النفس، قذى الأكباد وأمواج الدماء
الدماء الزكية والدموع الرقراقة، هذا طريق العاشقين
إن لمْ يحترِقَ القلبُ حيناً فحيناً، وإن لم يفنيَ الرأسُ حتى القدم
فالفراشةُ لنْ تسعدَ بوصالِ الشمع ِأبداً، هذا طريق العاشقين
إن لمْ تجعلَ عینيكَ وقلبكَ تحتقنُ دماً، ولمْ تقطعَ صلتُكَ بالأعداء جميعاً
لا تفكرْ إذن أن تسعدَ بوصالِ الحبيبة، هذا طريق العاشقين
يجبُ أن يكونَ العاشقُ سَكِراً، ويكونَ كترابِ عتبةِ الحانةِ
أن يكونَ الساقي لديهِ عياراً،هذا طريق العاشقين
لو أنقبضَ القلبُ، ولم تحملَ ريحُ الصبا شرحَ فؤادي للوردة
فإن عُمري العزيز سيذهبُ سدى،هذا طريق العاشقين
إحترقَتْ أعماق فؤادي كاملةً، جسدي وكبدي تمرغا بدماء القلبِ
جسدٌ بلا إسمٍ ولا أثرٍ، هذا طريق العاشقين
منْ ثمَّ وفقَ عهدِ ألستْ، ناولْ كأساً من تلك الكؤوس
مخموراً سَكرِاً للأبد،هذا طريق العاشقين
مجنونٌ وولهانٌ، تقتلني غمزاتُ الحبيبة
آلام المشرطِ تملأ فؤادي،هذا طريق العاشقين
عَينْيَ تُبلّلَهُ عاطفةُ القلبِ، بحرٌ من مياه ونيرانٍ
أيها المُطرِبُ، قُل للساقي، أن يأتيَ،هذا طريق العاشقين
أستعدتِ الفراشةُ، أردفَ المصباحُ مخموراً سكِراً
عند الإحتراق سأُحقّقُ وِصالي، هذا طريق العاشقين
فالبلبلُ يئنُّ من الحُزنِ، والزهرةُ تتدلّلُ وتبتسمُ
إبكي بحرقةٍ وشغفٍ، هذا طريق العاشقين
مَنْ أكثرُ إخلاصاً كوفائي؟ مِن كأسِ فؤادِ ذي الإبتسامة الوردية؟
فهو خضرُ الحي بذلك الكأس؟ هذا طريق العاشقين
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر: ديوان وفائي (عبدالرحيم غفور سابلاغي)، جمع ومقارنة سيد عبيدالله أيوبيان، تحقيق وإعداد وكتابة المقدمة د. عثمان دشتي، طبعة عام 2011م.