الأربعاء ١٢ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
هل الرحيل فودع الأحبابا
هل الرحيل فودع الأصحابا | وكن الصبور وللنوى غلابـــــــا |
قد كان توديع الأحبة مؤلما | والقلب بعد فراقهم قد ذابا |
آه على قلب تعود كلما | هب النسيم يودع الأحبابا |
بالأمس ودعنا البلاد بدمعة | واليوم صرنا في العلى أغرابــا |
وشربت نخب الراحلين وذكرهم | واليوم تشرب في الهوى أنخابا |
ودعت في الماضي رفاقا أصبحوا | بعد الشهادة في القبور ترابـــــا |
وتركتَ أبطالا بنفحة وحدهم | أنسيت عهدك حين كنت شبابا؟! |
هاجرتَ من وطن المحبة باحثا | عن جنة كانت إليك سرابــــــــا |
وهجرتَ أرضا قد روتك بمائها | وتركت أعداء بها وذئــــــــــابـــــا |
يا جنة الفردوس يا قدس الفدى | هل تفتحين لعودتي الأبوابا |
لا تحرميني من ترابك بعدمــــــا | شـــــاخ الفؤاد وشعره قد شابـــــــا |
ودعــــي العتاب فما عرفتك للأسى | حسبي عناقك أن يكون عتابـــــــــــا |
هذا اعتذاري يا حبيبة فاعلمي | كشف الزمان بغربتي الأنيابـــــــا |
سنعود أفواجا إليك بلهفة | مثل الطيور لوكرها أسرابــــــــــا |
سنعود يا عنب الخليل وخمرها | فالكأس بين كرومها قد طابــــــــا |
عنب يفوح الطيب من حباته | أشهى من الخمر العتيق شرابا |
لا يرتوي العطشان من أعنابه | يا شاربا كوبا تلي أكوابــــــــا |
شبابتي نادت متى سأجبيها؟ | لنعود نصدح ميجنا وعتابـــــا |