الجمعة ٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨

هناء السعيد وفراغات اللوحة الشعرية

بقلم: وجدان عبدالعزيز

أعتقد أن الإنسان الشاعر له قدرة على كشف الأسرار التي تكمن وراء مظاهر الأشياء عن طريق قلبه، لأن قلب الشاعر يميل للأشياء من خلال الصدق والنقاء الذي يحمله، وهكذا أرى الشاعرة هنا السعيد تحاول إمتزاج اللامرئي بالمرئي أو اللامرئي باللامرئي نفسه خالقة لهاثا من خلال نغمات الصوت تتحقق الذكورية وسط ضجيج الانوثة الغير المرئي هوالاخر الكامن في الذات، أي هناك لوحة ذهنية غير مجسمة لمحاولة اثبات حالات الحضور لأن الكلمات الموجودة تحفها فجوات الأوراق، فهي متماهية، لتحال إلى فراغات تستجدي العطف من الشاعرة لملئها، غير أن الشاعرة تقف عند حدود عدم الامكان تلفها حالات حزن غريبة تنبع غرابتها من ذات السعيد نفسها، فلا تكتفي بحزنها إنما تستحضر حزن الاخر بتكرار عبارة..

(حزنك يستجيب لحنجرتي.....)

عنوان القصيدة ثم تنزل الى متنها لتترك فراغا يكمن فيه المسكوت عنه..
والشاعرة تذوب في حالة تغريبية مناشدة الغياب كي تقعد على رابية الصمت حينما تقول:

(بي.......... والصمت ملجأي)

أي ان قولها يتصير الى بياض على الورقة يدركها الصمت باعلان..

(صباح للنزوات

وظلال يخلقها الموت)

(بينما الطريق يخبأ

الغروب............)

الشاعرة تتحمل هموم الذات وهموم اخرى موضوعية اكبر من الذات، فهذا العمق الذي انتاب نصوص الشاعرة السعيد احالها الى لوحات تتناسل فيها الفجوات، لتكون ملاذا للتفسير والتأويل..

(بانتظار عاصفة لبرهة قرمزية........)

وهنا بالذات كسرت الشاعرة افق الانتظار بالبرهة القرمزية، لانها خرجت من الذاتي الى الموضوعي...

(عائدة الى دنياها........

خلف منازلنا العتيقة

حينها استرخى الغائبون

من لظاهم........... ولو خرسا)

وتبين لي ان الشاعرة بقيت محلقة في اللاوعي، لذا لم تللم اذيال الكلمات كي تنساب في افقها اللامرئي، فظلت رؤاها تتشظى في الفراغات...

(استجماع النسيان

تعتق صداه.......

واضحت السماء لنا اضابير)

حتى انها حلقت في السماء وظنت انها استقرت هناك روحا وجسدا واصبحت اسيرة لحزن اخر..

(ولكن حزن الاشجار بي

يقودني

وما زالت.... اسئلة الحب

ايه............. يا ثورة روحي)

اذن الوضع الداعر السفلي جعل الشاعرة تتسامى الى الاعلى..

والحقيقة ان المبدعة هناء السعيد تبقى اسيرة اللاوعي حتى في مرحلة الوعي مما جعل قصائدها عبارة عن ملاذات للفراغات والفجوات من الممكن بالنسبة للمتلقي ان يضع فيها تأويلاته هذا اذا حاول معايشتها ضمن اتجاه المعنى واسترداده..

 [1]

بقلم: وجدان عبدالعزيز

[1قصائد/1. حزنك يستجيب لحنجرتي

2. بينما الطريق يخبأ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى