«هي، أنا والخريف» في طبعة عبرية
صدرت رواية الأديب سلمان ناطور «هي، انا والخريف» باللغة العبرية عن دار النشر "هكيبوتس همؤوحاد" وقد قام بترجمتها البروفيسور يهودا شنهاف أستاذ العلوم الانسانية في جامعة تل أبيب وأشرف على تحرير الترجمة البروفيسور حاييم حيفر رئيس قسم الأدب العبري في جامعة القدس العبرية. وتقع الرواية في 175 صفحة وكما في الطبعة العربية تزين غلافها صورة لأحد أعمال السيراميك التي صنعتها الفنانة ندى ناطور.
كتب المحرر على الغلاف في معرض تقديمه للرواية وللكاتب: "من هي "كهرمان من الشيشان" بطلة رواية سلمان ناطور "هي أنا والخريف"؟ ربما أنها شخصية رمزية وربما من لحم ودم، ولكن أفعالها تأسر القاريء في هذه الدراما القروية التي تحبس الأنفاس. نسيج الحياة الفلسطينية المطرز في الكتاب بيد فنان يثير الأسئلة الصعبة عن مصير الانسان الفلسطيني في الدولة اليهودية. عبر البناء الدقيق لشخصية امرأة غريبة الأطوار يقدم سلمان ناطور سيرورة مثيرة للعلاقات بين الفلسطينيين أنفسهم بشكل خاص وبينهم وبين العرب بشكل عام. البعد الانساني لشخصيات الرواية يظهر بشكل خاص في قدرته النادرة على الدخول في عالم المرأة وبالذات بواسطة عرض العلاقات المثير بين كهرمان وجميلة. يتساءل ناطور: كيف يمكن تحقيق وجود إنساني للمرأة بين الخيال والواقع وبين الضعف والقوة؟ في الطريق الملتوية والمعقدة التي يسيّر فيها أبطال روايته، بين عالم الغيب وعالم العقل ، فانه يمزج بين الخيال والواقع ليقدم لنا رواية نقية ومثالية بلغته المحكمة وسخريته الذكية، وهي تؤهله ليكون شخصية مركزية في الصف الأول بين الأدباء، هنا وفي العالم العربي".
وكتب المترجم: " ترجمة هذه الرواية الرائعة كانت لي تجربة لا تنسى. في خلال أسابيع عديدة كنت مسكونا أنا ايضا بالخرافة التي صاغتها يد هذا الفنان. المحادثات الهاتفية الطويلة مع الأديب سلمان ناطور والذي دقق الترجمة وحسّنها هو والمحرر البروفيسور حنان حيفر، هذه المحادثات هي التي كانت تذكرني بان هذه الخرافة في نهاية الأمر هي من تأليف كاتب.
هذه الرواية ذات مستويات عديدة تخلق تعقيدات لغوية. في المستوى الأول، هي قصة مؤثرة عن علاقات متميزة بين حفيدة وجدها. ولا تقل تأثيرا العلاقات بين كهرمان وجميلة. إن نجاح الكاتب في التعبير عنهما هو إنجاز غير عادي. إنها أيضا رواية عن المقاومة النسائية لآلة جبارة يديرها رجال من أفراد الشرطة وموظفين ومختار وأصحاب رؤوس أموال، والأمر المميز هنا هو أن هذه الأصوات يعرضها بحساسية مرهفة كاتب رجل، ولكن الأهم من كل ذلك هو أنها رواية عن الصدمة، عن صدمة إنسانية هي رمز لصدمة قومية، فلا يمكن أن تقرأ الرواية دون الوصول إلى الصدمة المستمرة التي تواجه عرب الداخل، والتي تجعلهم بلا هوية واضحة ويتكلمون لغة مبهمة. بلا ذاكرة اذ مسحها التاريخ والجغرافيا المعاصران. رواية سلمان ناطور باللغة العبرية هي انجاز عظيم. إنها تستحضر أمام اليهود الباطن السياسي المخفي عنهم والذي تقوم عليه دولة إسرائيل، هذا الكتاب الحساس يسائل الهيكل العظمي الذي تخبئه اسرائيل في التابوت".