الأحد ٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم
هِـــــيَ فَوْضى، فلا تُغَنِّ وَحْدَك
لن أنضم إلى شرق وغربسأنشقّ فقط عن بلا ـ روسياأو بلا ـ الصين أو أمريكالكنّ المشكلة هيأيّة لُغةٍ سأتحدّثهاليفهمني أهل البلد؟هي فوضىفلتُغَنِّ في هذا الضَجيجِإنْ راقَ لَكْوَقُلْ طوبىلِمَنْ سيَسْمَعَكْوَطوبىلِمَنْ سَيُغَنّي مَعَكْأحياناًيصمت الحقّليسَ خوفاًولكن.. حياءًمن سطوة الباطلأحياناً...ولكنْ....هل سينجو الباطِلُمهما سطامهما بغامهما طغامن غضبة الحقّومن ثورته؟يثقُبُ الحاكِمُ المُعْتَدُّ بِسَطْوَتِهِعَيْناً مِنْ عَيْنَيِّ القانونِ بِمِخْرَزِهِوَيَسْتَغْرِبُ كَيْفَ يَنْفَذُ الخارجونَ عَنِ القانونِإلى جُيوبِهِدونَ أنْ يَراهُمُ القانونُبِعَيْنِهِ المُطْفَأةيَفْتَحُ أحَدُهُمُ البابَوَيَتْرُكُهُ مُشْرَعاًفَتَدْخُلُ الريحُ بِلا رَقيبٍومَعَها كَثيرٌ مِنَ الأعْداءِفَكَيْفَ سَيُخْرِجُهُمْوَقَدِ اٌسْتَوْطَنوا رِئَتَيْهِوَهَلْ سَتَقْبَلُ الريحُأنْ تَحْمِلَ مَعَهاآثارَها؟أضْيَقُ مِنْ ثُقْبِ الإبْرَةِوأصْغَرُ مِنْ بَيْتِ النَمْلَةِهذا العالَمُ الرَحْبُكُلّما اشتدَّ الظُلْمُواتَّسَعَ القَهْرُقَبْرُيَنْفَتِحُوالسَقْفُمَوْتٌ يَنْهَمِرُحَرْبٌتَتْلوها حَرْبُمن يوقِفُها؟الأفْعى لا تملِكُ غَيْرَ السُمِّلِتَهَبَهحتّى لَوْ تَحَلَّتْبِمُسوحِ القَداسَةِوأذّنَتْ في الجُموعِلِلصَلاةِالعدالَةُ لا تَخْرُجُ مِنْ كُمِّ أفْعىتَسْكُنُ في كُمِّ حاكِمٍيُمْسِكُ بِيَدِهِعَلى عُنُقِ العَدالَةِوَيُطْعِمُها لِلأفْعىلِتَحْرُسَهدعهُ يَنامُودعهُ يَحْلُمُفالحُلْمُ إنْ جاءَهُأعادَهُ إلَيْهِوإنْ عادَ فِعْلاً إلَيْهِعادَتْ إليْهِ الحياةُلِتُهَذِّبَهُدَعْهُفَرُبّمايَلْقاهُلا تُلْقِ بِقَلْبِكَ مِنْ فَوْقفإنَّهُ إنْ لَمْ يَتَدَحْرَجْ مُبْتَعِداًحتّى يصْطَدِمَ بِجِسْمٍ مافَيَنْشَطِرُقدْ يَرْتَدُّ إليْكَ كالكُرَةِفَتَلَقَّفْهلا تُلْقِ بِقَلْبِكَ إلى فَوْقفإنَّهُ سَيَسْقُطُ حَتْماًلكنْ إنْ لَمْ تُسْرِعْ لِتَتَلَقّفَهُفَقَدْ يَسْقُطُ على رأسِكفَيَشْطُرَهُوَقَدْ يَقْتُلَكدَعْ قَلْبَكَ في مكانِهِذلك أسْلَمُ لَهوأنْسَبُ لكفي خُلاصة الرحلةلا تغنّ وحْدَكَفَيَنكَسِرُ الإيقاعُوتنْكَسِرُ المِزْهَرِيَةُ التي أعدَدْتَها لِوَرْدَة الصباحِالغِناءُ وَحيداًكشجْرَةٍ تَهُزُّها الريحُلِتُسْقِطَ أوراقَهاوتذروها
( من مجموعة " أعرف أنّني لا أموت في القدس" الصادرة حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع)