

وداعــــا ً يـا أبــا فلسطيـن !!!
شاءت الأقدار أن ترحل وتـُوارى الثرى يوم السبت 15.5.2010 حين كنت ُ في
فترة حداد على والدي - طيّب الله ثرا ه - وكان سبقك بعدة أيام إلى العالم الآخر
فاعذرني يا أبا فلسطين !! يا عمر حمودة الزعبي !! لأني لم أستطع أن أودِّعك
الوداع الأخير ولم يبلغني الخبر إلا بإعلان معلق على أحد الأعمدة بالناصرة أمام
مكتبي .
ما زلت ُ أذكر الجلسات الطـِّوال حيث كنا نحرث الميادين الأدبية عامة و الشعرية
خاصة شرقا وغربا وعندك من الذكريات ينابيع ُ ثرّة ٌ خاصة عن شاعرنا الباقي أبدا
راشد حسين إذ عملتما بالصحافة والإعلام خلال الستينيات من القرن الضـِّلـّيل ...
في 13.7.1990 وعقب مصادرة ديواني «العودة ُ إلى الآتي» وتقديمي
لمحاكمة استمرت ثلاث سنوات نشرت َ على صفحات "ألصنـّــاره" من بحور
المعنـّى وتحت عنوان "إلى أخي شفيق ! بلا مقدمات وبدون رياء" مقطوعة
تعدّت خمسين بيتا وهي من أصدق ما قيل وما كـُتب من شعر وطني باللغة المحكية
ولم أكن أعرف يومها أنك فارس بهذا المجال فأنا عرفتك شاعرا ذا لغة عربية
راقية لا يباريك َ فيها أحد وقد وردتْ هذه اللوحة الجميلة في ديوانك الأول
" فلسطينيــات - شعرٌ فلسطينيّ بالفصحى والعامية " الصادر عام 2004 .
كتبت ليَ فيما كتبت:
حروفـَك ْ أرعَبَت ْ دولِه رصينهلإنها من فِكِرْ رافض ونافيوصوت يصيح ْ يا دنيا افهمينيإسمعي صوتي بأرضي والمنافيانا طالب حقوقي .. إنصفينيوخبز ِ العَدِل إيماني وكفافيوإلا بَحْرق الدنيا بيمينيوخلـّي الدّم فوق الأرض طافيوبعدها يا أرض جدي احضنينيعصدرك وغسْلي جرحي بدمعهوقولي هالفتى ما مات غافي
ولفلسطين ابنة شاعرنا الراحل يقول:
فلسطين ابنتي، أختي وأميفلسطين ُ الشـّذى يا ضـَوْعَ عمريفلسطين ُ التي أحببت ُ، عمريويــا أ ُنسي وإيناسـي بقبـــــــــريفلسطين! ابنتي، حبـّي وذاتيرعـــاك ِ اللهُ من ســوءٍ وشـــــــــرِّأفيــدي من كـلامي واستقيميعلى ما شِئـــتِ من خـُلق ٍ وطـُــــهْر ِ
* وفي وداع شاعرنا الصديق والأخ عمر حمودة الزعبي نردِّدُ معه من قصيدته:
أحبُّــــك ِ...:أحِبـُّك ِ في وحدة النـــاصره ..صليبا ً يعانقُ فيها الهلال ْ ...وراهبة ً .. ركعت بابتهال ْ ...وشيخا ً يؤذن: قمْ للصلاة ِ ...وفجرا ً سنيـــّا ..وعيْشـا ً هنيـــّا ..وحبُّك ِ ديني ...وفيك ِ التوحـُّدُ بالآصــــره ..يا ناصـــره !!!!!
رحمك َ اللهُ يا أبا فلسطين رحمة ً واسعة ً وأسكنك َ فسيحَ جنانـِــــه.......