الخميس ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم كمال عيد

وسام من الرئيس

مسرحية كوميدية – السيد حافظ

- بدايـة

أشكر الزميل الفنان السيد حافظ، والمسئولين الذين احتضنوا هذا اللقاء، الذي أتاح لي فرصة لقاء أخوة وزملاء أعزاء في الحقل المسرحي، بعد أن حجبتنا مقادير الحياة الصعبة عن اللقاء والتبادل المعرفي والثقافي، فعجزت عن متابعة إبداعاتهم التي طالما فخرت بها، واستفدت منها، تماما كما أفخر واعتز بها الآن، وقسما ما حييت.

- وسام من الرئيـس

مسرحية كما يطلق عليها زميلي الأستاذ السيد حافظ. ولوحات أو مشاهد كوميدية متنوعة كما أرها أنا، ومع ذلك فهي مع هذا الشكل الفني الذي جاءت عليه كوميديا جريئة إلي درجة عليا غير معهودة في إنتاج كوميديات مسرحنا العربي المعاصر. لماذا؟

يعرفنا تاريخ الدراما تورجيا أن الدراما – بنوعيها الأرسطوطالي – تنتعش في عصور نادرة. ولا توجد للشاعرية الدرامية تواريخ محددة علي استمرارها كما في فنون الشعر والقصة والرواية. أوقات عصيبة تمر بالدراما وشاعريتها في أزمان الرقابة الصارمة التي تقولب الناس والجماهير وتتلف الوحـي والفـكر، وتستهلك التفكير الدرامـي، والفكر، وتستهلك التفكير الدرامي، ذلك لان حياة الدراما وفترات انتعاشها يرتكز علي جانبها الأخر، وأقصد به الصراع الاجتماعي، ولأصدق في عرضه.

حاول ويحاول السيد حافظ أن يقلب ظهر أيلجن، ويعيد الخلل والجنون المسرحي إلي الانضباط والعقلانية الغائبة طويلا، بفعل المهرجين والنطاطين علي أسلاك الخشبة المسرحية. ورقة جديدة غريبة. وغير تقليدية، وثائرة، تغير في منهج السلوك الإنساني عند المشاهد المتـفنن، محاولـة (زحزحته) عن صور الشعوذة، والرياء، ودق الطبول، وإشعال المباخر تفوت برائحة زائفة لم يعرفها المسرح منذ عدة عقود من السنين في جنبات المسرح العربي. يفكر الكاتب حافظ الذي تعاني إبداعاته من الخروج إلي خشبة المسرح ولا يزال شانه شأن علي أحمد باكثير وغيره من نجباء الكتابة للمسرح، لكنه لا يظل يكتب، ويذكر، ويجدد في وسائل تعبيره بين مسرحي الكبار والأطفال (فضلا عن جهود إذاعية وتلفزيونية وسينمائية بعيدة عن موضوعنا اليوم، هذا التجديد – وبكل معني المصطلح وتفسيراته – يعترف بالنصح وقبل بالتذكير. هذان العنصران المختبئان في المصادر التي ينهل منها كل درامي شريف، وكل متمرد علي الواقع الهزلي المعاش بل والواقع الماضوي ممن دافعوا عن الحق منذ الأمس التاريخي.

وسام من الرئيس هي مسرح يلعب دوره، محددا الحقبة، والزمان، والمكان (علي المكشوف)، يشير بقوة السوط إلي بلد أو مقاطعة أو مدينة.

بكل ما فوق سطحها وتحت جلدها من عالم مجهول، وكأنه مسرح الشرنقة التي تستعصي علي السهام النفاذ إليها. جدار رصين يعزل بين الحقيقة والمرئي، بين السطح والأعماق. وهو لذلك مسرح من نوع خاص لم نألفه أو نتعود عليه، بعد أن نمت الطفيليات، وهو لذلك مرة أخري: مسرح محتاج إلي جهد قاس لاكتشافه ثم فرضه بالقوة والإصرار. لعبور من الصعوبة إلي البساطة، وهما طريق النجاح وإثبات الذات إلي جهود ونشاط الدراميين الشرفاء.

الإنسان

الإنسان في مسرح السيد حافظ، وهو هنا فاضل يحمل الفضيلة التائهة بين جل شخصيات درامته (وسام من الرئيس) هذا الفاضل بدوره الاجتماعي، وبنظرته الذاتية ما هو إلا المعادل لحياته، يعتمد الديالوجات المرحة في اعتماد علي انطلاق الشرارة spark ومضة أو ذرة، وفي إصرار وعناد ناعم الفكاهة والملحة علي التصدي والمواجهة. وعلي مفارقات درامية:

(يدخل شخص يقفون له جميعا ويصفقون له)

فاضل: مين دا؟

سالم: (هامسا) دا مندوب الأمم المتحدة

فاضل: من عند بطرس غالي. يا سلام مانساش بطرس غالي اللي بينا. فين لما كان أد كده عيال صفيين بنلعب في الحارة – نص المسرحية ص 65- 66

وهي أبراز البيروقراطية المعششة في الجنبات من وزير إلي محافظ إلي عمدة التلفيق الأخلاقي مكمم الإخوة الناطقة بالحق والحقيقة إلي جانب قمة سلوكيات الشعارات:

فاضل: ما أنت مش واخد بالك لما العمدة ما رضاش يرجعلي الثلاث قراريط بنوعي، بعت جواب للمحافظ رجع الجواب. باسم الوزير المحافظ قلت علي اللي عمله العمدة، رجع الجواب مفتوح ومكتوب عليه فتح بواسطة الرقيب. وقالولي العنوان غير موجود. هيا المحافظة باعوها؟ أصل مبني المحافظة كان تبع عمر أفندي. مش عمر أفندي طلع عايش. طيب الوزير المحافظ ساكن فيه دلوقتى؟ ثم عادت التلفيق الإعلامي البغيض.

 صفية: يا فاضل أنت اسمك واسم القرية واسم العمدة. وتقول انك راجل وطني ومخلص للبلاد وسهران علي مصالح الناس (كأنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه).

 فاضل: يا كدابه

 صفية: بتقول ايه؟

 فاضل: عاوزاني اكذب؟ متروحي النار. أنا عمري ما كذبت من أول ما تولدت

 صفية: دا مش كذب. دا كلام وبس

 عزمي: يا فاضل يا فاضل إسمع الكلام

 فاضل: يا عزمي يا عزمي. الكلام دا كذب

 عزمي: اعدل كلامك يا عسكري

 فاضل: اعدل كلامك يا لواء.

لا يعدم السيد حافظ – وفي جراءة كعادته – إظهار نمط أو أنماط الشعارات الملونة الباهتة ليصنعها في قالب ساخر جرو تسكي GROTESQUE

 العمدة: شهيد، والشهداء في الجنة. ونسمي المدرسة الابتدائية باسمه. ونعمله صوان زي حرب التحرير. والشهيد من عندنا يعني أن الدم بتاعنا هناك
ثم فضح العمدة كأحد شخصيات السلطة

 فاضل: يا عمدة . خد بص (يخرج الجريدة ويقدمها له)

 العمدة: إيه ده؟ جورنان؟ ما عرفش اقرأ.
هوا الريس كاتب لي كلمة في الجرنان؟

وإضافة يلجأ السيد حافظ إلي التهكمية (أصل الكلمة اليونانية KUNOS فعلي مدي التاريخ تكونت عدة معايير ونماذج سوية قياسية وسوية طبيعية مثل التقدير وفي مناقضة لها التهكمية والتي تتضمن عدم الاحترام وتوصل إلي العدمية NIHILISM، والإنسان المتهكم هو الذي يضع في اعتباره متعمدا تحطيم شيء آخر من خلال تشكل أو تركيب يحمل سلاحا ايجابيا لخدمة مجتمع أو لأخر من إنسانية عامة.

أما مشهد الممرضات الأربع المستبدلات لصورة أجمل فهي التناقص الظاهري PARADOX الفرنسي دينيس ديديرو DENIS DIDEROT
(1713-1784 م). وهو الاتيان بشيء يقصد به شيء آخر. أضف إلي كل هذه العناصر الدرامية سوء التفاهم، النقد الإنساني ومواقف القمع البوليسي، وكلها أو جلها أن أردنا الدقة تحتل الفصل الأول بلومتيه الأولي والثانية. كم درامي قوي ومتشعب وصادق النوايا، أضعف من الفصل الثاني تماما، فمع التطور الدرامي الملحوظ في شخصية قاطمه زوجة فاضل رغم قصر حوارها المكثف. وما هو علامة من علامات النضج لدي كاتب الدراما. ومع (اللازمة) REFRAIN التي نقلها زميلنا حافظ من أصول فن الموسيقي بغية تأكيد تأثير درامي معين يبقي مستقرا مشتعلا إلي أمد بعيد في العقل الباطن للمشاهد، وفي قلبه أيضا.

ومع الرمز الدرامي لوسام، وتشبيهه بمصباح علاء الدين وخاتم سليمان – وكلاهما خرافة واختلاق وكذب وبهتان FABLE لا يأتي أيهما أو كلاهما بالمعجزات. ما القيمة لعسكري وطني مخلص لبلده يذهب إلي ساحة الشرق ليعود بلا عمل يسد الدمعة.

هنا تبرز القضية الأهم لدراما السيد حافظ. التحريض، والتحريض هنا يستلهم إسقاط في الفن. وهذه الإسقاطات تنتصر للعساكر الفراء الذين يتقدمون صفوف الحرب الملتهبة. وطبعا دون التفكير في وسام أو خاتم سليمان، لان قلوبهم وأسلحتهم تظل متعلقة بالنصر للوطن. . النصر وحده. أقول. . عندما تكون أعماق الحقيقة نائمة أو يصعب تفسيرها. عندئذ تكون الأنوار متلائمة قافزة إلي السطح، بما يغرر، ويزور، ويخلق المغالطة.

يستلهم السيد حافظ موقف الرفض والإنكار عنده من درامات مسرح الابسيرد. دليلي علي ذلك هذا التطابق IDENTITY بين كل من نتائـج ونهايات درامات الابسيرد – في أغلبها – وبين درامات السيد حافظ. جاء الابسيرد ليصلح من مسيرة لدراما توربيا في المسرح (لاحظ إصلاحات السيد حافظ)، جري الإصلاح الأوربي في الطبيعة والرمزية لكن بصورة ناقصة غير مكتملة، وذلك عن طريق زرع وحدات صناعية متكلفة ARTIFICIAL تحل محل وحدة اليونيت التي فقدت الخصائص في النزعة والهدف والغرض والتناسق والانسجام، بكل علاقاتها وخصائص تركيباتها وإنشاءاتها. لقد ولد الابسيرد من جراء سقوط ما قبله. وفي تأكيد علي مواجهة التيارات التي سادت قبله، والتي لم تستلمع الإصلاح والتأثير. وهو لذلك – أي الابسيرد – يضع علامات استفهامات كثيرة. ليس فقط علي وجودها، ولكن أيضا علي معناها. وهي علامات استفهام حملت في طياتها نفس موقف الرفض والإنكار عند السيد حافظ. إذ نكتشف من تحليل دراماته – خاصة التي بيد أيدينا اليوم – كثيرا من العوامل والآراء التي تقدم اليأس والقنوط، لكنها لا تقف عندها، ولكنها تتبع طريق الثورة والتحريض في مواجهة الخيبة وعد الرجاء. واري في الأبسيرد عند الأوروبيين صدي له في مسرحيات السيد حافظ.

مثل هذه المواقف الجديدة والطارئة علي مناهج المسرح العربي كتابة وإخراجـا (فالسيد حافظ درامي ومخرج أيضا) تبحث عن لغة جدية أيضا، لغة متفردة لا تتصل بأشكال واجروميات.

اللغة القديمة في المسرح ولا تنهج نفس منهاجها كما لا تنتمي إلي أي فرع من فروعها اللغوية. لغة ترفض المقارنة ولا تفسر، بل هي لغة تعترف باللاشيء، وتعتمد الهراء والسفا سف والجدليات لا للفهم، ولكن لإثبات حالة (عدم الفهم وفقدان الاتصال). الأمر الذي يخلق كوميديا الموقف عند السيد حافظ، ويرفع إلي سطح الدراما البلادة والبلاهة. زعق عالم السيد حافظ بلسان شخصياته إعلانا صريحا عن الإحداث الراهنة المستبدة التي تعكس الحقيقة، لتظهر موقف (الإنسان) بكل جذوره وعلاقاته وسط حياة ميتافيزيقية مسلوبة " هي اللا إنسانية في أوجها وأعلي مراتبها.

يمثل هذا الخط الثوري تقدم درامته (وسام من الرئيس) تجديدا حقيقيا. شكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الدراما تورجيا العربية أن صح هذا التعبير. فهو في موقفه الظاهري التناقضي يكشف من حوار يتناقض حوار أخر، وعن علامات وعلاقات اتصال لا تتفق مع غيرها، بل هي مقطوعة الأوصال. كما أن الصراع عنده ضد الصراع التقليدي المعروف والشائع، ولا يقترب منه إلا في وجه واحد منه، وهو وجه الإنكار. انه يدمر كل عصب العناصر العدائية له، وفي الوقت نفسه يلبي عناصره، التي هي في الوقت نفسه، أدوات هدم وتدمير التقليديات.


التراث. . والسيد حافظ

غرف السيد حافظ مرات عديدة من التراث الإنساني كما يبدو في العديد من دراماته. ويذكرني ذلك بالألماني برنوت في مسرح الشرق الأقصى، رافضا رفضا باتا المسرحيات الانفعالية والمآسي التي بحثت في الماضي والدرامات الطبيعية. ويلجأ السيد حافظ إلي أعمال وتوجيه الكوميديا في تراثياته، إمعانا منه في إثبات الدراما تورجيا الجديدة، الرافضة للتقليد وللتفسيرات غير الصحيحة. ويجيب حافظ في كوميدية هذه (وسام من الرئيس) علي الاستغلال في العصر، وعلي الحياة التي تسود العصر بإجابات واعية تحمل إغرابه الجديد علي حياة مسرحنا العربي. وتلعب كلمة وحوارات شخصياته في دورانها دورا تحريضيا انفعاليا مؤثرا، ونشطا في الوقت ذاته. هو يعرض ويوضح وينبه إلي السلبيات قبل الايجابيات، هذا ما نقرؤه بين السطور عنفا مع كل ما يتضارب أمام فكرته وهدفه، لكنه بيد قوية يدفع بالمتضاربات التناقضات إلي الهلاك والي التدمير مسلحا شخصياته الثورية بقوانين دراماتورجية تسحق القوانين الوضعية المفروضة والمساكن.

لعلني أجد توازيا بين حرب الأمم شجاعة عند برتولت برخت، ووسام من الرئيس. فالدراما البرختية تردد أن الذي يخدم الحروب ويدعو لها يفقد أسرته ونفسه، وهو نفس الطريق الذي سارت فيه – بعد ذلك – الدرامات التسجيلية الوثائقية DOCUMENTARY PLAYS عند بيتر فايس، هاينر كيبهارت
PETER WEISS, HEINAR KIPPHARDT ثم رولف هوخوت HOCHHURTH ROLF والذين أوصلوا المسرح الألماني إلي العصرية الجديدة لقد اعتنقوا (ملحمية) برخت كملمح من ملامح (البرهان وتوظيف جيدا علي خشبة المسرح

- الفصل الثاني

يستغرق تمثيل الفصل الأول – بلوحتين –جورلي 80 دقيقة. بينما يجيء الفصل الثاني بين مناظر في:

1. كشك السجاير
2. كازينو كوكي
3. الفندق
4. عودة إلي كشك السجاير، وأمامه الكباريه
5. مبني سفارة الدولة العربية المحررة بالمصريين
6. مستشفي الإمراض العقلية

وأتساءل. كيف يمكن تحقيق التكثيف الدرامي لفصل لا يتسع لأكثر من ثلاثين صفحة (تمثل حوالي 70 دقيقة علي الأكثر.)

التنقلات كثيرة، واللوحات أو المشاهد لا تفي بالفرص، ولا تساعد الدراما علي الوصول إلي تأثير مقنع، حتي وسط اجتهادات المؤلف للم شمل هذه اللوحات.

وأستطيع أن اجزم أن دراما تورجيا المسرح هي الأخري لا تساعد مثل هذه المواقف التلغرافية المسرحية علي أحداث النتيجة المرجوة من فكرة جريئة حقا، وجوار معقول، وشخصيات طبيعية لا تحمل الاصطناع أو عدم المعقولية.

حدثني زميلي أ. ن . أبو الحسن سلام أستاذ العلوم المسرحية بجامعة الإسكندرية – وكان قد قرأ النص هو الأخر – مشيرا إلي اعتباره المشهد الخامس (مشهد السفارة والاحتفال بفاضل) حقيقي لحما ودما وليس حلم يقظة، ولعلني أوافق الرأي فإذا كان المشهد حقيقيا، أي واقعيا، كما يبدو في المسرحية، وليس حلم يقظة أو شيئا من هذا القبيل (كما يحدث في بعض الدرامات أحيانا) إذ يمتلئ أو صلات زميلنا السيد حافظ الماهر – وحب نص تعبيران الدكتور سلام (بلاغة درامية في تقطيع الديالوج حيث فاضل وفاطمة في و الـ - أي علي مستوي درامي رقم (1)، والسفير. سفير الدولة المحررة تأثيري المصرين في وال ثان "بمعني مستوي درامي رقم (ب) وهو ما يمثل حب تفسيره أفق التوقعات باعتبارها في وضع (المفارقة الدرامية) فهل يمكن تحقيق المضامين الدرامية الساخرة الهازلة في صفحتين لا غير لا تمثلان إلا زمنا قصيرا جدا في مسار النص المسرحي؟ فضلا من أن النص يبدو (شبه تسجيلي)؟

لعلني كنت أتمني أيضا أن يكون حوار السفير – إذ هو الأصل في المشهد – في المستوي أو المقام الأول تكملة للمناظر وللمكان الذي وضع فيه الدرامي الماهر شخوصه فيه. بمعني أن يستأثر المشهد بجوار يكون المقدمة، أما حوار كلمن فاضل و فاطمة فانه يكون تغليفا أو تداخلات تقطع أو تدخل – وفي قيصر محدود لحوار السفير.

لكن ما أتت عليه الدراما في المساواة الحوارية، افقد المشهد دراماتورجيته الهادفة إلي اقتناص العبرة من إيراده أصلا.

في الختام أقول ستة لوحات في هذا النص المسرحي المقتضب تفقد المشاهد لذة المتابعة المسرحية معني حتى تكادان تضلله عن استبيان أو تتمه ما حدث في فصل المسرحية الأول بل هي مرور الكرام – وسريعا – علي الأماكن، والأحداث، ولا مقارنات الكوميدية الساخرة التي تستهدف الهمم – وما هو الأهم في فكر زميله العزيز العنان السيد حافظ، لقدسية العمل الدرامي. ورغبة في الوصول الي خديعة القضايا الشريفة، والغائبة دوما، والتي تزعق بها هذه المسرحية الجميلة، والتي تجعل راقصته – مع تقديري للرقص التعبيري وليس الشرقي النهراز – تتجاوز القوانين والشرائع والروتين الحكومي، وكل منغصات الواقع المعاصر الرديء، تقف علي رأس الهرم التنفيذي، مغفلة في إسارها كل الإقرارات والاعتبارات التي تضطهد البطل الدرامي فاضل، في أي زمن نحن، وفي يد من سلطات إنسانية ولا إنسانية.

إنني أرجو من زميلي العزيز الفنان السيد حافظ، أن يعيد كتابة الفصل الثاني من مسرحيته الغالية (وسام من الرئيس) وهو قادر علي ذلك، يعيد الكتابة وفي يده وفي عقله نفس مضامينه الدرامية، وبالحفاظ علي الفكر الدرامي الفاز تكثيفا وتخطيطا.

وفقه الله

مسرحية كوميدية – السيد حافظ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى